مجلة حربية: هجوم الاحتلال على غزة يتخد ثلاث محاور
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بسرعة بزيادة عدد قواتها التي تقاتل في غزة خلال الأسبوع من المنتهي في 12 مايو الجاري، حيث أرسلت فرقتين لمطاردة عناصر حركة حماس من شرق رفح وجباليا وتقع شرق رفح على طول الحدود المصرية، وهي منطقة حساسة بسبب المعارضة المحتملة من الولايات المتحدة ومصر لأي تحركات عسكرية في نطاقها وتقع جباليا في شمال قطاع غزة، وقد استهدفتها غارات الاحتلال من قبل في ديسمبر كما بدأت عملية ثالثة أصغر في ضاحية الزيتون بمدينة غزة.
ووفقًا لتحليل نشرته مجلة "لونج وور جورنال" المتخصصة في الشؤون العسكرية، تعززت العمليات المتعددة من خلال سيطرة إسرائيل على ممر نتساريم الذي يمتد عبر غزة، مما يقطع مدينة غزة عن وسط غزة ويمنح قوات الاحتلال وصولًا أسهل إلى مناطق مثل الزيتون.
ويثير قرار العودة إلى جباليا الدهشة في تل أبيب لأن الاحتلال قام باستهداف المنطقة من قبل، ومن الواضح الآن مدى سرعة استعادة حماس لسيطرتها كما أطلقت حماس صواريخ على مدينة عسقلان الإسرائيلية مرتين يومي 11 و12 مايو، ومرتين على بئر السبع يومي 10 و11 مايو، مما يدل على أن حركة المقاومة لا تزال تمتلك أو تعيد بناء قدرات صاروخية بعيدة المدى وبشكل عام، لم يتم إطلاق سوى عدد قليل من الصواريخ بعيدة المدى منذ الأول من يناير الماضي.
وهناك الآن قلق متزايد في تل أبيب من أن غياب استراتيجية لإيجاد بديل لحماس سيؤدي إلى دورة من استهداف متكرر للمناطق والاضطرار إلى العودة إليها في المستقبل المنظور، وأبرزت المجلة تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي للقناة 13 الإسرائيلية، إذ قال: "نحن نعمل الآن مرة أخرى في جباليا وطالما لا توجد عملية دبلوماسية لتطوير هيئة حكم في القطاع غير حماس، سيتعين علينا إطلاق حملات مرارا وتكرارا في أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس وستكون مهمة أشبه بأسطورة صخرة سيزيف"، وتشير تقارير مماثلة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتراف متزايد بهذه المشكلة.
وبدأت المرحلة الجديدة من العمليات في غزة مساء يوم 6 مايو، عندما عبرت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب غزة وسيطرت على مناطق شرق رفح وعلى مدار خمسة أيام من القتال، تمكنت القوات من تأمين طريق صلاح الدين الرئيسي وتقاطعات الطرق الأخرى والأحياء النائية لرفح وتسمى هذه المناطق منطقة البيوك وشوكة الصوفي.
وقد أدت التحركات على طول الحدود، بما في ذلك سيطرة دبابات الاحتلال على جانب غزة من معبر رفح، إلى انتقادات متزايدة من مصر، بما في ذلك تقارير في وسائل الإعلام العربية تفيد بأن العملية قد تدفع مصر إلى التأكيد على أن إسرائيل تنتهك معاهدة السلام بين البلدين التي تنظم عدد ونوع الوحدات العسكرية التي قد تكون في هذه المنطقة الحدودية الحساسة.
وفي الزيتون، فقد الاحتلال أربعة جنود خلال عدة أيام من القتال في الفترة من 8 إلى 11 مايو. وقد قامت قوات الاحتلال باستهداف الزيتون مرة أخرى في نوفمبر ومرة أخرى في فبراير، مما جعلها رمزًا لتكتيك الغارة التي ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي أعقبتها عودة سريعة لحماس إلى المنطقة التي تم استهدافها.
وفي جباليا، كلف الاحتلال الفرقة 98 مدعومة باللواء المدرع السابع بالعودة إلى هذه المنطقة الرئيسية بالقرب من مدينة غزة، وكانت جباليا منذ فترة طويلة مركزا للخلايا الإرهابية. وتطل منطقة التلال المنخفضة على الحقول في إسرائيل وكانت إحدى المناطق التي انطلق منها الإرهابيون في هجوم 7 أكتوبر وكانت الفرقة 98 والفرقة المدرعة السابعة هما نفس الوحدات التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف خان يونس بين ديسمبر وأبريل، وتضم الفرقة 98 وحدات كوماندوز وتشتهر بعملياتها الدقيقة. وبشكل عام، ضرب الاحتلال 150 هدفًا في غزة بين 11 و12 مايو، منها 30 هدفًا في جباليا.