استقالة مسؤول أمريكي بسبب الدعم الأمريكي "غير المشروط" للحرب الإسرائيلية في غزة
اعترف أليكس سميث، خبير الصحة العامة الذي يعمل في المجال الإنساني، بأنه قرأ جميع كتب سامانثا باور قبل أن ينضم إلى الوكالة التي ترأسها الآن واعترف بأنه حرص على أن يحمل نسخًا من كتبها معه، حتى أنه أنشأ ناديًا للكتاب في روما عندما أصدرت مذكراتها في عام 2019، ولكن أليكس وجه هذا الأسبوع انتقادات لاذعة لباور رغم أنه احترم كتاباتها على مدار سنوات، وجاءت انتقاداته عندما استقال من الوكالة الأمريكية للمساعدات الدولية (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) احتجاجًا على فشلها في التحدث علنًا ضد نفس الجرائم التي كرست مسيرتها المهنية للكشف عنها.
وقال أليكس بعد استقالته من العمل كمتعاقد اول في الوكالة لمدة أربع سنوات لصحيفة "ذا إندبندنت"، إن سامنثا باور كانت مدافعة متحمسة للغاية عن حقوق الإنسان، وعلى وجه التحديد ضد الإبادة الجماعية. لذا فإن رؤيتها صامتة هذا الصمت المطبق عن القانون الدولي الآن، وعن الأعمال غير القانونية والجرائم المروعة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي حاليًا بشكل علني، أمر محبط للغاية بالنسبة للكثيرين".
وأصبح سميث، الذي عمل كمستشار كبير لشؤون النوع الاجتماعي وصحة الأم وصحة الطفل والتغذية، المسؤول التاسع الذي يستقيل من إدارة بايدن بسبب دعمها غير المشروط لحرب إسرائيل في غزة، والثاني فقط الذي يغادر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية المخصصة للمساعدات الإنسانية.
وقال إن رفض رئيسته السابقة باور توجيه اللوم لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في عرقلة وصول المساعدات إلى غزة، في ظل حدوث مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، لا يتوافق مع قيمه التي يؤمن بها وعلى وجه التحديد، انتقد باور لأنها "لم تكشف الأسباب التي أدت إلى كارثة غزة الإنسانية، وامتنعت عن ذكر الحقيقة الواضحة للغاية وهي أن تجويع الأطفال هو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
لكنه قدم أيضًا بعض الأفكار حول تفكير باور وتفسيرًا محتملًا لسبب قيام ناشطة معروفة وغزير الإنتاج ضد الإبادة الجماعية بممارسة الرقابة الذاتية في مثل هذا الوقت الحاسم.
وأضاف سميث إنه يعتقد أن الضغط السياسي من البيت الأبيض، وكذلك من الجمهوريين مثل مات جايتز الذي هدد بوقف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بسبب ما وصفه عضو الكونجرس عن فلوريدا بأنه "أيديولوجيتها اليسارية المتطرفة"، كان يمنع سامنثا باور من التحدث علنًا، فهي تريد الحفاظ على ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي قضية أخلاقية يمكن الجدال بشأنها، وهي أن الحفاظ على ميزانيتنا يساعد ملايين الأشخاص حول العالم.
ومع ذلك، قال سميث إنه وزملاؤه يشعرون بعدم الارتياح إزاء فرض الوكالة رقابة على نفسها للحفاظ على تدفق الأموال.
وتابع سميث: "أعتقد أنني والكثير من الموظفين نعتقد أنه إذا كنت تحافظ على ميزانيتنا من خلال عدم قول الحقيقة حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فإن هذا غير مقبول".
وتأتي استقالة سميث بعد أسبوعين من نشر صحيفة "ذا إندبندنت" تحقيقًا حول المعارضة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ردًا على تعامل إدارة بايدن مع أزمة الجوع في غزة.
وكشف التحقيق عن إرسال ما لا يقل عن 19 مذكرة معارضة داخلية منذ بداية الحرب من قبل موظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تنتقد الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل في غزة وتحدثت سامنثا باور بنفسها عن فعالية استقالة المسؤولين الحكوميين احتجاجًا.
وباعتبارها خريجة جامعية شابة، بينما كانت حرب البوسنة مستمرة، كتبت في يومياتها: "أسفي الوحيد هو أنني لا أعمل في وزارة الخارجية حتى أتمكن من الاستقالة احتجاجا على السياسة وبدلا من ذلك، أجلس عاجز".
وبدأت باور حياتها المهنية كصحفية تغطي عمليات القتل الجماعي لمسلمي البوسنة على يد الصرب، وأصبحت مدافعة قوية عن استخدام القوة الأمريكية لحماية المدنيين الأبرياء وفي وقت لاحق، أصبحت مستشارة السياسة الخارجية لباراك أوباما.