علماء الآثار يحلون لغز تابوت رمسيس الثاني
أثبت علماء الآثار أن قطعة من تابوت مخبأة تحت أرضية مبنى قبطي كانت تنتمي في السابق إلى تابوت رمسيس الثاني وتم أخيرًا حل لغز تابوت الفرعون الشهير، وهو إنجاز يتحقق لأول مرة في دراسات علم الآثار وتم اكتشاف قطعة من الجرانيت داخل مبنى قبطي في أبيدوس، المدينة القديمة في شرق وسط مصر، وفقًا لتقرير نشرته مجلة أذرنيوز.
وينسب الاكتشاف إلى عالم الآثار المصري أيمن الدمراني في عام 2009 وبمساعدة زميل فريق البحث الأمريكي كيفن كحيل، ونشرت البحث في عام 2017 ويتضمن نتائج دراسة النصوص وتصميم القطعة ووجد فريق المتخصصين أن شخصين كانا في التابوت في أوقات مختلفة ومع ذلك، لم يتمكنوا إلا من التعرف على الأخير، وهو منحبير، "كبير كهنة الأسرة الحادية والعشرين" الذي عاش حوالي عام 1000 قبل الميلاد، وفقًا لبيان صادر عن المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي.
وظل المالك الأصلي للتابوت، وهو عبارة عن حاوية مغطاة بالمنحوتات والنصوص، لغزا. لكن علماء الآثار عرفوا أنها تنتمي إلى "شخصية رفيعة المستوى في المملكة المصرية الجديدة"، حسبما ذكر البيان وكما يوضح عالم المصريات فريدريك بيرودو من المشرق والبحر الأبيض المتوسط 1، الذي حدد القطعة رسميًا، فإن وادي الملوك تعرض للنهب بشكل متكرر في عهد الأسرة التاسعة عشرة في مصر القديمة، خلال عصر الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى عصور الاضمحلال وإجبار حتى أفراد العائلة المالكة على إعادة استخدام أدوات الدفن التي تم إنشاؤها في زمن أسلافهم.
وسمح مزيد من التحقيق في قطعة من الجرانيت المنقوش والمزخرف بطول 1.70 متر وسمك 8 سنتيمترات لمدرس وباحث من جامعة السوربون في فرنسا بربط اسم رمسيس الثاني بالتابوت وللقيام بذلك، قاما بفك رموز خرطوش منسي، وهو نقش بيضاوي الشكل يصور اسم الفرعون "رمسيس الثاني نفسه" ونشرت النتائج التي توصل إليها فريق العمل في مجلة Revue D'egyptologi.
كان رمسيس الثاني هو الحاكم الثالث للأسرة التاسعة عشرة في مصر القديمة، وحكم في الفترة من 1279 إلى 1213 قبل الميلاد. اشتهر بتوسيع الإمبراطورية المصرية إلى أراضي سوريا الحديثة، وكذلك بمشاريعه العمرانية، بما في ذلك توسيع معبد الكرنك. ودُفن الفرعون في تابوت خشبي مذهّب، وُضع داخل تابوت من المرمر وتابوت أكبر من الجرانيت.
وبحسب المتحف المصري، ففي عام 1881، تم اكتشاف مومياء وتابوت رمسيس في خبيئة بمجمع معابد الدير البحري، حيث تم الاحتفاظ برفات 50 عضوًا آخر من النبلاء، بمن فيهم والد الفرعون سيتي الأول.
ومنذ ذلك الحين، عُرض التابوت الذهبي ومومياء رمسيس في المتاحف حول العالم. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان جزء التابوت، المخزن حاليًا في أبيدوس، سيتم عرضه على الجمهور أم لا.