بعد قرار الأمم المتحدة.. هل تدخل إسرائيل في مفاوضات لحل الدولتين؟
قال الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن دعم وموافقة 143 دولة من أصل 193 دولة في العالم على إقرار حق فلسطين في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مع توصية لمجلس الأمن ببحق أحقية فلسطين بالعضوية الكاملة كدولة.
هناك اقتناع للمجتمع الدولي بأن فلسطين دولة
وأشار "الفقي" في تصريح خاص لـ"الرئيس نيوز" إلى أن هذا الدعم يؤكد اقتناع المجتمع الدولي أخيرًا بأن فلسطين دولة، وأن شعبها يستحق العيش في سلام على أرضه، متابعا: "لكن الطريق إلى الحرية لا يزال طويلًا وشاقًا، نظرًا لرفض بعض الدول وتحفظ البعض الآخر الذين امتنعوا عن التصويت.
وأكد أهمية تسجيل هذه اللحظة التاريخية في تاريخ الكفاح العربي الممتد منذ عام 1948، مؤكدًا أن الثمن كان باهظًا، ودفعه دماء الشهداء الذين نحتسبهم عند الله طوال هذا المشوار الماراثوني في تاريخ الأمم.
وأضاف: أن القرار على الرغم من عدم حصوله بشكل كامل على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، يعتبر خطوة تاريخية يمكن الاعتماد عليها من قبل العالم العربي والدول المحبة للسلام والعدالة، كما أن القرار يعتبر تمهيدًا جيدًا لخطوات مستقبلية نحو عضوية كاملة واعتراف بسيادة الدولة الفلسطينية، ويمثل تأكيدًا واضحًا وصريحًا على الوجود الفلسطيني بموافقة الغالبية من دول العالم، موضحًا أن هذا القرار انتصارًا للقانون الدولي وتأكيدًا على قوة الدبلوماسية في تحقيق الحقوق، وبعيدًا عن استمرار أي ظلم دولي لسنوات، فإن الحق في النهاية سينتصر.
نقترب بشكل ملموس من الوصول إلى نقطة النهاية
وأكمل قائلًا، إن التعايش السلمي بين الشعوب والدول هو الحل المنطقي لخلافات الأمم، حيث لم يسفر الحل العسكري يومًا عن حل دائم أو مستدام لأي قضية، ففي نهاية كل الحروب، يأتي دور المفاوضات. وهذا ما دعت إليه مصر والمجموعة العربية لدعم الحق الفلسطيني.
ومن هنا، فإننا نؤكد على أن حسابات الدول التي رفضت القرار يمكن أن تتغير مع تصاعد الضغوط الدولية من جانب الغالبية العظمى من مجتمع العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يجدر بنا أن نشير إلى أن فلسطين وشعبها موجودان بالفعل ويعيشون فوق أرضهم التاريخية، بينما تُعتبر إسرائيل دولة احتلال، وتوجد قرارات دولية تدين هذا الاحتلال، لذا، يبدو أننا نقترب بشكل ملموس من الوصول إلى نقطة النهاية، خاصة بعد قرار الأمم المتحدة الأخير، حيث سيكون هناك دولة فلسطينية مستقلة وسيكون هناك علم وشعب يعيشون على أرضهم بحرية.
دخول إسرائيل في مفاوضات حول حل الدولتين
وتابغ قائلا: يعتبر هذا القرار خطوة تمهيدية ضرورية وحاسمة لكسب فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، خاصة بعد توصية الجمعية العامة بأن يقوم مجلس الأمن بمراجعة الوضع لمنح فلسطين حقها المشروع في الوجود، ومثلما جرت العادة في حركات التحرر التاريخية، فإن هذه الخطوات لها ثمن، وغالبًا ما يكون هذا الثمن باهظًا.
واختتم: ومن المتوقع أن تدخل إسرائيل في مفاوضات حول حل الدولتين، بعد أن يتبنى الطرفان المرونة والرغبة الجادة في التغيير، وباستخدام الواقعية، والإرادة القوية، والضغوط الملائمة عند الضرورة، يمكن تسوية جميع الخلافات، ويمكن أن يكون هذا الوقت بداية لتأسيس سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط، وهو ما سيعود بالنفع على المنطقة والعالم بأسره.