نتنياهو ينتقد خطط جيش الاحتلال لوقف القتال لمدة 11 ساعة يوميا
انتقد رئيس وزراء الدولة اليهودية، بنيامين نتنياهو، الخطط التي أعلنها جيش الاحتلال أمس الأحد، بتنفيذ فترات توقف تكتيكية يومية للقتال على أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى قطاع غزة من أجل تسهيل دخول المساعدات.
ويرى المراقبون أنه من الصعب تحديد مدى تأثير هذه الهدنة اليومية على حل المشكلات الماثلة في قطاع غزة وعلى الرغم من أنها خطوة تهدف إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلا أن الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة يظل معقدًا ويجدر النظر في العوامل الأخرى مثل التسوية والاتفاق على وقف إطلاق النار عبر التفاوض إذا أريد تحقيق تحسين شامل في الوضع وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن العمليات العدائية ستتوقف اعتبارًا من الساعة 0500 إلى 1600 بتوقيت جرينتش يوميًا حتى إشعار آخر، في المنطقة من معبر كرم أبو سالم حتى طريق صلاح الدين ثم إلى الشمال وصرح مسؤول إسرائيلي بأنه "عندما سمع نتنياهو التقارير عن هدنة إنسانية لمدة 11 ساعة في الصباح، التفت إلى سكرتيره العسكري وقال إن هذا غير مقبول بالنسبة له".
وأوضح جيش الاحتلال أن العمليات العسكرية ستستمر كالمعتاد في مدينة رفح، وهي محل تركيز العمليات في جنوب قطاع غزة حاليًا، والتي شهدت سقوط 8 جنود إسرائيليين، السبت ويسلط رد فعل نتنياهو الضوء على التوتر السياسي إزاء مسألة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة حيث حذرت المنظمات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وندد وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير، الذي يقود أحد الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم، بفكرة التوقف التكتيكي ووصف من اتخذ هذا القرار بأنه "أحمق" ويجب أن يقال من وظيفته.
انقسامات بين الائتلاف والجيش
يعد وقف العمليات التكتيكي أحدث فصول الخلاف بين أعضاء الائتلاف الحاكم، وجيش الاحتلال بشأن سير الحرب التي دخلت الآن شهرها التاسع وجاء الخلاف بعد أسبوع من استقالة الجنرال السابق بيني جانتس، من الحكومة متهمًا نتنياهو بالافتقار إلى استراتيجية فعالة في قطاع غزة.
واتضحت تلك الانقسامات بشكل أعمق وأكثر، الأسبوع الماضي، خلال تصويت في الكنيست الإسرائيلي على قانون تجنيد اليهود المتزمتين دينيًا في الجيش، إذ صوت وزير الدفاع يوآف جالانت، ضد مشروع القانون في تحدٍ لأوامر الحزب، قائلًا إنه غير كاف لاحتياجات الجيش.
وتعارض الأحزاب الدينية في الائتلاف بشدة، التجنيد الإلزامي لليهود المتزمتين دينيًا، وهو ما يثير غضبًا واسع النطاق لدى الكثير من الإسرائيليين وهو غضب يتفاقم مع استمرار الحرب.
وقال الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، إن هناك "حاجة أكيدة" لتجنيد المزيد من المتزمتين دينيًا الذين يزيد عددهم بوتيرة سريعة.
تبادل الاتهامات
كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن حدوث سجال حاد بين نتنياهو، وبيني جانتس، زعيم حزب معسكر الدولة، وجادي إيزنكوت، اللذيْن قدما استقالتهما من حكومة الطوارئ ومن جانبه، كال نتنياهو الاتهامات ضد جانتس وإيزنكوت، خلال جلسة لمجلس الوزراء في وقت سابق الأحد، وزعم أن لديهما رغبة في "غسل سمعتيهما بعد قراراتهما الانهزامية".
ورد حزب جانتس على انتقاد نتنياهو، بقوله إن "الانهزامية أن تكون خائفًا من السماح للجيش الإسرائيلي بالمناورة.. في المستقبل سيتم الكشف عن وثائق الحرب وسيعلم الناس من الذي تسبب في إيقاف المسيرة ومن كان يسعى لنصر حقيقي".
وسارع حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بالرد، قائلًا في إشارة إلى جانتس، إن من هرب من الحرب "لا يجب أن يعطي دروسًا لرئيس الوزراء الذي يقود الحرب ويسعى إلى النصر الكامل".
نطاق وفترة الحرب على غزة
وبعد مضى أكثر من 8 أشهر على بدء الحرب على قطاع غزة، يبدو أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال لا يزال بعيد المنال على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 37 ألفًا و337 فلسطينيًا، وإصابة 85 ألفًا و299 حتى الآن، ودمرت الحرب أغلب القطاع وشردت أغلب سكانه.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الإسرائيليين يؤيدون هدف الحكومة المتمثل في القضاء على حركة المقاومة حماس، إلا أن الاحتجاجات الواسعة النطاق المناهضة للحكومة تزداد بسبب إخفاقها في بذل المزيد لإعادة نحو 120 لا يزالون محتجزين لدى حماس منذ 7 أكتوبر.
وينذر استمرار القتال في غزة باتساع نطاق الحرب مع تصاعد عمليات تبادل إطلاق النار شبه اليومية عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وجماعة "حزب الله" في لبنان.
تطور مهم
أعلنت حكومة نتنياهو، في وقت سابق الأحد، تمديد الفترة التي ستمول فيها الإقامة بالفنادق ودور الضيافة للسكان الذين تم إجلاؤهم من البلدات الحدودية بجنوب إسرائيل حتى 15 أغسطس، ما يشير إلى أن القتال في غزة ربما يطول.