محرقة الخيام.. إسرائيل تتحدى قرار "العدل الدولية" وتقصف رفح
في اليوم الـ234 للحرب، استفاق الغزيون على مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في رفح راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح.
استشهد 40 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال مساء الأحد، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منزلين ومخيمًا يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطين شمالي غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
ويقع المخيم ضمن مناطق حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي مسبقًا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.
من جهته، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال ياسين ربيع وخالد نجار القياديين في حماس بغارة شمال غربي رفح.
واليوم، استهدفت غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة تزامنًا مع قصف مدفعي على مخيم جباليا.
كما أعلن الدفاع المدني في غزة أن عناصره تمكنوا من انتشال 5 شهداء وعدد من الجرحى بعد استهداف الاحتلال منزلًا شمال محافظة غزة.
وفي المواقف، اعتبرت حركة حماس أن مجزرة رفح تمثل "تحديًا واستهتارًا وتجاهلًا لقرار محكمة العدل الدولية" بوقف ضرب المدينة المكتظة بالنازحين، كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن استهداف إسرائيل خيام النازحين "مجزرة فاقت كل الحدود".
وأدانت مصر "بأشد العبارات" قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح، قائلة إن الواقعة "انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي وبنود اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب".
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، قالت مصر إن "هذا الحدث المأساوي، إمعان في مواصلة استهداف المدنيين العزل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة".
وطالبت إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية.
وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، مشددة على حتمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والإنسانية تجاه توفر الحماية للمدنيين الفلسطينيين، ومنع تعريضهم لمخاطر تهدد حياتهم.
وقالت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي مانون أوبري إن المشاهد في رفح "جرّاء القصف الإسرائيلي المتعمّد لا يمكن وصفها".
وحذّرت من أنها حدثت بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب في رفح، مطالبة حظر بيع الأسلحة لإسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت النائبة التي تنتمي إلى حزب "فرنسا الأبية": "كم عدد المجازر التي يجب أن تحدث لنفرض عقوبات على إسرائيل؟".
ومن جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا" إن التقارير الواردة عن شن هجمات على عائلات تسعى لملاذ في رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة "مروعة".
وكتبت "الأونروا" على موقع "إكس": "المعلومات الواردة من رفح حول شن المزيد من الهجمات على العائلات التي تسعى للمأوى مروعة".
وأضافت: "هناك تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا منهم أطفال ونساء، بين القتلى. غزة جحيم على الأرض. والصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك".
نتنياهو يرفض إنهاء الحرب
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أنه "يعارض بشدة" إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبيل اجتماع حكومة الحرب هذا المساء لبحث صفقة المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس".
وتصر حركة "حماس" على وقف كامل للحرب على غزة، لقبول أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل.
وقبيل اجتماع حكومة الحرب في تل أبيب، اتهم نتنياهو زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار بـ"الاستمرار في المطالبة بإنهاء الحرب، وانسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من قطاع غزة وترك حماس سليمة، حتى تتمكن من تكرار فظائع 7 أكتوبر"، وفق ما أورد مكتبه في بيان، أكد فيه أن رئيس الوزراء "يعارض ذلك بشدة".
نتنياهو يعرقل أي صفقة لتبادل الرهائن
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم عن مصادر مطلعة قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يحاول عرقلة" أي صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، حتى قبل أن تتم بلورتها.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن المصادر أن العرض الوحيد الذي يدور الحديث عنه حاليًا للتبادل يتمثل في صفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى، وقالت المصادر إنه إذا تلقى مجلس الحرب الإسرائيلي عرضًا لصفقة تبادل أسرى "فسيكون نتنياهو ضمن الأقلية".
وفي ظل المحاولات المتجددة لبدء المفاوضات مع حماس، تحدث مكتب رئيس الوزراء عن مناقشة محتملة بناء على مقترحات جديدة يقودها الوسطاء، لكن مصادر مطلعة على التفاصيل تقول إن الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة هو "الاقتراح المألوف، اتفاق شامل لإعادة كافة المختطفين".
واتهم مسؤولون كبار نتنياهو الليلة الماضية بأنه في حين أن مجلس الوزراء الحربي يمكنه مناقشة المرحلة الأولى من الصفقة، فإن رئيس الوزراء يعمل على تجنب الوصول إلى هذه النقطة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن تل أبيب قدمت للوسطاء عرضين لتحريك مباحثات صفقة تبادل الأسرى.
وتشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، أودت بحياة أكثر من 36 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.