الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

حوار| مؤلف "السرب" عمر عبدالحليم: رسالة الفيلم تؤكد قوة الدولة.. وكل من انتقده له أغراض سياسية

عمر عبد الحليم
عمر عبد الحليم

واقعة ذبح المصريين في ليبيا أثرت في نفوسنا وكانت نقطة فاصلة

رحلة "السرب" بدأت في 2020.. وتطلبت مجهودا وبحثا كثيرا للتدقيق

رصدت آراء الجمهور بنفسي على أرض الواقع من خلال التواجد بدور العرض

إيرادات "السرب" ممتازة خاصة أن طرحه كان في موسم امتحانات  

أتمنى أن يعيش فيلم "السرب" في الذاكرة ويصبح وثيقة تاريخية

أصعب ما واجهني هو كيفية الوقوف على الشخصيات الدرامية ومشاهد الطيران الحربي

رسالة فيلم "السرب" تؤكد على قوة الدولة رغم المصاعب التي تمر بها

ضيوف الشرف في "السرب" يعتبرون أبطال للعمل

لم أرصد نقد موضوعي عن الفيلم وكل ما قيل له أغراض سياسية

تأخر طرح "السرب" يرجع لانشغال أبطاله بأعمال أخرى

البطولة النسائية في الفيلم أضفت حالة من التوازن

التمثيل أقرب لقلبي من التأليف.. وغيابي سببه عدم وجود ما يناسبني

أتمنى تقديم عمل متكامل عن ملف "اغتيال العلماء" 

نجاح لافت حققه فيلم "السرب" وهو مصنف كـ فيلم حربي، إذ يتناول وقائع حقيقية حول عمل الجهات الأمنية المصرية ضد المنظمات والكيانات الإرهابية داخل وخارج مصر، ومنها واقعة ذبح 21 مصريا في ليبيا، وقيام القوات الجوية المصرية بعمليات للتصدي لتلك الجماعات الإرهابية، وأخذ ثأر المواطنين المصريين.

بوستر فيلم “السرب”

"الرئيس نيوز" التقى مؤلف الفيلم عمر عبدالحليم، والذي تحدث في حوار خاص حول تجهيزات الفيلم، وكواليس تصويره، وأبرز المصاعب التي واجهته، وردود الفعل على الفيلم منذ طرحه، وإيراداته التي تخطت حتى الآن 30 مليون جنيه، وتفاصيل أخرى كثيرة.

إلى نص الحوار..

بداية.. كيف بدأت فكرة فيلم "السرب"؟

كنت أتابع الواقعة كأي مواطن مصري، وكانت واقعة ذبح مواطنين مصريين في ليبيا، لها أثر بالغ في نفوس المصريين جميعا، فهذه الواقعة كان لها تأثير شديد في المجتمع، وبين فئاته وطبقاته كافة، ولا يمكن أن ننكر أن هذه الواقعة جمعت الكل على قلب رجل واحد، واستشعرنا جميعا الخطر من الجماعات الإرهابية المتطرفة، ونموها على حدودنا، وحينما تابعت الواقعة قررت أن أرصدها في عمل فني يكشف رد الفعل المصري السريع عليها، وفي عام 2020 بدأت الرحلة، عندما توافقت مع الشركة المتحدة وشركة سينرجي فيلم على تقديم الواقعة، وبالفعل تحمست المؤسسة العسكرية للفكرة، وفور الحصول على الموافقة شرعت في البحث والتدقيق للإلمام بكافة التفاصيل، خاصة أن الصراعات كانت محتدمة جدا في هذا التوقيت (عام 2015) وكانت الأمور متصاعدة جدا في ليبيا تحديدا، وبدأ العمل حتى خرج في هذا الشكل السينمائي الجاذب.

كيف كانت ردود الفعل على الفيلم؟

الحمدلله ردود الفعل إيجابية جدا ومميزة، ورصدتها بنفسي من خلال التواجد في دور العرض، وكنت أتابع أراء الجمهور بنفسي، وأتنقل من دور عرض لأخرى لأرصد وأتابع أراء الناس من أجيال وفئات وطبقات مختلفة.

