لعبة الدب الروسي في سوريا
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية ان روسيا عادت إلي الشرق الأوسط في عام 2015 وهي ترفرف على ظهر حصان شاهق لإنقاذ نظام بشار الأسد الذي كان فاسداً في سوريا.
وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات كان أفضل تصور لمأزق موسكو هو الصورة التي تشبه الدب الروسي في السيرك وهو يتأرجح بدراجة ثلاثية العجلات ، في الوقت الذي تتلاعب فيه بالمصالح المتنافسة بين البلدان.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الكرملين السابق الكسندر نيكراسوف، قوله "ان الجيش الروسي أخطأ في تقديراته منذ البداية عندما اخبر فلاديمير بوتين، بإن العملية في سوريا ستكون سريعة جداً ولكن في الحقيقة هو صراع متعدد الجوانب وبه تطورات معقدة لا يمكن التنبؤ به".
وأضاف الكسندر: ان المغامرة بإكملها كانت مفاجئة، ومشاكلها أكبر بعشر مرات عن مشكلة بوتين في اوكرانيا، لأن الجيش الروسي تعلم من حروبه في أفغانستان والشيشان ان العدو الذي يقاتل في سوريا لا يمكن هزيمته بشكل كامل ولا توجد خطة متماسكة، والأمر يقتصر علي الاستجابة للحوادث والمحاولة لانقاذ ماء الوجه علي الرغم من الوضع الكارثي.
وتري الصحيفة أن الأحجية الروسية ظهرت أكثر تعقيدا في الأسبوع الماضي في محاولات موسكو احداث توازن للأمور المستحيلة، وكان ابرزها رد قوة القدس الإيرانية علي الهجوم الإسرائيلي في دمشق، وإطلاق القوات الإيرانية صاروخ قوي باتجاه منتجع جبل حرمون للتزلج واعترضته القبة الحديدية الإسرائيلية .
وأضافت الصحيفة أن من الأمور المعقدة أمام روسيا هو تهديد تركيا للأكراد والتهديدات بإبادة وحدات حماية الشعب الكردي، الذي يعتبره الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدو استراتيجي وامتداد لحزب العمال الكردستاني المتهم بالإرهاب ومحظور في أنقرة.
ويقول ياكوف لابين ، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية " كان هدف روسيا تحقيق الاستقرار لنظام الأسد، وناجحت في ذلك إلي حد كبير، وتتطلع روسيا الآن لتوسيع حجم الأراضي التي يسيطر عليها الأسد، وفي الوقت نفسه ضمنت موسكو الوصول لمياه البحر المتوسط وانشات قاعدة لها في اللاذقية".