الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يتغلب ريشي سوناك على تحديات الانتخابات البريطانية ؟

الرئيس نيوز

كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف لصالح صحيفة التايمز أن حزب العمال المعارض في بريطانيا زاد تقدمه في استطلاعات الرأي على حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك ليتقدم بـ 30 نقطة.

وبحسب الاستطلاع، الذي يأتي قبل الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام، حصل حزب العمال على 48% والمحافظين الحاكم على 18%، وهي أسوأ قراءة يحققها سوناك منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء قبل 18 شهرًا، وفقًا لصحيفة التايمز.

وكانت الفجوة بين الحزبين هي الأكبر منذ أكتوبر 2022، عندما انهار دعم المحافظين في الأسابيع التي أعقبت الانهيار المالي الناجم عن الميزانية المصغرة لسلف سوناك ليز تروس.
وهذا هو الاستطلاع الأول منذ أن ألحقت الانتخابات المحلية ورئاسة البلدية الأسبوع الماضي خسائر فادحة بالمحافظين وأظهر استطلاع سابق أجرته مؤسسة يوجوف/تايمز، نُشر في 2 مايو، تقدم حزب العمال بفارق 26 نقطة.

وكشفت استطلاعات الرأي باستمرار تقدم حزب العمال بنحو 20 نقطة على المحافظين، قبل الانتخابات التي قال سوناك إنه يتوقع الدعوة إليها في النصف الثاني من العام.

وكان المحافظون في الحكومة، إما في ائتلاف أو بمفردهم، منذ عام 2010، وتميزت فترة ولايتهم إلى حد كبير بالتصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي وفضيحة حول التعامل مع أزمة فيروس كورونا التي تولى خلالها حكم المملكة المتحدة رؤساء وزراء مختلفين، هم تريزا ماي، وبوريس جونسون، وليز تراس، وأخيرًا ريشي سوناك.

تعد الانتخابات المحلية اختبارًا لجدوى قيادة رئيس الوزراء ريشي سوناك في قيادة الحزب ولو كانت النتائج النهائية للانتخابات بنفس درجة السوء التي توقعتها استطلاعات الرأي، فسيتعين على أعضاء الحزب الدفع باتجاه تغيير القيادة.

وخسر المحافظون بالفعل مقاعدهم في قيادة بعض المقاطعات ومنها ميدلاندز، وهو ما اعتبروه بمثابة أمر محبط ورغم كل ما يجري إلا أن قيادة ريشي سوناك قد تستمر - لكن لماذا؟.

كانت قيادة الحزب تطالب نوابها في مجلس العموم، وأنصار الحزب بالتركيز على التصويت في الدوائر الانتخابية التي تشهد منافسين مخضرمين، وقد أظهرت هذه السياسة جدوى في الدوائر التي كان يتوقع المحافظون الفوز بها بسهولة، لأنهم يمتلكون مرشحين أقوياء.

لكن في الوقت نفسه أظهرت استطلاعات الرأي أنه إذا صوت جميع الناخبين يوم الخميس الماضي، لكان حزب المحافظين تفوق على حزب العمال المعارض بفارق لا يصل إلى 9 بالمائة من الأصوات، وهي من الناحية النظرية، ليست فجوة لا يمكن التغلب عليها.

وقال أحد الوزراء في الحكومة إنه بعد أشهر من توقع النهاية السيئة، ربما نصل إلى برلمان معلق، "أي لا يمتلك فيه أي حزب أغلبية كافية لتمرير قراراته"، وكان حزب العمال متأخرا بشكل كبير عن حزب المحافظين عام 2019، وكان بحاجة لاجتذاب ملايين الأصوات للعودة إلى المنافسة من جديد وهذا يفسر لماذا يبدو المحافظون في قمة الرعب بسبب النتائج القادمة من الكثير من المقاطعات والدوائر الانتخابية عبر البلاد، وهنا يبرز السؤال، لو كانت الحكومة جزءً من المشكلة فكيف يمكنها أن تحلها؟  

وهنا يبرز مرشحون محتملون لقيادة حزب المحافظين بدلا عن سوناك، منهم سويلا بريفرمان وزيرة الداخلية السابقة التي كتبت في صحيفة صنداي تليجراف إنه رغم إيمانها بضرورة تغيير توجهات الحزب إلا أن تغيير القيادات ليس الحاجة الضرورية.

وبالعودة إلى فترة حكم رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، كان سبب تغييرها هو ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، وكان معارضوها يمتلكون مرشحا بديلا جاهزا وهو بوريس جونسون، وكانوا يدفعون باتجاه مسار سياسي جديد مرسوم مسبقا، لكن الآن ليس هذا الأمر متوفرا كما يقول أحد أعضاء الحزب البارزين واصفا الوضع بانه يشبه رواية "أليس في بلاد العجائب" على اعتبار أن بعض الانتصارات الجانبية، مع دعم قوي من قيادة الحزب تكفي لتسيير الأمور.