هل الإيرادات مرضية بالنسبة لك؟

بالطبع الحمدلله الإيرادات مرضية جدا، ولكني كمؤلف لا أهتم بها بقدر اهتمامي بجودة العمل وآراء الجمهور، والفيلم تجاوز 30 مليون جنيه إيرادات برغم موسم الامتحانات، وتحقيق هذه الأرقام في هذا الموسم أمر مشرف جدا، ولكن ما أتمناه أن يعيش الفيلم في الذاكره ويصبح وثيقة فنية على أحداث مهمة في حياة المصريين جميعا، فلا يمكن أن نتجاهل إن الواقعة نفسها جمعت المصريين في خندق واحد، سواء كانوا مؤيدين أو معارضين، فالجميع التف حول القيادة السياسية وطالب بالثأر للمواطنين المصريين دون تمييز.

ما الصعوبات التي واجهتك عندما بدأت كتابة السيناريو والحوار؟

أصعب ما واجهني هو الوقوف على تفاصيل الشخصيات الدرامية، فالفيلم حربي وأغلب الشخصيات ما بين عسكريين أو متطرفين، وكان من الصعب أن نضع تفاصيل درامية في حياتهم، ولذلك كان مهم جدا أن أقوم بالدراسة والبحث للوقوف على التفاصيل الخاصة بالشخصيات، سواء العسكريين أو المتطرفين، واعتبرت الأمر مسؤليتي ولذلك استغرقت الكتابة وقت طويل ومجهود كبير، والحمدلله نجحنا في تقديم عمل متكامل.

وما أبرز جزء في الفيلم أرهقك في كتابته؟

حقيقة الفيلم كله صعب، ولكن أصعب المشاهد في الكتابة كانت المشاهد المتعلقة بالعملية الجوية، ما يدور داخل الطائرات الحربية، بالإضافة إلى التعامل مع المواقع العسكرية والشخصيات السكرية المختلفة، وكان همي أن نرصد كم الألم الذي شعر به المصريين آنذاك، بسبب الخسة التي قتل بها مواطنين مصريين على الملأ بطريقة غير أدمية.

ماذا عن الرسالة التي يحملها فيلم "السرب"؟

حقيقة لا يوجد رسالة واحدة للفيلم، "السرب" مليء بالرسائل، وأبرزها في اعتقادي إن الدولة المصرية قوية ولها من هم قادرين على الدفاع عنها سواء في الداخل أو الخارج، وعلى قدر الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، إلا أنها دولة قوية وقادرة على رد حقوق أبنائها، ولا تترك دمائهم تذهب هباء، فهذه الرسالة الأولى من الفيلم، والحمدلله وصلت وتحققت على أرض الواقع، ليس بالفيلم فقط ولكن بالعملية العسكرية التي قامت بها قواتنا الجوية.

ما هي أسباب تأجيل طرح الفيلم أكثر من مرة؟

ما تردد عن انتهاء تصوير الفيلم منذ 4 سنوات غير دقيق، وكنا نعمل طوال هذه الفترة، التصوير بدأ 2020، واستمر لفترات طويلة وعلى فترات متقطعة، وذلك يرجع لوجود عدد كبير من النجوم، والملتزمين بأعمالهم الفنية الأخرى، وكنا نسير بمراحل العمل الطبيعية ومعدلات التصوير المناسبة لفيلم بهذا الحجم، وفكرة الجمع بين هذا الكم من النجوم في توقيت واحد كانت مرهقة جدا كما قولت سابقا لأسباب تتعلق بانشغالهم بأعمال أخرى، وكنا نصور جزء جزء.

