الحرب على غزة.. تنديد بـ"محرقة الخيام" في رفح وقصف مكثف على جباليا
في اليوم الـ234 للحرب الإسرائيلية على غزة، تواصلت جهود الفرق الطبية والدفاع المدني إثر مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال مساء الأحد، حيث قصفت مخيما للنازحين قرب مقر لوكالة الأونروا غربي رفح، مما أدى لاستشهاد 40 فلسطينيا على الأقل، بينهم أطفال ونساء.
ووقعت المجزرة -التي وصفها ناشطون فلسطينيون بـ"محرقة الخيام"- في منطقة كان جيش الاحتلال قد صنفها ضمن "المناطق الآمنة".
ونددت الرئاسة الفلسطينية والقوى الوطنية بالمجزرة، كما خرجت مسيرات غاضبة في مناطق بالضفة الغربية وطالبت بوقف الإبادة في غزة.
في حين، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات مكثفة على جباليا ومخيمها شمالي قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، ونسف مبان سكنية بالكامل.
ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على مخيم نازحين في مدينة رفح، ليل الأحد الاثنين، إلى 45 فلسطينيًا، نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن “مجزرة” جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح أسفرت عن "45 شهيدًا منهم (23 نساء وأطفال وكبار سن)، و249 جريحًا".
وأدانت مصر "بأشد العبارات" قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح، قائلة إن الواقعة "انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي وبنود اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب"، وذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وقالت الوزارة إن "هذا الحدث المأساوي، إمعان في مواصلة استهداف المدنيين العزل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة".
وطالبت مصر، إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.
وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والإنسانية تجاه توفر الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم.
وعبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن أسفه جرّاء استمرار "مسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم للنازحين تابع للأونروا في رفح".
وأضاف أبو الغيط، عبر موقع "إكس": "نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتى يتعزز لدى هيئاتها ملف الأدلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعليًا للعدالة الدولية".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الغارات الإسرائيلية التي قتلت عددًا كبيرًا من النازحين في رفح "أثارت غضبي".
وأضاف ماكرون على موقع "إكس": "يجب أن تتوقف هذه العمليات، وأدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي، والوقف الفوري لإطلاق النار".
ووعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده ستبذل "كل ما في وسعها" لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسلطات "الهمجية" غداة الضربات على رفح.
وقال أردوغان: "كتركيا، سنبذل كل ما في وسعنا لمحاسبة هؤلاء الهمجيين والقتلة الذين لا علاقة لهم بالإنسانية".
وأضاف: "هذه المجزرة التي وقعت بعدما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، كشفت مجددًا عن الوجه القاسي والغادر للدولة الإرهابية".
وتابع: "تمامًا مثل هتلر، ميلوشيفيتش (رئيس يوغوسلافيا السابقة) وكاراديتش (زعيم صرب البوسنة) وغيرهم من فراعنة التاريخ الذين يعجبون بهم، لن يتمكنوا من تجنب أن تحل عليهم اللعنة".
وأدانت الإمارات واستنكرت بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة وآخرها استهداف خيام للنازحين، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية.
وشددت وزارة الخارجية، في بيان، على أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، ومنع وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح.
وأشارت إلى أهمية الالتزام بتنفيذ التدابير الواردة في قرار محكمة العدل الدولية مؤخرًا بشأن مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح.
وأدانت السعودية استهداف إسرائيل خيام النازحين في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
واستنكرت بـ"أشد العبارات استمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلته استهداف المدنيين العزل"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية.
وأكدت المملكة “رفضها القاطع لاستمرار الانتهاكات السافرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي لكافة القرارات والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية”.
وأهابت بالمجتمع الدولي "ضرورة التدخل الفوري لوقف المجازر الإسرائيلية" للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة.
وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن قلقها من أن يعيق القصف الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة الليلة الماضية جهود الوساطة الجارية الرامية لوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وحذرت الخارجية القطرية، في بيان، من أن ذلك قد "يفاقم من آثار هذه الحرب وانعكاساتها على الأمن الإقليمي والدولي"، معتبرة أن القصف الإسرائيلي "انتهاك خطير للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر".
وشددت الخارجية القطرية على "ضرورة التزام السلطات الإسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح"، ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك عاجل "للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتوفير الحماية التامة للمدنيين".
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بمنع "قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم (المدنيين) على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذًا أخيرًا لمئات الآلاف من النازحين داخل قطاع غزة".
ودان الأردن القصف الإسرائيلي لمخيم نازحين غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وقال إن استمرار إسرائيل في ارتكاب "جرائم الحرب البشعة" تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل جرائم حرب يجب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها".
وطالب الأردن المجتمع الدولي بضرورة التحرك بشكل "فوري وفاعل" وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" إن التقارير الواردة عن شن هجمات على عائلات تسعى لملاذ في رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة "مروعة".
وكتبت "الأونروا" على موقع "إكس": "المعلومات الواردة من رفح حول شن المزيد من الهجمات على العائلات التي تسعى للمأوى مروعة".
وأضافت: "هناك تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا منهم أطفال ونساء، بين القتلى. غزة جحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".