الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إسبانيا وإيرلندا والنرويج تعترف بدولة فلسطين.. ما هو الموقف الدولي؟

الرئيس نيوز

أعلنت النرويج وإيرلندا وإسبانيا عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، اعتبارًا من 28 مايو الجاري، فيما أصدرت إسرائيل تعليمات باستدعاء سفيريها في أوسلو ودبلن، للتشاور بشكل فوري عقب الإعلان عن الخطوة التي رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجامعة العربية بها.

وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره الأربعاء، إن النرويج ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو، مؤكدا أن بلاده تعتقد أن حل الدولتين في مصلحة إسرائيل.

وأشار ستوره إلى أن الاعتراف بفلسطين هو وسيلة لمساندة القوى المعتدلة التي فقدت تأثيرها في هذا الصراع الوحشي الطويل.

وأكد أن القرار يرسل رسالة قوية إلى الدول الأخرى كي تحذو حذو النرويج وعدد من البلدان الأوروبية في الاعتراف بدولة فلسطينية، لافتا إلى أن هذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف العملية نحو تحقيق حل الدولتين ومنحه زخمًا جديدًا.

واعتبر أن الحرب الدائرة في غزة جعلت من الجلي أن تحقيق السلام والاستقرار لا بد أن يستند إلى حل القضية الفلسطينية، مشددًا على أنه يتعين الإبقاء على البديل الوحيد الذي يوفر حلًا سياسيًا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وهو دولتان تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن.

وفي دبلن، قال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس إن بلاده تعترف بدولة فلسطينية، معربًا عن ثقته في أن مزيدًا من الدول ستنضم إلينا في هذه الخطوة، في الأسابيع المقبلة.

وفي وقت سابق، قالت الحكومة الإيرلندية إن الاعتراف سيكمل جهود السلام وسيدعم حل الدولتين.

وفي مدريد، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو الجاري.

وأكد سانشيز أمام النواب الإسبان، أن الثلاثاء المقبل في 28 مايو ستقر إسبانيا في مجلس الوزراء الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

واتهم سانشيز نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعرض للخطر حل الدولتين في الشرق الأوسط من خلال سياسة المعاناة والدمار التي ينتهجها في قطاع غزة.

وضاعفت إسبانيا المساعدات المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ثلاث مرات، بعد أن سحب زعماء أوروبيون تمويلها بسبب اتهامات إسرائيل لموظفيها بالمشاركة في هجوم حماس.

يُذكر أنّ إسبانيا كانت أول دولة تمنح الصفة الدبلوماسية لممثل منظمة التحرير الفلسطينية، وتبعتها البرتغال والنمسا وفرنسا وإيطاليا واليونان بعد ذلك، بحسب ما ذكر دليل راوتليدج للاعتراف بالدول.

وكانت، إيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ومالطا، الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، قد أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية، في إعلان منسق على الأرجح، معتبرة أن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم في المنطقة.

 ودولة فلسطين معترف بها حاليا من قبل 8 أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي بلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وقبرص والسويد.

وفي وقت سابق، كشف الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية جوزيب بوريل، عن أنه يتوقع أن تعترف بعض دول الاتحاد رسميا بدولة فلسطين المستقلة.

واتفقت الدول العربية والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في إسبانيا نوفمبر الماضي على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

بريطانيا مُستعدة

في مطلع العام الجاري، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنّ بريطانيا مستعدة لتقديم اللحظة التي تعترف فيها رسميا بالدولة الفلسطينية.

وأضاف كاميرون إنّه يجب منح الفلسطينيين أفقًا سياسيًا لتشجيع السلام في الشرق الأوسط.

وأكد في حفل استقبال في وستمنستر نهاية يناير الماضي، أنّ المملكة المتحدة تتحمل مسؤولية تحديد الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الفلسطينية.

وتابع كاميرون أنّ الشعب الفلسطيني ينبغي أن يشهد تقدمًا لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، مقترحًا اعترافًا دبلوماسيًا ليس في إطار اتفاق سلام نهائي، بل في وقت مبكر خلال المفاوضات نفسها.

أستراليا تُلمّح

وفي منتصف أبريل المنصرم، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إنّ بلادها قد تعترف بالدولة الفلسطينية، سعيًا نحو السلام.

وأضافت وونغ، أنّ حل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبًا إلى جنب في دولتين منفصلتين، هو الأمل الوحيد في كسر دائرة العنف التي لا نهاية لها.

وتابعت أنّ فشل هذا النهج من جميع الأطراف على مدى عقود، فضلًا عن رفض حكومة نتنياهو حتى مجرد الانخراط في مسألة الدولة الفلسطينية، تسبب في إحباط واسع النطاق.

