الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الشرق الأوسط الكبير "قنبلة موقوتة"

الرئيس نيوز

نشرت مجلة مودرن دبلوماسي الجزء الأول من مقال مطول لدكتور جيمس م. دورسي، زميل كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية أكد فيه أن التهجير القسري والعمليات العسكرية في رفح ستؤدي حتما إلى تفاقم الوضع الكارثي بالفعل وأشار إلى أن الشرق الأوسط الكبير عبارة عن قنبلة موقوتة.

وأضح أن المنطقة باتت على سطح برميل بارود، وأن خطر اندلاع حريق إقليمي بين إسرائيل وإيران والذي قد يجر الولايات المتحدة ودول إقليمية مثل لبنان والأردن وسوريا واليمن ودول الخليج إلى الصراع ــ هو في المقام الأول على اهتمام صناع السياسة والرأي وصناع العقول وكذلك الحال بالنسبة للحرب في غزة مع تداعياتها الإنسانية المدمرة.

ومع ذلك، فإن الغضب والإحباط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي يغلي على السطح في غزة وفي معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد ينفجر في أي لحظة، لكنه قد لا يظهر على الملأ على الفور، وتستكشف هذه السلسلة المكونة من جزأين التطورات التي يتجاهلها صناع السياسة الأمريكيون على مسؤوليتهم الخاصة.

وينظر الجزء الأول إلى المنطقة ككل بالإضافة إلى موقف حماس في غزة بعد مرور ثمانية أشهر على الحرب ويركز الجزء الثاني على التداعيات المحتملة للحرب في الأردن والمملكة العربية السعودية ومصر.

ويعتقد جيمس زغبي، خبير استطلاعات الرأي العربي الأمريكي الذي يتمتع بسجل طويل من استطلاعات الرأي، أن العرب يعرفون ما يريدون وما لا يريدون؛ إنهم يريدون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الوظائف والتعليم والرعاية الصحية، ويريدون الحكم الرشيد والقضاء على الفساد، وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان إن عواقب الفشل مروعة حقا ويجب على الغرب أن يتجنب خلق جيل ضائع يشعر بمزيج من السخط واليأس، وغير قادر على الهروب من واقع أليم في فلسطين، وحذر السيد ألترمان من أن الظروف في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "قد تسوء قبل أن تتحسن.

ويحذر عالم الاجتماع الكويتي محمد الرميحي: “إن الإحباط المتزايد بين الجمهور العربي ضد الظلم الذي يواجه الفلسطينيين وزيادة قدرات الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة من إيران هي الوصفة المثالية لاندلاع الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وأشارت المجلة إلى أن الأجيال في فلسطين، وسوريا، واليمن، والسودان التي مزقتها الحرب، ولبنان في وسط أزمة اقتصادية واضحة، ليس لديها الكثير مما تتطلع إليه، إن كان لديها أي شيء، وعلى نحو مماثل، يتصاعد السخط وقد ينفجر في أي وقت، لذا أصبحت فلسطين عبارة عن طنجرة ضغط وغالبًا ما تحفز التعبير عن السخط غير ذي الصلة في أماكن أخرى من المنطقة.

وأدى رد قوات الاحتلال الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى قمة اهتمامات المنطقة والأجندة العالمية، وحشد المجتمع المدني في رقعة من الأرض تمتد من المغرب على ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا. العراق ومن خلال القيام بذلك، تهدد فلسطين بإعادة إشعال الغضب والإحباطات التي ظلت تتراكم منذ سنوات.

ولم يعرف الشباب في غزة سوى عقدين من الحروب والحصار ولم يساهدوا في حياتهم غير ذلك، وبعيدًا عن الصدمة التي خلفتها حرب غزة الأخيرة، فمن المرجح أن يشهد الجيل القادم في القطاع عقدًا من الزمن على الأقل من عملية إعادة بناء بطيئة لحياتهم التي تحطمت منذ ولادتهم.