كيف تم جمع كل هؤلاء النجوم كضيوف شرف؟

حقيقة لا يمكن اعتبارهم ضيوف شرف، فكل فنان شارك في فيلم "السرب" ولو بمشهد واحد، كان بطل فيه، وكل دور بطل في حكايته، ولا يوجد ضيف شرف في الفيلم لا يوجد له مبرر، فالجميع كان له أهمية درامية في الأحداث، وكان الهدف رسم شخصيات من لحم ودم قريبة إلى الواقع وتحمل مشاعر إنسانية وصراع داخلي، ولذلك خردت الشخصيات من لحم ودم ولمست قلب الجمهور، ولا يمكن أن نتجاهل فكرة أن تقديم عمل وطني يجذب أي فنان للتواجد والمشاركة به، حتى لو كانت مشاركة شرفية بمشهد واحد.

هل أحد من أبطال الفيلم تفاجأت من دوره؟

لم أتفاجأ بأداء أي فنان، وهذا يرجع لثقتي الكبيرة فيهم جميعا، بجميعهم لديهم خبرات كبيرة وتاريخ وبصمات فنية واضحة، وليسوا وجوه جديدة، ويمكن أن يتفاجأ المشاهد العادي، ولكني بحكم عملي سنوات في هذا المجال فأعرفهم جميعا وأعرف قدراتهم جيدا، وحقيقة كل منهم قدم دوره بصورة رائعة.

هل العمليات العسكرية في الفيلم خرجت بصورة أقرب للواقع؟

بالطبع، كافة الشخصيات والأحداث قريبة جدا من الواقع، وما لفتني خلال التصوير، هو حالة الإجهاد التي شعر بها فريق العمل، فالمشاهد صعبة جدا ومرهقة ولمست إرهاق دياب وعمرو عبد الجليل بشكل كبير بسبب صعوبة مشاهدهم، كما أننا لا يمكن أن نتجاهل الشخصيات النسائية في الفيلم والتي كان لها دور بارز، سواء النجمة نيللي كريم التي قدمت لأول مره شخصية متطرفة، والنجمة صبا مبارك، ووجودهم أضاف للعمل وأثقله.

كيف واجهت النقد الذي تعرض له الفيلم؟

حقيقة لم أرصد نقد موضوعي عن الفيلم، فالجميع أشاد به والحمدلله ردود الفعل إيجابية جدا سواء على مستوى الجمهور أو النقاد، واهتمامنا منذ اللحظة الأولى كان بتقديم عمل فني جاذب ومتكامل واهتمينا بكافة التفاصيل، ولم نترك تفصيلة واحدة دون مناقشة وتطوير، أما من ينتقد لأغراض خاصة وانتماءات معينة، فهؤلاء لا نرد عليهم، وكما قولت لك سابقا، كنت أنزل بنفسي لدور العرض وأتابع وأرصد آراء الجمهور العادي من مختلف الفئات.

ما سر غيابك كممثل؟

حقيقة اعتذرت شهر رمضان الماضي عن عدة أعمال، وذلك يرجع لانشغالي بالكتابة، كما أنني لم أجد دور جاذب لتقديمه، ولذلك تفرغت للكتابة والعمل على عدة مشروعات فنية جديدة.

أيهما أقرب لك التأليف أم التمثيل؟

التمثيل رقم واحد، كنت أمثل منذ الصغر، في مسرح المدرسة لذلك تركت الكلية من أجل أكاديمية الفنون، ودخلت قسم تمثيل وإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، أما الكتابة كانت شئ لصق بي ودراسة الحرفة جعلتني أتعلم أصولها، إضافة لأنني التحقت بورش مستقلة داخل مصر وخارجها، وظهر لي احساس مختلف ممتع ومرضي لأي ممثل إنك تكون أحد صناع هذه اللوحة.

أخيرا.. ما الذي تسعى لتقديمه في الفترة المقبلة؟

لا أحب الحديث عن أفكاري، ولكن هناك فكرة أتمنى تقديمها وهي ملف "اغتيال العلماء"، فهذا الملف مليئ بالتفاصيل، ويحمل الكثير من الرسائل والأحداث التي تحتوي على إثارة وتشويق، مما يجعلها عنصر جذب للجمهور، هذا بالإضافة إلى أن هذه الفكرة تبني الوعي لدى الأجيال الجديدة، وتعرفهم بالعدو الحقيقي، وهذه الفكرة حلم من أحلامي أتمنى تحقيقه.