قطر: لا قيود على قادة "حماس" في الدوحة
قال الناطق باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن الدوحة ملتزمة بدور الوساطة في مفاوضات غزة، لكنها ستقييم وضعها، مشيرًا إلى أنها تبحث "جدية الأطراف المنخرطة في تلك المفاوضات"، معربًا عن شعور قطر بالإحباط من عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، معتبرًا أنه "لا مبرر لإخراج حركة حماس" الفلسطينية من بلاده.
وتابع الأنصاري في تصريحات صحافية من الدوحة: "هناك إحباط حيال عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى، قطر كانت ملتزمة بجهودها التي نجحت سابقًا في تبادل السرى بين الجانبين ورأينا فيها الإفراج عن أكثر من 100 رهينة وهدوءًا لسبعة أيام، وهذا ما يُبنى عليه".
وفي إطار تقييم جهود الوساطة، أضاف الأنصاري: "نحن بالفعل بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة وملتزمون دائمًا، لكن هل سيتم التوصل إلى نتيجة حاليًا أم لا؟ مما لا شك فيه أننا أظهرنا إحباطنا من الهجمات المستمرة على الوسطاء، خصوصًا قطر، رغم جهودنا التي تعدت المسؤولية الوطنية للدولة".
ولفت إلى أن إجراءات التقييم تعد "داخلية"، رافضًا الخوض في تفاصيلها، موضحًا أن مراجعات في إطار السياسة الخارجية للبلاد تجرى باستمرار، وخاصة بإطار الوساطة، مشيرًا إلى "ضرورة دراسة جدية الأطراف كافة".
وانتقد الناطق باسم الخارجية القطرية، تصريحات شخصيات سياسية انتقدت دور بلاده في الوساطة، قائلًا: "هؤلاء يتجاهلون معلومات تتعلق بدورنا الذي طالما أدركته الأسرة الدولية، نأسف من سماع تلك التصريحات. الهجوم على الوسيط لا يبين الجدية والعمل بإيجابية للتوصل للاتفاق".
وأردف: "الوساطة تجري بين أطراف لا يسود بينهما اتفاق وبينهما مسافة، لذلك دورنا يتمثل في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى حل مقبول، لذلك التضحية والجدية مطلوبان".
وفيما يخص زيارة مسؤولين من الموساد الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، قال الأنصاري إن "الفرق المتفاوضة التي تواجدت في المحادثات الأخيرة، غير موجودة حاليًا في الدوحة، لكن يمكن استدعائها متى كان هناك اجتماع، لكن الآن ننتظر ما إذا كان موقف أي فريق سيتغير، لمناقشة الشروط".
أضاف: "ما نطلبه الآن جدية ومرونة من قبل الطرفين، من جانبنا نطلب دليل التزام لجمع الطرفين لاحقًا"، وفيما يخص إمكانية إخراج "حماس" من قطر، قال الأنصاري: "مكتب حماس تم إنشائه بالتنسيق مع الولايات المتحدة لإنجاح أي مبادرة بين الطرفين، ونجح بالفعل، فلا مبرر لذلك".
وتابع: "قادة حماس موجودون في الدوحة ولا قيود عليهم، الدور الوسيط هو نقل الرسائل بين الأطراف وإيجاد بدائل خلال المفاوضات والتوصل إلى حلول. دورنا هو العمل للتوصل إلى حلول وهناك تحديات كبيرة".
ولفت الأنصاري إلى أنه "لم يعد سرًا" أن قطر واجهت انتقادات من قبل مسؤولين إسرائيليين بشأن دورها وتفاصيل الوساطة، وقد رفضناه، لكن من المبكر التطرق لإنساحبنا من المفاوضات، وهناك قرارات ستُتخذ بالوقت المناسب.
وعن هجوم رفح، قال الأنصاري: "لا يمكن لأي طرف من المجتمع الدولي قبول وقوع الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في ظل الوضع الحالي التي تعانيه. نتحدث عن مأساة إنسانية قائمة في رفح، من دون العملية، فضلًا عن هجمات محدودة تستهدف المدينة. يجب أن نعمل على وقف الهجوم المرتقب، ودفع الجانب الإسرائيلي على التزام القرارات الدولية وقرارات الجمعية الدولية للأمم المتحدة".
وأردف: "هدفنا الأساسي وقف الحرب على قطاع غزة بشكل عام، لكن لا شك أن هجوم كهذا سيؤثر على جهود خفض التصعيد، خصوصًا مع وجود مجاعة وتعثر المساعدات وأزمات صحية ومقابر جماعية. المأساة الإنسانية هذه لا تحتمل مزيدًا من التصعيد".
وعن دور تركيا في الوساطة، قال الأنصاري، إن "التنسيق مستمر مع الشركاء في هذا الإطار، نثمن الدعم التركي والموقف المشرف للحكومة، لا علم لدي بدور خاص لتركيا في هذا الصدد، لكن التنسيق مستمر".
وبشأن مبادرات قطر، قال الناطق باسم الخارجية القطرية، إن الأطفال الذي سقطوا ضحايا حرب إسرائيل على غزة يتجاوز عدد أي أطفال في صراعات أخرى خلال العقود الماضية، لذلك هم بحاجة لوحدة دولية لإدراك المعاناة التي نتجت وستنتج مستقبلًا.
وأضاف: "تؤكد قطر إنه في إطار نظرتها الشمولية في التعامل مع الأطفال في الحروب وتجنيبهم ويلاتها، لابد من الالتفات إلى كل هؤلاء الأطفال في العالم، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، بما في ذلك في قطاع غزة من خلال المآسي التي نراها هناك".
وتابع: "هناك جيل كامل من أطفال غزة أيتامًا وسيعانون من تبعات الحرب، لذلك لا بد لنا أن نلتفت للعانية بهم وتجنيبهم ويلات الحرب"، موضحًا أن "الدور الدبلوماسي لقطر في إطار خفض التصعيد لا زال مستمرًا".
وأشار في هذا الصدد إلى دور قطر الإنساني، خصوصًا في الحفاظ على القضية الفلسطينية المركزية، إذ لا يزال الجسر الجوي لغزة موجود، بما في ذلك من خلال المساعدات التي تصل عن طريق مصر.