الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رئيس الوزراء البريطاني يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب دعوته لشراء الأغذية المحلية

الرئيس نيوز

تعرض رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، لانتقادات لاذعة بسبب دعوته البريطانيين إلى "شراء طعام بريطاني" وسط أزمة زراعية قاسية تمر بها المملكة المتحدة، ويواجه سوناك غضبًا جديدًا بسبب رسالة صريحة على وسائل التواصل الاجتماعي حث فيها البريطانيين على شراء المنتجات المحلية. 

ووفقًا لصحيفة "ذا ميرور"، سارع البريطانيون إلى التعليق بكثافة على منشور رئيس الوزراء وتضمنت تعليقاتهم الإشارة إلى العواقب الوخيمة التي خلّفها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الزراعة والتجارة وبالطبع على السلع الغذائية بوجه عام.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض خلالها ريشي سوناك لانتقادات لأنه طلب من الناخبين "شراء المنتجات البريطانية" على الرغم من استمرار مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ضرب الأسر في جميع أنحاء البلاد.

بعد أيام قليلة من تعرض رئيس الوزراء للسخرية بعد ادعائه أنه لم يكن لديه الكثير من الأشياء عندما كان طفلًا، شارك البريطانيون في غضب جديد بعد قراءة منشوراته التي حملت هذا المعنى عبر منصة X، تويتر سابقًا، ووصف بعضهم سوناك بأنه ملياردير بدرجة رئيس حكومة وكتب سوناك على حسابه الرسمي: "لا ينبغي لنا أن نعتمد على الطعام الأجنبي.. اشتروا الطعام البريطاني"، وكانت الردود مليئة بالأسباب التي تشرح بالضبط سبب صعوبة شراء الطعام المحلي في بريطانيا.

وكتبت إحدى البريطانيات، في رد شديد على نداء رئيس الوزراء: "لقد قبلت حكومتكم الواقع ومؤداه أن الزراعة البريطانية في أزمة! وأنتم من سمحتم للواردات الأجنبية بسحق المنتجات الغذائية البريطانية، وأزلتم إمدادات العمالة لدينا وألغيتم الإعانات، ووضعتم الحواجز التجارية في الطريق ودفعتم لنا المال مقابل ذلك.. واليوم نزرع زهورًا ولا نزرع طعامًا!"

وفي الوقت نفسه، سخرت معلقة بريطانية أخرى بصراحة قائلةً: "لا ينبغي أن يعتمد أحد على بنوك الطعام والإعانات، لكن 14 عامًا من حكم المحافظين الدمويين جعلت كل ذلك ممكنًا" وسأل مواطن بريطاني ثالث ببساطة: "لماذا جعلت من الصعب على المزارعين توفير السلع الغذائية لنا إذن أيها العبقري؟"

وكشف تقرير أصدرته كلية لندن للاقتصاد العام الماضي أن الأسر البريطانية دفعت مبلغًا مذهلًا قدره 7 مليارات جنيه إسترليني منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتغطية التكلفة الإضافية للحواجز التجارية على الواردات الغذائية من الاتحاد الأوروبي وأفاد الباحثون أن الحواجز التجارية تعيق الواردات باستمرار، مما يؤدي إلى ارتفاع الفواتير بمعدل 250 جنيهًا إسترلينيًا خلال أزمة تكلفة المعيشة.

وفي الوقت نفسه، كشف استطلاع أجرته مجلة فارمر ويكلي عام 2023 مزاج المزارعين البريطانيين بعد مرور سبع سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووجد أن حوالي 70% من المزارعين الذين يزرعون الحبوب قالوا إن مغادرة الاتحاد الأوروبي كان لها تأثير سلبي على أعمالهم، في حين شعر 76% من مزارعي اللفت الزيتي بنفس التأثير السلبي، وبالمثل، كان لدى 68% من المزارعين الذين لديهم أبقار أو أبقار حلوب أو أغنام تصور سلبي وكان القطاعان الأكثر سلبية هما زراعة الخضروات (81%) وتربية الماشية (79%).

ولم يتراجع الصحفي والناقد الغذائي جاي راينر عن رده على رسالة ريشي سوناك على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا. وقال نقلًا عن المنشور: "من أين نبدأ؟ ليس هناك ما يكفي من الغذاء البريطاني للشراء لأن عرض المهرج المشوه والخبيث لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي روجت له، قوض إنتاج الغذاء، بفضل الإعانات غير المدروسة". بالإضافة إلى ذلك، فإن الضوابط الحدودية التي يحركها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد أعاقت الواردات.

وردًا على ذلك، قال أحدهم مازحًا: "أحب أن أبدأ يومي بفنجان من الشاي أو القهوة البريطانية مع عصرة صغيرة من عصير الليمون البريطاني ورذاذ من زيت الزيتون البريطاني على غداءي قبل نكهة عشاءي بكل تلك التوابل البريطانية" وقال آخر: "ربما ينبغي على شخص ما أن يخبر سوناك أن المملكة المتحدة لم تكن قادرة على إعالة سكانها بشكل موثوق دون واردات الغذاء منذ أوائل القرن التاسع عشر تقريبًا... وهذا هو حرفيًا ما كانت تدور حوله المناقشات حول قوانين الذرة".