الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سكان غزة يسعون جاهدين للدراسة في ظل انهيار نظام التعليم وسط الحرب

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة "دكان هيرالد" أن سكان غزة يسعون جاهدين للدراسة بينما تحطم الحرب نظام التعليم في القطاع ويخشى سكان غزة أن يكون الصراع بين سلطات الاحتلال وحماس قد ألحق الضرر بنظامهم التعليمي، وهو مصدر نادر للأمل والفخر في القطاع الذي سيصمد بعد القتال.

ونشرت الصحيفة صورًا لطلاب فلسطينيين يدرسون في مخيم مؤقت حيث لا تزال المدارس مغلقة بسبب الهجوم العسكري الانتقامي لقوات الاحتلال السلطات الاحتلالي، وسط الصراع المستمر بين سلطات الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية، في خان يونس، جنوب قطاع غزة، وفي المواصي، نشرت صورة لتلاميذ يجلسون متربعين على الرمال ويأخذون دروسهم في خيمة بالقرب من خان يونس في غزة، وتحدثت الصحيفة عن اتصالات معلمين مصريين عبر الإنترنت بمدرسة في الضفة الغربية لتقديم الدعم في تدريس المواد المقررة وأشارت كذلك إلى أستاذ في ألمانيا يساعد الطلبة الفلسطينيين على التواصل مع الجامعات الأوروبية.

بعد أن شاهدوا إغلاق مدارسهم وجامعاتهم أو تضررها أو تدميرها على مدار أكثر من سبعة أشهر من الحرب، يبذل سكان غزة الذين يحتمون داخل القطاع وخارجه ما في وسعهم لاستئناف بعض من مسيرتهم التعليمية وكتبت الصحيفة نقلًا عن أسماء الأسطل، وهي معلمة متطوعة في خيمة المدرسة القريبة من الساحل في المواصي، والتي افتتحت أواخر أبريل، قولها: ""نحن نستقبل الطلاب، وما زال لدينا عدد كبير جدًا منهم ينتظرون الفرصة لاستيعابهم".

وأضافت أنه بدلًا من ترك الأطفال يخسرون عامًا كاملًا من الدراسة وهم يرتعدون من القصف السلطات الاحتلالي، "سنكون معهم، وسنحضرهم إلى هنا، وسنعلمهم"، ولم تخلُ نبرتها من العزيمة والإصرار. 

وتتمتع غزة والضفة الغربية المحتلة بمستويات عالية من التعليم على المستوى الدولي، لكن الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع الفلسطيني الساحلي وجولات الصراع المتكررة جعل التعليم يعاني من الهشاشة ويعاني من نقص الموارد ومنذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر، وتم قصف المدارس أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين، مما أدى إلى عدم تمكن ما يقدر بنحو 625 ألف طفل في سن المدرسة في غزة من الالتحاق بالفصول الدراسية.

وقد دمرت أو تضررت جميع مؤسسات التعليم العالي الـ12 في غزة، مما أدى إلى تقطع السبل بحوالي 90 ألف طالب، واستشهد أكثر من 350 معلمًا وأكاديميًا، وفقًا للبيانات الرسمية الفلسطينية وذكرت إسراء عزوم، طالبة الطب في السنة الرابعة بجامعة الأزهر بمدينة غزة: "لقد فقدنا أصدقاء، وفقدنا أطباء، وفقدنا مساعدين تدريس، وفقدنا أساتذة، وفقدنا أشياء كثيرة في هذه الحرب".

وتتطوع الشابات الفلسطينية في مستشفى الأقصى في مدينة دير البلح لمساعدة الطاقم المكتظ في التعامل مع موجات المرضى، ولكن أيضًا لأنها لا تريد أن تفقد الاتصال بالعلم وقالت إحداهن: "لا أشعر بالتعب أبدًا لأن هذا هو ما أحب القيام به وأنا أحب الطب، وأحب العمل كطبيبة، ولا أريد أن أنسى ما تعلمته".