وأشارت إلى أنّ المجتمع الدولي يدرس الآن مسألة الدولة الفلسطينية كوسيلة للدفع نحو حل الدولتين.

ردود الفعل

في أول ردّ فعل على إعلان ثلاث دول أروبية الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعاء سفيري أسرائيل لدى كل من النرويج وإيرلندا للتشاور معهما على خلفية قرار الأخيرتين الاعتراف بدولة فلسطينية.

من جهتها، رحبت الرئاسة الفلسطينية، الأربعاء، بإعلان النرويج الاعتراف بدولة فلسطين، واستكمال اجراءات صدور مراسيم الاعتراف يوم 28 مايو الجاري.

وثمنت الرئاسة قرار النرويج ووصفته بـ"تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على ارضه وفي اخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين". 

وأكدت في بيان، أن النرويج دعمت حقوق الشعب الفلسطيني على مدار السنوات الماضية وصوتت لصالح تلك الحقوق في المحافل الدولية.

وطالبت الرئاسة دول العالم التي مازالت لم تعترف بالدولة الفلسطينية، بأن تعترف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا والمستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967.

ورحبت حماس أيضًا بإعلان كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدة أنها خطوة مهمة على طريق تثبيت حقهم في أرضهم وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة.

تمسك فلسطيني

ويأتي التمسك الفلسطيني بالاعتراف الدولي، لما يجدون فيه التزاماً بالقانون الدولي وحقا للفلسطينيين بالاستقلال وإقامة دولتهم.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرح في القمة العربية التي انعقدت في 16 مايو الماضي، في العاصمة البحرينية المنامة، بضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن تلك الاعترافات تعكس المزيد من التزام الدول بالعدل والقانون الدولي، وحق الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال والاستقلال وإقامة دولتهم المستقبلية.

كان ذلك أحدث موقف رسمي للرئيس عباس والذي بدأ مساعيه القانونية في ديسمبر عام 2011 بتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتوالت المحاولات الفلسطينية والدولية في ذات الاتجاه، وصولا لآخر طلب قدمته الجزائر، العضو الدائم في مجلس الأمن، في إبريل الماضي، للتصويت على أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وبتصويت 143 دولة لصالح القرار واعتراض 9 دول أعضاء، أصدرت في حينه الجمعية العامة قرارا يوصي بإعادة مجلس الأمن النظر في عضوية فلسطين الكاملة بشكل إيجابي.

وعلى الصعيد العربي، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط باعتراف النرويج وإيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطين، واصفًا إياه بأنه خطوة شجاعة وتطور إيجابي.

ورحب أبو الغيط، عبر حسابه على منصة إكس، بالخطوة التي قررت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا اتخاذها بالاعتراف بدولة فلسطين.

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية بقية الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة.

ما هو الموقف الدولي؟

كانت الجمعية العامة في الأمم المتحدة قد اعترفت بدولة فلسطين عام 2012، وقبلت عضويتها في المنظمة الدولية بصفة دولة مراقبة.

ومن المقرر أن تدرس الأمم المتحدة هذا الأسبوع منح فلسطين العضوية الكاملة في الهيئة الدولية.

ومنذ عام 1988، اعترفت 140 دولة من أصل 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة، من بين هذه الدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي كالمجر، وبولندا، وسلوفاكيا، لكنها اتخذت الخطوة قبل انضمامها إلى الاتحاد.

في حين أن هناك دولًا أخرى لا تعترف بدولة فلسطين، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

ويصر الاتحاد الأوروبي على عدم الاعتراف بأيّ تغييرات على حدود عام 1967 إلاّ ما اتفق عليه الطرفان، وهو ما دفع الاتحاد إلى رفض برنامج الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ويرى أن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بحسب ما قاله المجلس الأوروبي.

وفي وقت سابق، انتقد الاتحاد الأوروبي بشدة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفه بأنه عقاب جماعي.

وهناك دول أخرى اعترفت بالدولة الفلسطينية قبل سنوات من اندلاع الحرب الحالية بين إسرائيل وغزة، من بينها البرازيل والأرجنتين عام 2010، بالإضافة إلى كوستاريكا وكوبا ونيكاراغوا وفنزويلا.

وفي عام 2014، اعترفت السويد رسميًا بالدولة الفلسطينية بعد فوز الحزب الديمقراطي الاجتماعي بالأغلبية في الانتخابات العامة.

ووصفت وزيرة الخارجية السويدية وقتها، مارغوت فالستروم، القرار بأنّه خطوة مهمة تؤكد على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، داعية الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو بلادها.

وفي عام 2015، وقع الفاتيكان ودولة فلسطين اتفاقًا تاريخيًا حول حقوق الكنيسة الكاثوليكية في الأراضي الفلسطينية، يدعم حل الدولتين.