صراع وهمي في الفضاء الإلكتروني بين "تكوين" و"تحصين"
على وقع الجدل الدائر حول مركز "تكوين"، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تزعم إنشاءها منصة تدعى "تحصين".
الأمر الذي أثار عاصفة من السخرية بشأن الصراع الإلكتروني في العالم الافتراضي، خاصة وأنه حتى الآن لا وجود لما يدعى "تحصين" على أرض الواقع.
ونسبت المنشورات المتداولة تأسيس منصة "تحصين"، إلى كل من الشيخ مصطفى العدوي وأبو إسحاق الحويني، وعبدالله رشدي وغيرهم، لمواجهة مركز "تكوين" الذي أسسه يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام البحيري وغيرهم.
وأثار الإعلان عن انطلاق مركز "تكوين" موجة من الجدل مؤخرا، ومطالب بإغلاقه، حيث تكمن الأزمة بالنسبة للمنتقدين في فكرة تكوينه، إذ يتشكل مجلس أمنائه من أسماء مثيرة للجدل.
شخصيات مثيرة للجدل
ويضم المركز 6 أعضاء يشكلون مجلس أمناء المؤسسة وهم: الإعلامي إبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، والدكتور يوسف زيدان، والكاتبة التونسية ألفة يوسف، والباحث السوري فراس السواح، والباحثة اللبنانية نايلة أبي نادر.
وقد اشتهرت هذه الأسماء مؤخرا بمواقف مثيرة للجدل، فأحدهم سخر من قراءة صيدلي للقرآن في محل عمله، وأخرى سخرت من شعيرة الأضحية باعتبارها عملا غير إنساني، فيما اعتبر آخر نفسه أهم من عميد الأدب العربي طه حسين، كما سبق أن أبدى أحدهم عدم فهمه للغة العربية.
ويتبنى المركز أهدافًا معلنة تتمثل في تعزيز الفكر الحر، والنقاش المفتوح في المجتمع العربي، وتشجيع البحث العلمي والتفكير النقدي في القضايا الدينية والفكرية، بحسب يوسف زيدان.
وقال زيدان في بث مباشر له على "فيسبوك"، إن هدف المركز تحريك الوضع الثقافي الراكد، ورفع مستوى التثقيف والفن في مصر والعالم العربي.
ووصف زيدان المركز بأنه "بداية التنوير الثقافي"، وأن الهدف هو مخاطبة الشباب مع تجديد الخطاب الديني، ونفى وجود مشكلات بين المؤسسة والأزهر، معتبرا أن "من يعادي المؤسسة يريد أن يبقى في ظلام".
موقف الأزهر
أعلن وكيل الأزهر السابق والمشرف على الفتوى عباس شومان على حسابه على منصة "فيسبوك"، أن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تتابع ما ينشر عن مركز تكوين، وستتخذ ما يلزم "بعد الوقوف على الحقيقة".
وصف أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر عبد المنعم فؤاد المركز بـ"التكوين والتحالف الشيطاني".
تحرك برلماني وبلاغ للنائب العام
وتقدم عضو مجلس النواب هشام الجاهل، بطلب إحاطة موجه لمجلس الوزراء ومشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء، مؤكدا أن الأمر وصل إلى حد قيام مجموعة معروف عنها التشكيك الدائم في الثوابت الدينية وإنكار بعضها، بتدشين كيان لها، ليكون إضفاءً لمشروعيتها، دون رادع من الدولة ومؤسساتها الدينية، حسب وصفه.
كما قدم محام بلاغًا للنيابة العامة ضد مجلس أمناء المركز، باعتباره مركزا مشبوها يستهدف "ثوابت الإسلام" بشكل خاص.