وقال فهيد الحداد، رئيس قسم طوارئ الأقصى والمحاضر في كلية الطب بالجامعة الإسلامية بغزة، إنه يأمل أن يبدأ التدريس مرة أخرى، رغم أنه فقد الكتب والأوراق التي تراكمت لديه على مدى أكثر من عقد من الزمن عندما دمر منزله في مدينة غزة.

وأضاف أن التدريس عبر الإنترنت سيكون معقدًا بسبب ضعف خدمات الإنترنت، ولكنه قد يسمح على الأقل للطلاب بإكمال شهاداتهم وتتعرض مباني الجامعة الإسلامية والأزهر لأضرار بالغة ومهجورة في المواقع المجاورة في مدينة غزة وقال حداد: "نحن مستعدون للعطاء بأي شكل من الأشكال، ولكن داخل غزة أفضل بكثير من الخارج، فلا تنسوا أننا أطباء ونعمل".

"قانون إنقاذ الحياة"

يواجه عشرات الآلاف من سكان غزة الذين عبروا الحدود إلى مصر تحديات أيضًا وعلى الرغم من أنهم يعيشون في أمان نسبي، إلا أنهم يفتقرون إلى الأوراق اللازمة لتسجيل أطفالهم في المدارس، لذلك قام البعض بالتسجيل في التعلم عن بعد المقدم من الضفة الغربية، حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود تحت الاحتلال العسكري السلطات الاحتلالي.

وتخطط السفارة الفلسطينية بالقاهرة للإشراف على امتحانات نهاية العام لـ 800 طالب بالمرحلة الثانوية وقال كمال البطراوي، رجل الأعمال البالغ من العمر 46 عامًا، إن ابنتيه في سن المدرسة بدأتا التعليم عبر الإنترنت بعد وصول الأسرة إلى العاصمة المصرية قبل خمسة أشهر.

وأضاف: "إنهم يتلقون دروسًا يوميًا من الساعة 8 صباحا حتى 1:30 بعد الظهر، كما لو كانوا في مدرسة عادية وهذا عمل منقذ للحياة" وفي جنوب غزة، حيث نزح أكثر من مليون شخص، تنظم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنشطة ترفيهية مثل الغناء والرقص مع بعض التعلم الأساسي. وتخطط لإنشاء 50 خيمة حيث سيتمكن 6000 طفل من تلقي الدروس في ثلاث نوبات يومية.

وقال جوناثان كريكس، رئيس قسم الاتصالات في مكتب اليونيسف في فلسطين: "من المهم القيام بذلك، لكنه يظل نقطة في محيط" وقال وسام عامر، عميد كلية الاتصال واللغات في جامعة غزة، إنه على الرغم من أن التدريس عبر الإنترنت يمكن أن يكون حلًا مؤقتًا، إلا أنه لا يمكن أن يوفر التربية الرياضية أو الدروس العملية المطلوبة لمواضيع مثل الطب والهندسة وبعد مغادرته غزة إلى ألمانيا في نوفمبر، يقدم المشورة للطلاب حول كيفية مطابقة دوراتهم مع الخيارات المتاحة في جامعات الضفة الغربية أو أوروبا.

ولفت إلى أن "تحديات اليوم التالي للحرب لا تتعلق فقط بالبنية التحتية والمباني الجامعية، بل تتعلق بعشرات الأكاديميين الذين استشهدوا في الحرب والمهمة الصعبة التي تحاول تعويضهم أو إيجاد البديل لهم".

ومن بين من استشهدوا رئيس الجامعة الإسلامية سفيان تايه، الذي توفي مع زوجته وجميع أطفاله الخمسة في غارة جوية على منزل شقيقته في ديسمبر، وقال نبيل شقيق طايع لرويترز إن شقيقه، أستاذ الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية الحائز على جوائز، لديه "شغف كبير" بالعلوم وأضاف: "حتى في منتصف الحرب، كان الطايع لا يزال يعمل على أبحاثه الخاصة".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 72.5% من المدارس في غزة ستحتاج إلى إعادة بناء كاملة أو إعادة تأهيل كبيرة وقال كريكس إن الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي سيكونان ضروريين أيضًا للأطفال "ليشعروا بالأمان عند العودة إلى المدرسة التي ربما تكون قد تعرضت للقصف".