أزمة تغطية جنازات النجوم.. وضع ضوابط منظمة بالتنسيق بين الصحفيين والمهن التمثيلية
لا تزال أزمة تغطية جنازات وعزاءات المشاهير تلقي بظلالها على المشهد الصحفي والإعلامي، خاصة بعدما دخلت وزارة الأوقاف على الخط، وأصدرت قرار بمنع تغطية العزاء، وهو ما أثار غضب الجماعة الصحفية، ودفع نقابة الصحفيين لاصدار بيان تستنكر خلاله قرار الأوقاف، وتؤكد إنه ليس من حق الأوقاف أن تمنع الصحفيين والمصوريين من التغطية، وإن الأمر يرجع لنقابة الصحفيين بالتنسيق مع نقابة المهن التمثيلية فقط.
حول هذا الملف، تحدث "الرئيس نيوز" مع طرفي الأزمة، والمتمثلين في نقابة المهن التمثيلية، ونقابة الصحفيين، في محاولة استيضاح أسباب الأزمة، والبحث عن حلول.
منتحلو الصفة
في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز" كشف الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، إنه لا يوجد أزمة مع الصحفيين إطلاقا، وهناك من يحاول خلق أزمة بين الصحفيين والفنانين، متناسيا أن المهنتين وجهان لعملة واحدة.
وأشار إلى أن الأزمة الحقيقية من منتحلي صفة صحفي، والذين يتواجدون في كافة الجنازات، ولا يحترموا مشاعر أسرة المتوفي، كما أنهم لا يحترموا خصوصية الأفراد، ويتجاوزون في تصوير مشاهد مثيرة سعيا للترافيك والتريند وتحقيق عوائد مادية من الصفحات على السوشيال ميديا.
أردف نقيب المهن التمثيلية، إن ظهور السوشيال ميديا وامتلاك كل شخص لهاتف محمول بكاميرا، جعل هناك فوضى كبيرة في مثل هذه المناسبات التي يجب احترامها، مؤكدا إنه يعرف أغلب صحفيين الفن وعلى علاقة وطيدة بهم، ولم يحدث معهم أزمة، ولكن الأزمات والخناقات تحدث مع منتحلي الصفة ومن هم ليسوا أعضاء نقابة ولا لهم علاقة بالمهنة من قريب أو بعيد.
أضاف أشرف زكي، أن فكرة تخصيص مصور يتبع أسرة المتوفي، ويقوم بالتصوير وإرسال الصور لكافة وسائل الإعلام كانت مطروحة في وقت سابق، ولكن حاليا كل مؤسسة صحفية وموقع لها فريق عمل خاص بها ومصورين تابعين لها، ولذلك لم يعد هذا الأمر مفيد، خاصة إن الفنان لا يهتم من الأساس بتصوير الجنازة أو العزاء، ويكون منشغل بأمور أخرى، ولذلك فإن هناك مقترحات أخرى يتم العمل عليها باتنسيق مع نقابة الصحفيين، الهدف منها تنظيم الأمر وترتيبه لعدم إزعاج أسرة المتوفي، وعدم المساس بخصوصية من يؤدون واجب العزاء.
ضوابط مهنية
فيما علق الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، على الأمر، قائلا في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، إن الأزمة في تزايد أعداد منتحلي صفة صحفي، مؤكدا أن المشكلات تأتي من هؤلاء وليس من الصحفيين، وأضاف إن احتلاف الزمن وأليات العمل مع عدم وضع ضوابط مهنية تسبب في تصاعد الأزمة.
وكشف جمال عبد الرحيم، إن مجلس النقابة في اجتماعه مع الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، تلقى عدة مقترحات منها ما هو قابل للتنفيذ ومنها ما هو غير قابل، وقال إن هناك عدة ضوابط سيتم الإعلان عنها قريبا جدا، مستنكرا قرار وزارة الأوقاف بحظر تصوير العزاء، ومؤكدا إن هذا ليس اختصاص الأوقاف، مشيرا إن الصحفي الذي يخطئ أو يتجاوز من أعضاء النقابة سيخضع للمحاسبة داخل نقابته وفق قانون منظم.
وأضاف أن من أبرز الضوابط التي يتم العمل عليها حاليا، الالتزام باحترام خصوصية أهل وأقارب المتوفى، والامتناع عن دفع الميكروفون فى وجوههم للحصول على تصريحات صحفية دون موافقتهم، بالإضافة إلى الامتناع عن التصوير فورًا إذا ما بدا الضيق على أحد المتواجدين، أو رفضه لتضمينه فى أى صورة وتقبل ذلك على الفور، وعدم الإلحاح فى السؤال أو مطاردة المصدر.
أردف أن من بين المقترحات المنظمة والضوابط، التأكيد على أن الصورة الواسعة "wide angle" وليس القريبة هى الباقية، ولنا عبرة فى صور جِنازات جميع العظماء، الذين رحلوا وسجلت الصحافة جنازاتهم كتوثيق وتاريخ لا بد منه، كما يفضل فى حالة إتاحة وجود منطقة عالية كاشفة للمشهد أن يقف المصورون بعيدًا عن الحدث مع استخدام عدسات طويلة البعد البؤرى.
وتابع عبد الرحيم، هذا بالإضافة إلى التأكيد على ما اتفقت عليه الجماعة الصحفية الدولية وهو احترام الخصوصية، فإذا كان محظورًا على الصحفى استضافة شخص مقيد الحرية، أو طفل غير واعٍ أو مريضٍ غير قادر على التحكم، فالأولى بنا احترام قدسية الموت، وعدم السعى لتصوير مَن لا يملك من أمره شيئًا، كما يحظر على المصور والصحفى دخول المدفن والقبر، ويجب تجريم هذا الفعل، وأيضا يمنع الصور السيلفى لأنها ليست مناسبة في أثناء التصوير الجنائزى، وينطبق هذا على المواطنين والصحفيين.
أضاف سكرتير عام نقابة الصحفيين، أن من حق أسرة المتوفى قصر حضور العزاء على ذويهم، وعليهم الإعلان عن ذلك، ومَن لم يعلن يعنى الموافقة على قبول التغطية الصحفية، وعليهم حينها تنظيم هذا بمعرفتهم وفق القواعد المقررة.