الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

لماذا آثار بورتريه الملك تشارلز الجدل حول العالم؟

الرئيس نيوز

أزاح الملك تشارلز الثالث الستار عن صورة من الحجم الكبير رسمها الفنان جوناثان يو للملك في وقت مبكر من الأسبوع الجاري.

ووفقًا لصحيفة نيورورك تايمز، تميل الصور الملكية، كقاعدة عامة، إلى أن تكون رصينة إلى حد ما، ويمكن التنبؤ بشكلها العام حتى قبل أن ينتهي الفنان من رسمها بشكل كامل وتميل إلى أن تكون مليئة بالرمزية، بالتأكيد، ولكنها بشكل عام رمزية من النوع التقليدي الذي تفضله العائلة الملكية على النحو اللائق برموز الدولة، ومنصب الملك الرفيع، والأبهة والنسب.

ولهذا السبب، أثارت الصورة الرسمية الجديدة للملك تشارلز الثالث التي رسمها جوناثان يو، وهي الأولى منذ تتويج الملك، موجة غير مسبوقة من الجدل.

والصورة هي عبارة عن لوحة قماشية أكبر من المعتاد (ومقاسها 7.5 قدم × 5.5 قدم)، وتُظهر الصورة الملك واقفًا بزي الحرس الويلزي، واضعًا يداه على مقبض سيفه، وعلى وجهه نصف ابتسامة، وتظهر فراشة تحوم فقط فوق كتفه الأيمن وجسده بالكامل مغمور في بحر من اللون القرمزي، لذلك يبدو وجهه وكأنه يطفو على سطح الصورة بسبب التأثيرات اللونية.

وعلى الرغم من أن الفراشة كانت على ما يبدو الموضوع الرئيسي في علم السيميولوجيا - حيث كان المقصود منها، كما قال الفنان يو لإذاعة بي بي سي، تمثيل تحول تشارلز من أمير إلى ملك وحبه طويل الأمد للبيئة ودفاعه عن قضاياها- إلا أن اللون الأساسي للوحة هو الذي أعطى على الفور تقريبًا معنى جديدًا للرسم مستندًا إلى فكرة "رؤية اللون الأحمر". 

وكتب أحد المعلقين على منشور العائلة المالكة على موقع إنستجرام عندما تم الكشف عن الصورة: "بالنسبة لي، فهي تعطي رسالة مفادها أن النظام الملكي يحترق أو أن الملك يحترق في الجحيم".

وكتب آخر: "يبدو أنه يستحم في الدماء" وأثار شخص آخر فكرة «سفك الدماء الاستعمارية» وكانت هناك مقارنات مع الشيطان وما إلى ذلك وهلم جرا من التعليقات التي أثارت جدلًا حتى أنه كان هناك ذكر لقضية تامباكس، في إشارة إلى تعليق سيئ السمعة لتشارلز تم الكشف عنه عندما تم اختراق هاتفه أثناء انتهاء زواجه من ديانا، أميرة ويلز.

ولكن وفقًا لتصريحات الفنان، اتضح أن اللون الأحمر هو اللون المحفز للجميع تقريبًا - خاصة في ضوء المسعى الفوقي إلى حد ما وهو التصوير الملكي.

وفي مقابلته مع بي بي سي، أشار يو إلى أنه عندما رأى الملك اللوحة لأول مرة، "تفاجأ في البداية باللون القوي"، وأوضح الفنان يو أن هدفه هو إنتاج صورة ملكية أكثر حداثة، تعكس رغبة تشارلز في أن يصبح ملكًا ثوريًا وأكثر حداثة، وتقليل عدد أفراد العائلة المالكة العاملين وتقليص احتفالات التتويج والمبالغ الخرافية التي تنفق عليها. 

ومع ذلك، فإن اختيار الظل يبدو محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص نظرًا للعاصفة النارية التي تعرض لها الملك منذ صعوده إلى العرش وعلى سبيل المثال، هناك الخلاف المستمر مع ابنه الثاني الأمير هاري، ونشر مذكرات هاري، بما تتضمنه من ادعاءات بالعنصرية الملكية؛ والدعوات ذات الصلة لإنهاء النظام الملكي؛ ثم أخبار تشخيص سرطان تشارلز والضجة حول الغموض الذي يكتنف كاثرين، أميرة ويلز، التي لم يتم الكشف عن تشخيص إصابتها بالسرطان إلا بعد تكهنات مضطربة بشكل متزايد حول اختفائها من الحياة العامة.

ونقلت التايمز عن الملكة كاميلا، التي مرت بحلقة النيران الخاصة بها ونالتها الانتقادات في الكثير من المناسبات، للفنان: "لقد أحسنت صنعًا".

من الصعب أن نتخيل أن يو لم يتوقع بعض ردود الفعل على الصورة، خاصة في سياق أعماله السابقة، بما في ذلك صور الأمير فيليب، والد الملك، والملكة كاميلا، وهي صور أكثر تقليدية، في المرة الأخيرة التي حاول فيها رسام بورتريه ملكي تفسيرًا أكثر تجريدية ومعاصرة لموضوعه - صورة عام 1998 للملكة إليزابيث الثانية بواسطة جوستين مورتيمر، والتي صورت الملكة على خلفية صفراء نيون مع دفقة من اللون الأصفر حول نصف رقبتها - تسببت تلك الصورة في احتجاج شعبي مماثل، بل واتهمت صحيفة ديلي ميل الفنان بقطع رأس الملكة.

وستظل صورة الملك تشارلز معروضة في معرض فيليب مولد حتى منتصف يونيو، حيث ستنتقل إلى قاعة درابرز في لندن. 

في هذا السياق، قد تكون معبرة بشكل خاص: فهي لا تعكس الملك فحسب، بل تعكس أيضًا تطور دور الملك نفسه، والصراعات حول منصب الملك وولاية العهد، وتغير الإرث الملكي بالمملكة المتحدة بفعل الحداثة والفكر الحديث.