كائنات بحرية متوهجة.. اكتشاف أنواع فلورسنتية في مياه مصر وإندونيسيا
اكتشف العلماء كائنات بحرية متوهجة، تشمل طوائف من المرجان والأسماك والرخويات والقشريات، في البحر الأحمر بمصر في الشرق الأوسط وبحر باندا في إندونيسيا في جنوب شرق آسيا.
وعلى الرغم من العيش في بيئات بحرية مختلفة تفصل بينها آلاف الأميال، فإن الكائنات الموجودة في كلا المنطقتين قادرة على التألق، وفقًا لدراسة جديدة أجراها باحثون في ألمانيا وإندونيسيا.
وذكرت مجلة "ناتشورال وورلد نيوز" أن الإسفار، وهو نوع من التلألؤ، هو ظاهرة تنبعث فيها بعض المواد الكيميائية الصلبة أو السائلة أو الغازية ضوءًا مرئيًا بعد امتصاص الإشعاع مثل الضوء فوق البنفسجي الذي لا يكون مرئيًا عادة بالعين المجردة بحسب جامعة ماكجيل في كندا، التي شاركت في الدراسة الجديدة.
في حين أن التألق يمكن أن يحدث من المواد غير الحية، فقد أظهرت الأبحاث المختلفة أن ظاهرة التوهج تحدث أيضًا للحيوانات والنباتات، وكذلك البكتيريا والفطريات وبصرف النظر عن الكائنات التي تعيش في البحر، يمكن أن يحدث التألق البيولوجي أيضًا في الثدييات، كما ذكر العلماء في دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في مجلة رويال سوسيتي أوبن ساينس.
مخلوقات البحر متوهجة
كشف باحثون من ألمانيا وإندونيسيا هذا العام عن اكتشاف كائنات متألقة لم يسبق لها مثيل في بحر باندا وفي البحر الأحمر وخلال عمليات الغوص الليلية، تمكن العلماء من إلقاء نظرة خاطفة على الحيوانات البحرية الباعثة للضوء وتصويرها لأول مرة كما نُشرت ملاحظات ونتائج جديدة حول الكائنات البحرية المتوهجة في مجلة بلوس وان في 12 يونيو الجاري.
وبناء على نتائج الأبحاث التي قادتها جامعة الرور بوخوم في ألمانيا، يؤكد العلماء وجود مجموعات أخرى من الكائنات الفلوروسنتية في مياه الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وتظهر البيانات السابقة أنه تم العثور على بروتينات الفلورسنت وجزيئات أخرى في الشعاب المرجانية والأسماك وقناديل البحر، وفي هذا السياق، يوسع الفريق هذه المعرفة الرائعة حول الكائنات البحرية المتوهجة، والتي تعتبر نادرة في الطبيعة.
الأنواع البحرية الفلورسنت
حدّدت الورقة البحثية الجديدة التي أجريت في المياه المصرية والإندونيسية ووصفت ما مجموعه 27 نوعًا بحريًا ولم يتم وصف هذه الحيوانات من قبل في الأدبيات التي راجعها النظراء، وفقًا لمؤلفي الدراسة وأسفرت نتائج ملاحظاتهم عن بعض الأنواع الفلوروسنتية التالية:
- عاريات البزاق
- الغلال
- الإسفنج
- اللافقاريات
وجاء هذا الاكتشاف نتيجة دراسة استمرت ثلاث سنوات أجراها فريق البحث في المناطق المذكورة، حيث تم العثور على أكثر من عشرين نوعًا بحريًا تتوهج في الظلام، وتسلط الورقة البحثية الصادرة في يونيو 2024 الضوء أيضًا على تفرد بعض البيئات البحرية، حيث يساهم التألق بشكل كبير في بعض الاستجابات الفسيولوجية والسلوكية للحيوانات البحرية.
واستنادا إلى الأبحاث السابقة حول التألق والتلألؤ البيولوجي على الحيوانات، تشير الأدلة العلمية إلى أن أنواع الحيوانات المتوهجة تنتظر اكتشافها في أماكن لم يستكشفها العلماء بعد. ويعتمد ذلك على نتائج مفادها أن الكائنات البحرية قامت بتكييف السمة البيولوجية للتلألؤ البيولوجي للتكيف في البيئة المظلمة لأعماق المحيط، وفقا لمنظمة "أوشن جنيريشن".