كيم يؤيد غزو أوكرانيا.. وبوتين: مشاركة سيول في تسليح أوكرانيا خطأ فادح
أصبح التباين بين موقفي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بشأن الحرب الدائرة منذ نحو عامين في أوكرانيا واضحًا وضوح الشمس بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية، ومباحثات بوتين مع حليفه كيم.
تبادل الهدايا
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، هدايا مميزة تعبر عن التراث والاحترام المتبادل بين البلدين.
ومن أبرز الهدايا التي قدمها بوتين لكيم سيارة فاخرة من طراز "أوروس سينات" الروسية الصنع أما الهدايا التي قدمها كيم لبوتين فكانت من بينها هدية مميزة تتكون من زوجي كلاب صيد من سلالة "بونجسان" النادرة، وهي سلالة وطنية من الكلاب الكورية الشمالية البيضاء وتمثل الكلاب رمزا للتقاليد الكورية الشمالية، واختيار هذه السلالة النادرة والنقية يعكس التقدير العميق والاحترام المتبادل بين الزعيمين.
وثيقة مهمة
صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق بشأن الدفاع المتبادل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي أكد "دعمه الكامل" لموسكو في حربها على أوكرانيا وأكد الرئيس الروسي بأنها "وثيقة ثورية" تنص على شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين بما في ذلك "المساعدة المتبادلة" في حال تعرض أي من البلدين "للعدوان".
ووقع بوتين، وكيم الذي أكد "دعمه الكامل" لموسكو في حربها على أوكرانيا على اتفاق بشأن الدفاع المتبادل بين بلديهما ويندرج تعهد التعاون العسكري في إطار معاهدة استراتيجية تم توقيعها خلال قمة في بيونج يانج التي يزورها بوتين لأول مرة منذ 24 عاما.
وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي في عاصمة كوريا الشمالية "إنها وثيقة ثورية فعلا" مضيفا أنها تنص "من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أحد طرفي هذه المعاهدة"، وفق ما ذكرت وكالات أنباء روسية.
وتعهد الجانبان بتوثيق العلاقات بين بلديهما بعد الاستقبال الحار الذي خصت به كوريا الشمالية الرئيس الروسي والذي ترافق مع عرض عسكري ومعانقة بين الزعيمين خلال زيارة دولة يجريها بوتين لبيونج يانج.
وبعد مراسم الاستقبال في ساحة كيم إيل سونج التي تضمنت عرضا عسكريا ورقصا جماعيا، وجه بوتين دعوة إلى كيم جونج أون لزيارة روسيا وكان كيم استقبل في وقت سابق بوتين في المطار وتعانقا على السجادة الحمراء ما يؤكد العلاقات العميقة بينهما والتي أثارت قلقا في سيول وواشنطن.
وأشاد الزعيم الكوري الشمالي بـ"طور ازدهار جديد" في العلاقات بين البلدين مع بدء قمته مع بوتين الذي شكر بدوره مضيفه على دعم روسيا في حربها في أوكرانيا وقال بوتين "نثمن كثيرا دعمكم المنتظم والدائم للسياسة الروسية بما يشمل الملف الأوكراني".
خطأ فادح
حذر الرئيس الروسي كوريا الجنوبية من تزويد أوكرانيا بالسلاح، بعدما اعلنت سيول أنها “ستراجع” سياستها التي تمنعها من القيام بذلك، ردًا على توقيع اتفاق دفاعي الاربعاء بين روسيا وكوريا الشمالية.
وأضاف بوتين أن “تسليم اسلحة فتاكة في منطقة الحرب في اوكرانيا سيكون خطأ كبيرا وآمل الا يحدث ذلك. وإذا حدث، علينا اتخاذ قرار مناسب لن يروق على الارجح للمسؤولين الكوريين الجنوبيين”.
وأكد أن على سيول “ألا تقلق” من هذا الاتفاق بين بيونج يانج وموسكو لأنه لا يمكن أن يطبق “إلا إذا تعرض أحد موقعيه لاعتداء”. وتابع: “لا مبرر للخوف من تعاوننا في هذا المجال”.
وأكد الرئيس الروسي أيضا أن بلاده لم تطلب مشاركة عسكرية مباشرة لكوريا الشمالية في النزاع الاوكراني. وقال “لن نطلب ذلك من أحد ولم يطرح أحد علينا هذا الأمر”.
وأضاف بوتين أن كوريا الجنوبية سترتكب “خطأ فادحا” إذا قررت تزويد أوكرانيا بأسلحة، مؤكد أن موسكو سترد على هذه الخطوة على نحو سيؤلم سول.
ووفقًا لشبكة فوكس نيوز، انتقد بوتين توسع حلف شمال الاطلسي في آسيا، معتبرا ان “نظاما من الكتل في طور التشكل” في القارة وقال أيضا إن “حلف شمال الأطلسي يتمركز في القارة على شكل إقامة دائمة وهذا الأمر يشكل بالتأكيد تهديدا لكل دول المنطقة، وبينها روسيا. نحن مجبرون على الرد وسنقوم بذلك”.
واعتبرت الولايات المتحدة الخميس أن عدم استبعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال أسلحة الى كوريا الشمالية، “مقلق للغاية”، لافتة الى أن ذلك يهدد ب”زعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية” وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين “أنه أمر مقلق للغاية، قد يؤدي الى زعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية بحسب نوع الأسلحة” التي قد ترسلها موسكو الى بيونج يانج.
وقال جون كيربي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن الاتفاقية علامة على يأس روسيا لأنها تحتاج إلى مساعدة خارجية في حربها ضد أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، بعد الإعلان عن الاتفاقية الدفاعية في اليوم السابق، إن روسيا ربما تزود كوريا الشمالية بأسلحة في إجراء أشار إلى أنه سيكون ردا مماثلا على تسليح الغرب لأوكرانيا.
وقال كيربي في حديث سبق تعليقات الرئيس الروسي إن اتفاقية الدفاع “ليست مفاجأة”. وأضاف “تحدثنا وحذرنا لعدة أشهر من تنامي العلاقة الدفاعية بين البلدين وأتحنا سلسلة من المعلومات الاستخباراتية”.