الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

احتدام المعارك في رفح.. والولايات المتحدة: الهدنة في غزة ممكنة

الرئيس نيوز

نقل موقع المونيتور الأمريكي عن بعض سكان رفح الفلسطينية قولهم إن طائرات هليكوبتر تابعة للاحتلال الإسرائيلي قصفت المدينة أمس الخميس، في حين أبلغ نشطاء فلسطينيون عن معارك في الشوارع في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة، بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن حماس بأنها "أكبر ما يعطل" هدنة أخرى.

كما تصاعدت التوترات على الحدود الشمالية للدولة اليهودية، مع قيام حزب الله، حليف حماس، بالمزيد من الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية، كما وردت أنباء عن مقتل مدني في غارة إسرائيلية في لبنان.

وقد عملت القوات البرية للاحتلال الإسرائيلي في رفح منذ أوائل مايو، على الرغم من القلق الواسع النطاق بشأن مصير المدنيين الفلسطينيين هناك وحكم محكمة العدل الدولية الذي صدر في وقت لاحق من ذلك الشهر وقال السكان إن المناطق الغربية من رفح تعرضت لإطلاق نار كثيف يوم الخميس.

وأكد أحدهم لوكالة فرانس برس: "كان هناك نيران كثيفة جدا من الطائرات الحربية والاباتشي والمروحيات الرباعية اضافة الى المدفعية والبوارج العسكرية الاسرائيلية التي كانت جميعها تقصف المنطقة الواقعة غرب رفح"، ومن جانبها، تقول حركة حماس إن مقاتليها يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي في شوارع المدينة القريبة من حدود قطاع غزة المحاصر مع مصر.

وفي إيطاليا، خلال قمة مجموعة السبع، وصف بايدن حماس بأنها "أكبر تعطل حتى الآن" لاتفاق بشأن هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن وأضاف "لقد طرحت نهجا أقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة السبع والإسرائيليون، وأكبر عقبة حتى الآن هي رفض حماس التوقيع على الرغم من أنها قدمت شيئا مماثلا". وقال للصحفيين وأضاف: "يبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيؤتي ثماره أم لا".

وبدأت الحرب بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 أكتوبر على المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، والذي أسفر عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية كما احتجزت المقاومة 251 رهينة. ومن بين هؤلاء لا يزال 116 في غزة، على الرغم من أن الجيش يقول إن 41 قتلوا.

وأدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي إلى مقتل ما لا يقل عن 37232 شخصًا في غزة، معظمهم أيضًا من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.

دفعة جديدة لوقف إطلاق النار 
فيما احتشد المتظاهرون في القدس مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

وتعثرت الجهود للتوصل إلى هدنة عندما بدأت إسرائيل عملياتها البرية في رفح، لكن بايدن أطلق في أواخر مايو مسعى جديدا للتوصل إلى اتفاق.

وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين قرارا صاغته الولايات المتحدة يدعم الخطة. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز أمس الخميس إن زعماء مجموعة السبع "يدعوون حماس على وجه الخصوص إلى إعطاء الموافقة اللازمة" كما دعا بعض سكان غزة حماس إلى بذل المزيد من الجهود لضمان التوصل إلى اتفاق وقال رجل يدعى أبو شاكر: "ماذا تنتظر؟ الحرب يجب أن تنتهي بأي ثمن".

وتتضمن خارطة الطريق التي وضعها بايدن لأول هدنة منذ التوقف الذي استمر أسبوعا في نوفمبر وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وتبادل الرهائن والأسرى وإعادة إعمار غزة.

وردت حماس على وسطاء قطر ومصر مساء الثلاثاء. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي كان في المنطقة هذا الأسبوع، إن بعض التعديلات المقترحة "قابلة للتطبيق والبعض الآخر ليس كذلك".

وقال أسامة حمدان المسؤول الكبير في حماس إن الحركة تسعى إلى "وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل" للقوات الإسرائيلية من غزة وهي مطالب رفضتها إسرائيل مرارا وتكرارا.

وقال بلينكن إن إسرائيل تقف وراء الخطة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعارض حلفاؤه في حكومته اليمينية المتطرفة الصفقة بشدة، لم يؤيدها علنًا.

وفي القدس، حث احتجاج قاده الطلاب بالقرب من البرلمان الإسرائيلي الحكومة على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وكتب على إحدى اللافتات "وقف إطلاق النار الآن" بينما سار المتظاهرون حاملين صور بعض الرهائن.

افتقاد روح وأجواء العيد
وقد تسببت الحرب في دمار واسع النطاق في غزة، حيث خرجت المستشفيات عن الخدمة وحذرت الأمم المتحدة من المجاعة وخلص تحقيق للأمم المتحدة يوم الأربعاء إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب، في حين ارتكبت الجماعات المسلحة الإسرائيلية والفلسطينية جرائم حرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثمانية آلاف طفل دون سن الخامسة تلقوا العلاج من سوء التغذية الحاد في غزة.

بينما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم للاحتفال بعيد الأضحى ابتداءً من يوم الأحد، قالت النازحة من غزة أم ثائر نصير "ليس لدينا أي شيء للاستعداد" لهذه المناسبة وأضافت في بيت لاهيا بشمال غزة أن "الأطفال يطلبون من والدهم شراء ملابس" لقضاء العطلة، مضيفة أن أسعار أي شيء من السلع الأساسية إلى الألعاب ارتفعت بشكل كبير، وأردفت: "من أين سيشتري لهم والدهم تلك الألعاب؟ إنه عاطل عن العمل منذ ثمانية أشهر ويتنقل من خيمة إلى أخرى... والدهم بالكاد يستطيع إطعام نفسه".

وقال فادي نصير، وهو نازح آخر من غزة، لوكالة فرانس برس إنه "في الأوقات العادية" يتم تزيين المنازل والشوارع للاحتفال بالعيد، لكن " اليوم لم يعد لدينا حتى منزل، وليس هناك ما نزينه" وأضاف: "لا توجد روح العيد".

خطر إقليمي 
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن تداعيات حرب غزة محسوسة بانتظام على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث تصاعدت وتيرة الاشتباكات القاتلة عبر الحدود وقال حزب الله يومي الأربعاء والخميس إنه هاجم أهدافا عسكرية في إسرائيل بوابل من الصواريخ والطائرات المسيرة ردا على غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل أحد قادته.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم اعتراض معظم عمليات الإطلاق بينما أشعل البعض الآخر حرائق. وقال متحدث باسم الحكومة: "إسرائيل سترد بالقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله".

وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت غارة استهدفت منزلًا" في جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن احتمال "توسيع الحرب يشكل خطرا ليس على لبنان فحسب بل على المنطقة بأكملها".

وتبذل فرنسا جهودًا دبلوماسية لاحتواء الوضع على الحدود منذ شهر يناير، حيث قال الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الخميس إن بلاده والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل معًا لتخفيف التوترات في المنطقة 
وأضاف متحدثا في قمة مجموعة السبع "سنفعل الشيء نفسه مع السلطات اللبنانية".

وفي الضفة الغربية المحتلة، حيث تصاعدت أعمال العنف خلال الحرب، قال مسؤولون فلسطينيون إن غارة عسكرية إسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص في بلدة قباطية الشمالية.