الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القرية السويدية في غزة.. صورة مأساوية للحرب والهجرة

الرئيس نيوز

أكدت صحيفة جيروزاليم بوست أن "القرية السويدية" في غزة أصبحت صورة مصغرة لمأساة الحرب؛ فعندما ينظر المراقبون إلى غزة فإنهم يدركون على الفور أن مثل هذه المناطق قد تم هجرها وخيانتها من قبل المجتمع الدولي، وتتكون القرية الصغيرة في غزة من بضع عشرات من الأكواخ والمنازل بالقرب من البحر وأصلحت شوارعها بانوراما مفتوحة وحية للتاريخ الكارثي لقطاع غزة على مدى العقود الماضية.

وتسمى المنطقة “القرية السويدية” وفي 17 يونيو الجاري، نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو يظهر المجتمع الصغير والمناطق التي يجري فيها القتال وقام جيش الاحتلال بتوزيع الفيديو كجزء من بيان أكبر حول كيفية عمل “جنود الفرقة 162 في منطقة رفح لمدة شهر تقريبًا وزعمت الصحيفة السيطرة على المنطقة واستهداف حركة المقاومة الإسلامية حماس ومواقعها في منطقتي الشابورة وتل السلطان.

وأظهر الفيديو قرية صغيرة تبدو وكأنها مجموعة كبيرة من المباني المستطيلة بالقرب من الماء في موقع يمكن تخيل كيف كان مكانًا جميلًا يصلح لاستضافة السياح في إجازة وكان بالقرية عدد قليل من أشجار النخيل ولكن بخلاف ذلك كانت أسطح المنازل من الصفيح وكان ارتفاعها في الغالب طابقًا واحدًا.

وفي اللقطات، قال جيش الاحتلال إن هذه المنطقة كانت ضمن منطقة عمليات اللواء 401 مدرع وزعم مقطع الفيديو الذي بثه جيش الاحتلال أن حماس استغلت بعض منازل القرية، وفي 10 يونيو، نشر جيك جودين، أحد كبار الباحثين على موقع بيلينجكات، صورًا على منصة X تظهر منطقة في جنوب غزة بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، وقال: "بعض صور القمر الصناعي الجديد سكاي سات فوق منطقة رفح. وفيه يمكنك أن ترى أن معظم القرية السويدية قد تم محوه من قبل جيش الاحتلال، وقد تم بالفعل تأكيد وجود جيش الاحتلال في المنطقة في الأسبوع الماضي".

ظهرت مقاطع فيديو أخرى للمنطقة ويصور أحد هذه الصور جنودًا من جيش الاحتلال بالقرب من المنطقة ويزعم هذا الفيديو أن القرية السويدية كانت قريبة من موقع الجالية اليهودية بيت سديه بالقرب من الساحل التي كانت موجودة قبل الانفصال عن قطاع غزة عام 2005.

ويبدو أن هذا المجتمع الصغير في غزة قد تم تدميره الآن بسبب الحرب الحالية وبالعودة إلى مارس 2015، قدم موقع ميدل إيست آي لمحة عن المجتمع وأشار إلى أن "القرية متخلفة، ليس فقط بسبب الحصار الإسرائيلي الحالي ولكن لأن المنطقة، حتى قبل عام 2005 عندما استولت حماس على السلطة، كانت منطقة معزولة تحت سيطرة الاحتلال ومستوطنيه اليهود فقط، مما أدى إلى حصار 800 فلسطيني من سكان القرية وسط قيود على الحركة والانتقال.

وذكر التقرير أن سكان القرية كانوا يعيشون في منازل مصنوعة من الطين حتى ضربت عاصفة المنطقة في عام 1965 ثم تم بناء القرية بمساعدة القوات السويدية والقوات الدولية الأخرى، ونمت في نهاية المطاف لتحتوي على أكثر من 800 شخص محلي مقيمين بها" ومن هنا حصلت القرية على اسمها وعرفت باسم "القرية السويدية" وخضعت المنطقة للحكم الإسرائيلي بعد حرب 1967.

وفي يناير 2014، قدمت صحيفة ميدل إيست مونيتور أيضًا لمحة عن المجتمع الصغير. "القرية، التي تتكون من 60 عائلة، لديها بنية تحتية شبه معدومة وكانت المنازل مغطاة بالأسبستوس، ولم تصل خطوط الهاتف إلى القرية إلا منذ بضعة أشهر كما يعاني السكان من نقص مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وأزمة في نظام النقل الخاص بهم ويضطر السكان، ومن بينهم طلاب المدارس، إلى السير لمسافات طويلة والانتظار لفترات طويلة على جانب الطريق حتى يجدوا وسيلة نقل.
تحديات القرية السويدية

وتحدث المقال عن سكان القرية السويدية الذين كانوا يواجهون صعوبات في ذلك الوقت، حيث يحتاجون إلى التعامل مع المكان الذي يرسلون فيه أطفالهم لتلقي التعليم. في تلك الأيام، كان بإمكانهم الاختيار بين رفح أو المواصي، واشتكوا من تكلفة إرسال الأطفال إلى المدرسة في المواصي، التي أصبحت الآن منطقة إنسانية مترامية الأطراف في غزة.

وواجه سكان هذه القرية الصغيرة أيضًا تحديات تتعلق بالتآكل. في العام الماضي، أشارت إحدى المقالات إلى أنه "منذ سنوات عديدة، كان سكان القرية يشعرون بالقلق من التهديد الذي يشكله البحر على القرية، لكن قلة من المسؤولين اعتقدوا أن ذلك سيحدث. وعندما أصبح التآكل ملحوظا، كاد شارع الرشيد الرئيسي، الذي يربط القرية ببقية مناطق غزة، أن ينهار وفي سبتمبر 2015، قامت منحة بقيمة 29 مليون دولار من الحكومة القطرية بإعادة بناء الطريق إلى جانب مشاريع أخرى.