نيويورك تايمز: تطورات الأوضاع في غزة وسط استمرار القصف الإسرائيلي
استمر تحدي عدد من المسؤولين الإسرائيليين لنتنياهو وكشفت تطورات أمس الأحد، عمق الانقسامات بين حكومة الحرب وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عضوين رئيسيين في حكومة الحرب طالبا رئيس حكومة الاحتلال بوضع استراتيجية حاسمة لغزة، وأصدر أحدهما إنذارا نهائيا.
ويقول المراقبون والمحللون إن نتنياهو قد لا يواجه مخاطر تذكر من الإنذار السياسي الذي أطلقه منافسه بيني جانتز، وفي الأثناء، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي بنتنياهو، أما سكان غزة فلسان حالهم "ما زلنا خائفين" واستمر الفرار من جباليا بينما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا جديدًا.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديًا يتمثل في اتخاذ بعض الاختيارات الصعبة من قِبَل شريكيه الرئيسيين في إدارة الحملة العسكرية وقد طالب وزير دفاع نتنياهو، يوآف جالانت، من حزب الليكود المحافظ، وبيني جانتس، القائد العسكري السابق الوسطي ومنافس نتنياهو الذي انضم إلى الحكومة بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر بأن يتوصل إلى استراتيجية حاسمة وفي حين كشفت مطالبهم الانقسامات في حكومة نتنياهو، رجح المحللون إن هذه المطالب لن تحقق تغييرًا كبيرًا.
واتهم كل من جالانت وجانتس ضمنيًا نتنياهو في الأيام الأخيرة بوضع بقائه السياسي قبل الأمن القومي وطالبوه بالاختيار بين نهاية اللعبة التي من شأنها أن تترك غزة بعد الحرب تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، كما يريد شركاؤه في التحالف اليميني المتطرف، أو، كما يقترحون، أن يكون هناك بديل فلسطيني لحماس يتولى المسؤولية بدعم دولي.
وعلى نطاق أوسع، طالبوه بالتوقف عن استرضاء حلفائه السياسيين المتشددين على حساب أي مظهر من مظاهر الإجماع الوطني، حتى مع استمراره في إرسال جنود إسرائيليين إلى المعركة.
ووجه جانتس إنذارا، قائلا يوم السبت إن حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه سيترك الحكومة بحلول الثامن من يونيو إذا اختار نتنياهو "طريق المتعصبين" وفشل في تمهيد طريق استراتيجي للأمام ولكن خروج حزبه وحده لن يخفف من قبضة نتنياهو على السلطة: فالائتلاف اليميني المتطرف والمحافظ دينيًا الذي شكله بعد انتخابات نوفمبر 2022 سيظل يحظى بأغلبية 64 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا. ومع ذلك، فإن ذلك سيترك السيد نتنياهو في موقف أكثر خطورة، حيث يعتمد على شركائه المتشددين وبشرعية محلية ودولية أقل.
وقال آرون ديفيد ميلر، زميل مؤسسة كارنيجي لأبحاث الشرق الأوسط، إن "مشكلة جانتس هي أنه لا يستطيع بمفرده إنتاج استراتيجية للحرب وما بعد الحرب، أو الضغط على نتنياهو ليخرج باستراتيجية أو يخلق ما يكفي من الضغط لإسقاط الحكومة الإسرائيلية الحالية".
تأتي المطالب التي قدمها جانتس وجالانت في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط في إسرائيل لاتخاذ قرارات حكومية واضحة ستعيد الرهائن الـ 128 المتبقين في غزة، والذين مات منهم عدد غير معروف بالفعل، وكذلك تفكيك قدرات حماس العسكرية وقدراتها للقيادة في غزة ويقول المحللون إن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق، حيث تطالب حماس بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب كشرط لأي صفقة رهائن.
ورأى بعض النقاد أن خطوة جانتس مترددة للغاية، مما أثار تساؤلات حول أوراق اعتماده كبديل يمكن انتخابه لنتنياهو، وعلق ميتشل باراك، خبير استطلاعات الرأي والمحلل الإسرائيلي الذي عمل كمساعد لنتنياهو في التسعينيات بالقول: "مهلة ثلاثة أسابيع؟ هذا كلام سخيف!".
وقال باراك إنه من الآن وحتى الثامن من يونيو، يمكن أن يحدث أي عدد من الأشياء في السياسة الإسرائيلية، في غزة وأماكن أخرى وأضاف: "هذا يجعل جانتس يبدو غير جدي".
وقال في ذلك الوقت إن جانتس ترك المعارضة البرلمانية في أكتوبر وانضم إلى حكومة الحرب كأحد أعضائها الرئيسيين الثلاثة، إلى جانب نتنياهو والسيد جالانت وطالب جالانت نتنياهو بالدخول في مناقشة جادة حول من أو ماذا يجب أن يحل محل حماس في غزة ما بعد الحرب.
وتحدى رئيس الوزراء أن يوضح ما إذا كان يدعم أجندة شركائه اليمينيين المتطرفين للحكم العسكري الإسرائيلي في القطاع أم لا، وقال الأسبوع الماضي إنه حاول تقديم خطة من أجل "بديل حكم فلسطيني غير عدائي" دون الخوض في تفاصيل وقال بعض المحللين أيضًا إن مطالب جانتس كانت غير واضحة إلى حد كبير وأن اقتراحاته تفتقر إلى الوضوح.
ودعا جانتس إلى إعادة الرهائن إلى وطنهم، وإنهاء سيطرة حماس ونزع سلاح قطاع غزة – دون أن يوضح كيفية تحقيق هذه الأهداف وحتى عندما دعا إلى استراتيجية اليوم التالي لغزة، وافق جانتس مع نتنياهو في القول إن السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، لا ينبغي أن تسيطر على غزة - في انتهاك لموقف الولايات المتحدة أهم حليف دولي لإسرائيل.