هآرتس: نجاح الاحتجاجات الإسرائيلية مرهون بالتغيير العميق
دعت صحيفة هآرتس جميع المشاركين في حركة الاحتجاجات الإسرائيلية الحالية إلى مواصلة السعي إلى "التغيير العميق" وعدم اليأس من تحقيقه على مختلف الأصعدة، في سياق مقال للروائي والكاتب الإسرائيلي يائير أسولين، الذي يؤكد فيه ضرورة تذكر أسباب الاحتجاجات "الهادفة" في الداخل الإسرائيل حتى قبل اندلاع الحرب الانتقامية في غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر، ما يعزز وجهة النظر المؤيدة لوجود الانقسامات والتصدعات بالمجتمع الإسرائيلي حتى قبل أن تنفذ المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في يوم أسود في سجل تاريخ الدولة اليهودية، وبصفة خاصة فيما يتعلق بمساعي الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو لإخراس النظام القضائي عبر لافتة براقة عُرِفتْ زورًا باسم "الإصلاح القضائي".
وترى الصحيفة أن الدور المهم والحقيقي لهذه الاحتجاجات التي تجددت في بداية الأسبوع الجاري، "أعمق وأوسع بكثير من مناقشة الكارثة الكبرى، والدولة المحترقة، والحكومة الفاسدة المتعثرة، والتي لم توضح سوى التدهور الهائل لنهاية هذا العصر السياسي وانهيار التصورات القديمة حول القوة المزعومة للكيان الصهيوني التي تروج لها شتى وسائل الإعلام.
ويدعو المقال الحركات الاحتجاجية داخل إسرائيل إلى أن تتحدى الوضع الراهن، وتعمل على تغيير التسلسل الهرمي للسلطة في إسرائيل، وأن تكشف آليات التدهور، وإلا فإنها سوف تفشل إذا ما اكتفت "بالمناقشات المهمة حول الحكومة الفاسدة وعلى رأسها نتنياهو".
وسلط الروائي الإسرائيلي الضوء على أهمية البحث وراء السبب الذي جعل "الحكومة الفاسدة" تصل إلى السلطة في إسرائيل، وعن سبب تمسك العديد من الإسرائيليين بها ودعمهم إياها، مشددًا على ضرورة انفتاح الاحتجاجات على الاستماع إلى مخاوف "الجانب الآخر"، و"التعاطف مع كل الإسرائيليين".
ومنذ بضعة أشهر دعا نفس الكاتب إلى استخلاص الدروس من استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، في أبريل، وشدد على ضرورة تجديد الحديث عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حوار غير أمني، بل حوار قيمي ومراجعة شاملة لعقيدة الجيش وقيمه وأخلاقياته وسلوكياته بعد أن كشف طوفان الأقصى عن انهيار شبه كامل في المنظومة الدفاعية للدولة اليهودية، وانهيارها الذي أصبح الخبراء يحذرون منه في كل يوم تطلع فيه الشمس.