جدل في إسرائيل بعد فيديو لجندي يهدد بالتمرد
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه فتح تحقيقًا في مقطع فيديو يظهر جنديًا ملثمًا من الاحتياط يرتدي الزي العسكري، ويعلن أن قوات الاحتياط سترفض تنفيذ الأوامر الصادرة عن وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، إذا قررت الحكومة إدخال السلطة الفلسطينية لغزة، أو الانسحاب من القطاع.
وأثار الفيديو غضب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن التصرف الموثق في الفيديو "يُعتبر انتهاكًا للأنظمة العسكرية وقيم الجيش، ويُشكل مخالفة جنائية".
وبحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمر رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي القادة بالتحدث مع عناصر الجيش من جميع الرتب بشأن الفيديو، نظرًا لخطورة الحادث.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن المدعي العام العسكري أمر بإجراء تحقيق فوري من قبل الشرطة العسكرية في هذا المقطع.
وفي تصريحات لموقع "واي نت"، اعتبر زعيم المعارضة يائير لَبيد أن هذا المقطع "خطير وكارثي، سواء كانت حقيقية أو مفبرك لإثارة الفوضى".
وأضاف: "حقيقة أن آلة السم وأبواق نتنياهو تُردد مقاطع فيديو تدعو لحرب أهلية، وتفكيك الجيش، هي محاولة أخرى للتهرب من المسؤولية ممن قاد إلى الكارثة الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة".
وفي تعليقه على الفيديو الذي ظهر فيه جندي ملثم، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا جاء فيه "حذّر رئيس الوزراء مرات عديدة من مخاطر ظاهرة رفض الخدمة في الجيش والتساهل تجاه ذلك. رئيس الوزراء ثابت في موقفه هذا، فهو يرفض تمامًا أي تعبير عن رفض الخدمة من أي جهة".
وكان العديد من الإسرائيليين رفضوا الامتثال لأوامر التجنيد في قوات الاحتياط، وبعضهم يتظاهر مع أهالي المختطفين، ومن المتوقع أن يرفض أولئك الجنود الامتثال لأوامر التجنيد في الاحتياط مستقبلًا.
من جهته، قال الوزير في حكومة الحرب بيني جانتس، إنه "في الجيش الإسرائيلي يخدم جنود من جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، مع تنوع في الآراء والمعتقدات، ولكن هناك فقط قيادة عسكرية عليا واحدة: رئيس الأركان"، معتبرًا أن "التعبير عن دعم الدعوة إلى التمرد في وقت الحرب وبشكل عام، كما في الفيديو الذي نُشر، يضر بأمن إسرائيل".
ودعا جانتس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إدانة "الفيديو التحريضي" بشكل واضح وصريح، و"عدم التستر وراء كلمات مبهمة".
وفي الفيديو المتداول، قال الشخص الذي يرتدي زيًا عسكريًا: "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هذا الفيديو موجه إليك: نحن جنود الاحتياط لا ننوي تسليم المفاتيح لأي سلطة فلسطينية، لا ننوي تسليم مفاتيح غزة لأي كيان، حماس، فتح، أو أي كيان عربي آخر".
وأضاف: "جنود الاحتياط وراءك ونحن نريد تحقيق النصر، لدينا فرصة واحدة في الحياة، يوجد لديك 100 ألف مقاتل من جنود الاحتياط مستعدون للتضحية من أجل إسرائيل، مستعدون للموت، فقدنا كل شيء، فقدنا حياة عائلاتنا، وأعمالنا، ولا يوجد مكان نذهب إليه، سوف نبقى هنا حتى النهاية، حتى النصر".
وفي كلمة موجهة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، قال الجندي في الفيديو: "يوآف جالانت لا يمكنك الانتصار في الحرب، قدّم استقالتك، ولا يمكنك أن تقودنا أو أن تصدر لنا الأوامر. أقول لك: إذا لم نذهب إلى النصر، سيبقى 100 ألف من جنود الاحتياط هنا. لن نتحرك من هنا. وسندعو سكان إسرائيل إلى القدوم إلى غزة تحت حماية جيشنا".
وتابع: "سنستمع إلى زعيم واحد، ليس وزير الدفاع، ولا رئيس الأركان (هرتسي هاليفي)، إنه فقط رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)".
كما توعّد باستخدام "أقصى درجات العنف ضد سكان غزة"، وقال: "سنقتل كل من احتفل بذبحنا، كل الأطفال الصغار الذين داسوا رؤوس إخواننا الجنود في غزة، لن يبقى أحد من هؤلاء حيًا، وأنت يا سيد جالانت، لا تستطيع أن تفعل ذلك".
وأضاف مهددًا وزير الجيش: "ها أنا أعلمك، إما أن تغير سجلّك، وتدرك أننا نريد الانتصار، أو سنمضي مع رئيس الوزراء فقط، وسنتبع فقط من يقرر أنه يجب علينا الانتصار".
وشارك نجل نتنياهو يائير مقطع الفيديو.
وفي تقرير سابق هذا الشهر، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "حالة من السخط" تنتشر بين كبار القادة العسكريين في إسرائيل لغياب رؤية متكاملة وواضحة لدى حكومة نتنياهو تجاه الحرب في غزة، ولا سيما ما يتعلق بخطة اليوم التالي.