الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف تعاملت حضارة مصر القديمة مع الإعاقة؟

الرئيس نيوز

عندما نفكر في الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم القديم، نحصل عادة على انطباعات سلبية بشكل عام وتشير الافتراضات إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة إما لم يكونوا موجودين أو لم يبقوا على قيد الحياة، أو أنهم عوملوا بشكل سيئ في حضارات العالم القديم وهذه الأفكار تشير في العادة إلى سلوك تمييزي أو قمعي أو مسيئ ينشأ عن الاعتقاد بأن الأشخاص ذوي الإعاقة أقل شأنا من الآخرين ويمكن وصفه بأنه الإقصاء والقمع المنهجي والشخصي للأشخاص ذوي الإعاقة. 

ولكن مجلة "هيستوري ورك شوب" تكشف عن صورة مختلفة لخصتها أبحاث المؤرخة "مارثا ل. روز" ببراعة، وقد تناولت أبحاثها أوضاع ذوي الإعاقة في العصرين الفرعوني والبطلمي في مصر القديمة، وعلى عكس الانطباعات الشائعة، كشفت أبحاثها عن مصر أنه على الرغم من أنها لم تكن المدينة الفاضلة، إلا أن الأشخاص ذوي الإعاقة كانوا موجودين وازدهروا واندمجوا في المجتمع. 

وتشعبت أبحاث روز منذ ذلك الحين لتشمل دراسة كيفية دمج ممارسات الحضارة المصرية القديمة واستخدام أفكارها التقدمية في خدمة حقوق ذوي الإعاقة وفيما يلي لمحة موجزة عن بعض الأدلة على الممارسات الراقية ذات الصلة بالإعاقة في مصر القديمة، وكيف تم تفسيرها من قبل علماء آخرين.

ظهر الشلل الدماغي في لوحات عديدة على جدران المعابد والمقابر في تاريخ مصر القديمة، والمثال الأول: جيهسيت، سيدة نبيلة من الأسرة الثالثة عشرة (1795-1720 قبل الميلاد) عاشت وعملت وكانت جزءًا لا يتجزأ من بلاط الفرعون، كما كانت تدير منزلها، وكانت متزوجة من قاضٍ يُدعى إيميني وعاشا معًا في عاصمة مصر إيتجتاوي، ثم انتقلا بعد ذلك إلى العاصمة الجديدة طيبة وعاشت ما بين 50 إلى 60 عامًا تقريبًا. ويُعتقد أن جيهسيت كانت مصابة بالشلل الدماغي.

واستنتج علماء الآثار ذلك من خلال فحص بقايا مومياءها وكان ذراعها اليسرى السفلية في وضع متيبس ويُظهر الجانب الأيسر من جسدها، وخاصة رأسها، علامات اضطرارها إلى العمل بجهد أكبر من جانبها الأيمن،  ومع ذلك كانت متزوجة وعاملة وعضوًا مساهمًا في المجتمع.

وفي وقت لاحق لدينا أيضًا فرعون الأسرة التاسعة عشرة سبتاح الذي أصبح ملكًا عندما كان طفلًا في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.

وحكم ست سنوات وتوفي وهو في سن المراهقة واستنتج علماء المصريات الذين نظروا إلى بقاياه المحنطة أن طول سبتاح كان حوالي 5 أقدام و2 بوصة وكان له شعر أحمر. ويعتقد أيضًا أنه مصاب بالإعاقة لأن ذراعي جسده كانا في وضع غير تقليدي وقدمه ممتدة بالطول وذكر علماء الآثار السابقون أنه مصاب بشلل الأطفال.