الولايات المتحدة تعتزم تفكيك رصيف مساعدات غزة في وقت مبكر من يوليو
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرصيف الذي تستخدمه قوات الجيش الأمريكي في توصيل المساعدات إلى قطاع غزة، قد يتم إزالته في أوائل يوليو، قبل أسابيع من الموعد المقرر وبعد 10 أيام فقط من التشغيل الفعلي، بسبب الظروف الجوية غير المتوقعة.
ونشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الصورة التي قدمتها القيادة المركزية الأمريكية أثناء قيام القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الإسرائيلي بتركيب رصيف ترايدنت على ساحل قطاع غزة في 16 مايو الماضي وقد يتم تفكيك رصيف المساعدات الذي بنته الولايات المتحدة على ساحل غزة بتكلفة حوالي 200 مليون دولار في وقت مبكر عما كان مخططا له بعد أن أكمل حتى الآن ما مجموعه 10 أيام من العمليات الفعلية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا منظمات الإغاثة في غزة أنه من الممكن تفكيك الرصيف في وقت مبكر من شهر يوليو، بعد أن تبين أنه لم يفعل الكثير لتخفيف النقص في السلع في القطاع وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
وكان الرصيف متوقفًا عن العمل في معظم الأحيان منذ افتتاحه في منتصف مايو، بسبب الأضرار الناجمة عن الطقس والبحار العاصفة والمخاوف الأمنية وكان الجيش الأمريكي يستعد لإزالة رصيف المساعدات الإنسانية مؤقتا الأسبوع الماضي بسبب الظروف البحرية بعد أن استأنف المساعدة افي نقل لإمدادات إلى قطاع غزة بعد تعليق التسليم في نهاية الأسبوع السابق.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “اليوم، بسبب ارتفاع أمواج البحار المتوقعة، سيتم إزالة الرصيف المؤقت من موقعه الراسي في غزة وسحبه إلى أشدود، إسرائيل” وأضاف المنشور: "إن سلامة أفراد خدمتنا هي أولوية قصوى، كما أن نقل الرصيف مؤقتًا سيمنع الأضرار الهيكلية الناجمة عن ارتفاع حالة البحر" ويضم الرصيف حوالي 1000 من أفراد الخدمة الأمريكية.
وعادة ما يشهد فصل الربيع وبداية الصيف هدوءً في البحار قبالة سواحل غزة، بحسب التقرير ونقلت صحيفة التايمز عن اللواء الأمريكي المتقاعد بول دي إيتون، الذي يتمتع بخبرة في تركيب أرصفة المساعدات الإنسانية في مناطق الحرب، قوله: "الخطط تأتي على مستوى والتنفيذ على الأرض يختلف كليًا".
وبدأت المساعدات بالوصول عبر الرصيف في 17 مايو، وقالت الأمم المتحدة إنها نقلت 137 شاحنة مساعدات إلى المستودعات، حوالي 900 طن متري، قبل أن تعلن الولايات المتحدة في 28 مايو/أيار أنها أوقفت عملياتها حتى يمكن إجراء الإصلاحات.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة مؤخرا إنهم يعيدون تقييم استخدام الرصيف، زاعمين أن نشاط قوات الاحتلال الإسرائيلية القريبة قد عرّض الحياد المتصور لطريق المساعدات للخطر. ونشأت هذه المخاوف جزئيا من تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الرصيف العائم في مهمة إنقاذ الرهائن، على الرغم من أن البنتاجون نفى ذلك.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، اللواء باتريك رايدر، إن هناك عمليات مروحية إسرائيلية “بالقرب” من الرصيف، لكنه أكد أنه لم يشارك في الغارة ولا أي أفراد عسكريين أمريكيين.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري للصحفيين بعد العملية إن رجال الإنقاذ اختاروا عدم العودة من الطريق الذي أتوا فيه، عبر الحدود البرية، بينما كانوا ينقلون كوماندوز أصيب بجروح قاتلة وبدلًا من ذلك، أسرعوا نحو الشاطئ وموقع مركز المساعدات الأمريكي على ساحل غزة، كما قال، حيث هبطت مروحية إسرائيلية وساعدت في انتشال الرهائن والقوات الخاصة.
ومع ذلك، فإن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يعمل مع الولايات المتحدة لنقل المساعدات من الرصيف إلى المستودعات وفرق المساعدات المحلية للتوزيع داخل غزة، علق تعاونه أثناء قيامه بمراجعة أمنية. وتراكمت المساعدات على الشاطئ منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من تنسيق توزيع المساعدات في الرصيف العائم، ظلت الأمم المتحدة مصرة على أن تسليم المساعدات عن طريق البر هو الطريقة "الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة" لمكافحة الأزمة الإنسانية في الجيب الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص. وقالت الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 500 شاحنة على الأقل يوميا لدخول غزة.
وكان الطريق البحري لفترة محدودة وسيلة إضافية للمساعدة في إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة وسط الحرب.