أسباب التلاسن الحاد بين مندوب السودان والإمارات في مجلس الأمن
بينما تحتدم المعارك بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وميليشيا "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو، شهدت جلسة مجلس الأمن سجالًا بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة، إذ جدد مندوب السودان الحارث إدريس خلال حديثه في الاجتماع اتهامه الإمارات بدعم قوات "الدعم السريع"، وهو ما سارع المندوب الإماراتي إلى نفيه. وأضاف "يتعين على الإمارات أن تنأى بنفسها عن السودان. إنه الشرط الضروري الأول لإرساء الاستقرار في السودان".
من جانبه وصف مندوب الإمارات محمد أبوشهاب اتهامات المندوب السوداني بأنها "سخيفة". وقال إن السفير السوداني "يمثل القوات المسلحة السودانية وهي أحد أطراف الصراع في السودان".
وقال إن بلاده ظلت تقدم الدعم للعمليات الإنسانية في السودان. وأضاف "ممثل القوات المسلحة السودانية يجب أن يُسأل لماذا لا يأتي إلى محادثات جدة إذا كان يسعى إلى وقف النزاع ومعاناة المدنيين، ولماذا يعيقون تدفق المساعدات، ما الذي تنتظرونه؟ يجب عليك أن تتوقف عن استغلال منبر دولي مثل مجلس الأمن للمزايدات وبدلًا من ذلك وقف النزاع الذي بدأته".
وفي قرار تبناه الأسبوع الماضي دعا مجلس الأمن إلى وضع حد لـ"حصار" تفرضه قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر في إقليم دارفور. كما دعا كل الدول الأعضاء إلى الامتناع عن أي "تدخل خارجي" وإلى احترام الحظر المفروض على الأسلحة، من دون ذكر أي بلد بالتحديد.
وأعلن فريق أممي جديد لتقصي الحقائق يجري تحقيقًا في انتهاكات يشتبه بأنها ارتُكبت في الحرب الدائرة في السودان، الثلاثاء، أنه بصدد التحقق من تقارير عن استعباد جنسي في مركز احتجاز وهجمات عرقية ضد مدنيين.
وتلقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق التي أنشئت أخيرًا "تقارير ذات صدقية عن عديد من حالات العنف الجنسي التي ترتكبها الفصائل المتحاربة"، وفق ما أفاد رئيسها محمد شاندي عثمان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وقال إن "نساء وفتيات تعرضن وما زلن لعمليات اغتصاب واغتصاب جماعي ولخطف وزواج قسري". وأكد أن الفريق يتحقق من "تقارير عن استعباد جنسي وتعذيب جنسي في مراكز احتجاز بما في ذلك لرجال وفتيان". وأضاف "نحن نجري تحقيقًا".
إلى ذلك سلط عثمان الضوء على تقارير تفيد بتجنيد واسع النطاق لأطفال، لا سيما للمشاركة في "قتال مباشر وارتكاب جرائم عنف".
وقال إن الفريق يشعر بقلق بالغ إزاء القتال العنيف ومحاصرة قوات "الدعم السريع" للفاشر، المدينة الوحيدة في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرتها.
وشدد على أن "هجمات سابقة على مناطق أخرى تزيد من مخاوفنا"، مشيرًا إلى أن الفريق "يحقق حاليًا في هجمات سابقة واسعة النطاق ضد مدنيين على أساس انتمائهم العرقي في مناطق أخرى من دارفور".
وقال إن تلك الهجمات شملت "القتل والاغتصاب وغيرهما من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والتشريد القسري والنهب". ولفت عثمان إلى أن التحقيق يشمل أيضًا "هجمات عرقية" في أماكن أخرى بما في ذلك في أنحاء أخرى من إقليم دارفور ومن ولاية الجزيرة.