الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

يقظة أوروبية جديدة.. الاعتراف بدولة فلسطين في تزايد

الرئيس نيوز

خلال فترة وجيزة، ستكون 13 دولة أوروبية قد اعترفت بالدولة الفلسطينية من أصل 27 دولة تضمها كتلة الاتحاد الأوروبي ذات الأهمية الجيوسياسية الكبرى على الساحة العالمية، وهذا بحد ذاته مكسب لافت لفلسطين وللقضية الفلسطينية، حيث يبلغ الآن العدد الإجمالي للدول التي تعترف بفلسطين 146 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة، إذ اعترفت 75% من أعضاء الأمم المتحدة بدولة فلسطين، التي أعلنتها قيادة منظمة التحرير في الخارج قبل أكثر من 35 عامًا.

 وقرّرت ثلاث دول أوروبية؛ هي إسبانيا والنروج وأيرلندا، أن تمضي قدمًا في الاعتراف بفلسطين بعد أن ساهمت الحرب المستمرة على مدار ثمانية أشهر، أي منذ 7 أكتوبر الماضي، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية، حماس، في قطاع غزة، في إحياء الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وفقًا لصحيفة ماركا.

وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، وإعلانات أصدرتها أخيرًا حكومات في العالم، واعترفت 145 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية وقبل انضمام إسبانيا وأيرلندا والنرويج إلى قائمة الدول التي تعترف بدولة فلسطين، أعلنت أربع من دول الكاريبي الاعتراف بدولة فلسطين؛ وهي جامايكا، وترينيداد وتوباجو، وبربادوس، وجزر الباهاما.

لكن هذه القائمة لا تشمل معظم بلدان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية التي تربطها بواشنطن علاقات وثيقة، ومن الطبيعي أن تتأثر باتجاهات السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية، وفي منتصف أبريل الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو"، في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يهدف إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية.

قرارات الاعتراف الأولى

في 15 نوفمبر 1988، وبعد نحو عام واحد من اشتعال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، أعلن زعيم منظمة التحرير الراحل ياسر عرفات "قيام دولة فلسطين" وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى في الجزائر وبعد دقائق من إعلان عرفات، اعترفت الجزائر رسميًا بالدولة الفلسطينية المستقلة وبعد أسبوع، اتخذت أربعون دولة، من بينها الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية، خطوة مماثلة وتبعتها جميع دول القارة الأفريقية والكتلة السوفيتية السابقة.

اعترفت معظم بلدان أمريكا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية، معبرة بذلك عن ابتعادها عن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل ولا تحدّد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إجمالًا ما حدود الدولة التي تعترف بها.

دولة مراقب

أطلقت السلطة الفلسطينية التي أُنشئت بموجب اتفاقات أوسلو في عام 1993، برئاسة ياسر عرفات، حملة دبلوماسية على مستوى المؤسسات الدولية ولكن عرفات توفي في عام 2004 قبل أن يشهد التصويت التاريخي في نوفمبر 2012، الذي حصل الفلسطينيون بموجبه على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة يحقّ لها، في غياب العضوية الكاملة وحق التصويت، الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية وبناء على وضع المراقب.

انضم الفلسطينيون إلى المحكمة الجنائية الدولية في عام 2015، الأمر الذي سمح بفتح تحقيقات في العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، ودانت الولايات المتحدة وإسرائيل هذا القرار.

وفتحت اليونيسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، الطريق بمنح الفلسطينيين عضوية كاملة في أكتوبر 2011. وانسحبت إسرائيل والولايات المتحدة من المنظمة في عام 2018، قبل أن تعود الأخيرة في عام 2023.

السويد - 2014

كانت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين، أصبحت السويد موطن جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين في عام 2014، بعد جمهوريات التشيك والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص، قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأدى قرار ستوكهولم، الذي اتُّخذ في وقت بدت فيه الجهود المبذولة لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني في طريق مسدودة تمامًا، إلى سنوات من العلاقات العاصفة مع إسرائيل.

يقظة أوروبية جديدة

في خطوة مشتركة، أعلنت إسبانيا وأيرلندا، من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى النرويج، سيرها على خطى السويد، في حين أن الدول الغربية ربطت على الدوام الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين بالتوصل إلى حل سلمي للنزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقبل ذلك، في 22 مارس الماضي، أصدرت الدول الثلاث مع مالطا وسلوفينيا، بيانًا قالت فيه إنها "على استعداد للاعتراف بدولة فلسطين إذا كانت الظروف مناسبة" وفي 9 مايو، بدأت حكومة سلوفينيا عملية الاعتراف الذي سيصوّت البرلمان عليه بحلول 13 يونيو 2024.

ومن جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "ليس من المحظورات" بالنسبة لفرنسا، لكن باريس تكرر القول إن مثل هذا القرار الأحادي يجب أن يُتَّخذ في الوقت المناسب وأن يكون مفيدًا ضمن استراتيجية شاملة لحل سياسي وتحدثت أستراليا بدورها في أبريل عن إمكان الاعتراف بدولة فلسطين.