الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إلى أين سيذهب قادة حماس إذا أغلق مكتب الحركة في قطر؟

الرئيس نيوز

لا تزال ترشح تسريبات تزعم أن ضغوطا كبيرة تتعرض لها قادة حركة حماس، للموافقة على هدنة توقف الحرب على غزة، في حين ترى الحركة أن المتاح حاليا من اتفاقات لا تلبي شروط الحركة، فيما كانت وافقت الحركة على اتفاق مصري لوقف إطلاق النار في غزة، خلال الربع الأول من شهر مايو الماضي، قبل أن يرفضه الكيان الإسرائيلي ويجتاح مدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر. 

مصادر رفيعة المستوى، قالت لوكالة رويترز إن حركة “حماس” تدرس بجدية كبيرة نقل مقر قيادتها من دولة قطر إلى دول أخرى، في ظل الضغوطات التي وصفت بـ”الهائلة” التي تمارس عليها بسبب حرب غزة، ومفاوضاتها الشائكة والتي تمر بمرحلة جمود الفترة الحالية.

من جانب أخر أكدت مصادر خاصة تحدثت مع الـ”رأي اليوم”، أن الحركة تتعرض للكثير من الضغوطات من قبل دول عربية من أجل الموافقة على المقترحات التي تقدم من قبل الإدارة الأمريكية وحتى الجانب الإسرائيلي، فيما يخص حرب غزة، رغم عدم تماشيها مع شروط المقاومة التي وضعتها على الطاولة منذ اليوم الأول من الحرب.

وذكرت أن “حماس” ترفض بشدة أن تُستخدم ورقة الإقامة في الضغط عليها بمفاوضات التهدئة المتعثرة، وذلك وفق ما يُنشر عبر وسائل الإعلام، والذي نفته قطر جملة وتفصيلا، إلا أن حركة “حماس” لم تكشف تفاصيل هذه الضغوطات بشكل رسمي الأمر الذي فتح باب التأويل ووضع السيناريوهات الساخنة بهذا الملف.

وأشارت المصادر إلى أن حركة “حماس” قد طرقت أبواب العديد من العواصم العربية والإسلامية، لنقل مقر إقامتها من قطر، إلا أن الكثير من تلك العواصم أقفلت أبوابها خوفًا من “الغضب الأمريكي”، وأن الخيارات أمام الحركة باتت محدودة جدًا، في ظل عواصم محددة رحبت بالحركة لكن ضمن شروط “صارمة”.
وقبل أسابيع، نشرت “رويترز” نقلًا عن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة في إطار مراجعة أوسع لدور الوساطة التي تضطلع به الدولة في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال المسؤول إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ أشهر.

وقالت قطر الشهر الماضي إنها تعيد تقييم دور الوساطة الذي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي لم تسمه القول، إن واشنطن طلبت من الدوحة طرد حماس إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وتستضيف قطر المكتب السياسي لحركة “حماس” منذ عام 2012 كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة، ويعيش إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في الدوحة وسافر بشكل متكرر، بما في ذلك إلى تركيا، منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

الباحث في شؤون الإيرانية، علي رجب، يقول للرئيس نيوز إن إيران أو الجزائر قد تكون وجهة قادة حركة حماس إذا ما قررت إغلاق مكتبها السياسي في قطر، ولفت إلى أن قادة حماس إذا ما قرروا مغادرة قطر والتوجه إلى إيران سيكون خطأ استراتيجيا كبيرا، وعلى الدول الراعية للقضية الفلسطينية مثل مصر أن تسارع في معالجة مثل هذه الأمور؛ فإيران بذلك ستكون متحكمة بشكل كلي على عقل المقاومة الميداني والسياسي، وستزداد الأمور تعقيدا. 

يضيف رجب أن تلك الوجهة إلى إيران إذا ما حدثت فعليا فستضر القضية الفلسطينية، وستروج إسرائيل إنها تحارب إيران وأذرعها في فلسطين، وهو ما سيعطيها مزيدا من الضوء الأخضر للتنكيل بالفلسطينيين.