عاجل| رغم جهود "سد الثغرات".. تأثير اقتحام إسرائيل معبر رفح الفلسطيني على مفاوضات الهدنة
قالت الباحثة في الشؤون العربية، أميرة الشريف، إن تداعيات كبيرة ستنتج عن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فعلى المستوى العملياتي فهو يعد أول تقدم عسكري يحققه جيش الاحتلال منذ شن العملية العسكرية البرية على قطاع غزة ردا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي وكبدة خلالها جيش الاحتلال هزائم فادحة بين قتيل وأسير.
الموقف الإسرائيلي من مفاوضات التهدئة
أضافت الشريف لـ"الرئيس نيوز": "وضعية المفاوض الإسرائيلي تحسنت كثيرا، وأصبحت السيطرة على المعبر ورقة ضغط كبيرة على حماس، وبالتالي على الحركة أن تقدم تنازلات لتدارك الأمر، وحتى تلويح المقاومة بوقف التفاوض بشأن الأسرى من وجهة نظري لن يغير في الأمر كثيرا فحكومة المتطرف نتنياهو لا تبالي منذ البداية بورقة الأسرى، كما أن ضغط الشارع والمعارضة الإسرائيلية ليس بقادر على تغيير مواقف نتنياهو وحكومته".
وتابعت أن قطاع غزة أصبح معزولا تماما عن العالم الخارجي، وأصبحت دولة الاحتلال هي المتحكمة عن جميع ما يدخل أو يخرج من القطاع، بعد السيطرة الأمنية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن حكومة الاحتلال لطالما قالت في أكثر من مناسبة إنها منزعجة عن عدم سيطرتها على المعبر الحدودي مع مصر، وأن فصائل المقاومة تستغله في تحسين وضعيتها.
تخوفات من مغامرة غير محسوبة
أكملت الشريف: "المشهد أصبح معقدا للغاية ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور، هل سيستمر الاحتلال في سيطرته على المعبر؟، هل سينسحب بعد تخريبه وإخراج المعبر من الخدمة؟، هل سيسند مهمته لشركة أمنية؟، هل سيشترط تسليم المعبر أمنيا للسلطة الفلسطينية؟، كل هذه الأسئلة مطروحة بقوة الآن، وعدم وجود إجابات إسرائيلية بشأنها يعقد المشهد أكثر".
اختتمت: "كل الخوف أن يكون التحرك الإسرائيلي الأخير مغامرة غير محسوبة من نتنياهو مثل جميع العمليات العسكرية والعدائية التي نفذها جيشه في خان يونس ووسط وشمال غزة ولم يحقق من خلالها أي نتائج فقط كانت من أجل اتباع سياسة الأرض المحروقة".
استمرار جهود التهدئة
وتستمر القاهرة في جهود التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة، وإنها تستضيف حاليا مفاوضين من طرفي النزاع إلى جانب أمريكا وقطر، وتسعى للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
ووافقت حماس خلال وقت سابق على الورقة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، لكن نتنياهو قال إن مجلس الحرب وافق علي تنفيذ عملية زعم أنها محدودة في منطقة رفح شرقا، وهي المنطقة المحاذية لمصر.
وفي الأثناء، قال مصدران مصريان إن جميع الوفود الخمسة المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في غزة "تجاوبت بشكل إيجابي"، الثلاثاء، مع استئناف المفاوضات، وأشارا إلى أنه "من المتوقع أن تستمر الاجتماعات صباح الأربعاء، بحسب "رويترز".
والوفود الخمسة المتواجدة في القاهرة هي من "حماس" وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر.
وذكر مصدر مطلع أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيسافر من القاهرة إلى إسرائيل في وقت لاحق الأربعاء للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.
حقيقة تولي مصر مسؤوليات أمنية في غزة
وفي وقت سابق الأربعاء، نفى مصدر مصري رفيع المستوى ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة.
وقال المصدر فى تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية": "لا صحة شكلا وموضوعا لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تولي مصر أي مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة من أي نوع".
وأكد المصدر أن هناك جهودا مصرية مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة.
ومساء الاثنين 6 مايو أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة رفح، وأعلن الثلاثاء أنه سيطر على الجزء الفلسطيني من معبر رفح وقطع الطريق بين المعبر وطريق صلاح الدين. كما أعلن استكمال عملياته العسكرية في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة.
من يتولى مسئولية معبر رفح الفلسطيني؟
ذكرت صحيفة هآرتس، أن إسرائيل التزمت أمام الولايات المتحدة ومصر بتقييد عمليتها في رفح التي بدأت الاثنين بهدف حرمان حماس من السيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط غزة بمصر، والتركيز على الجانب الشرقي من المدينة.
وأشارت "هآرتس" أن شركة أمنية عملت في العديد من دول إفريقيا والشرق الأوسط، حيث قامت بحراسة المواقع الاستراتيجية مثل حقول النفط والمطارات وقواعد الجيش والمعابر الحدودية الحساسة، وتوظف قدامى المحاربين من وحدات النخبة في الجيش الأمريكي، سوف تتولى مسؤولية معبر رفح، وبموجب التفاهمات عندما تكمل إسرائيل عمليتها ستتولى الشركة الأمريكية مسؤولية تشغيل المنشأة.
ووفق الصحيفة يشمل الاتفاق مراقبة البضائع التي تصل إلى قطاع غزة من مصر ومنع حماس من إعادة السيطرة على المعبر.
وتنص الاتفاقية أيضا على أن تقدم إسرائيل والولايات المتحدة المساعدة للشركة عند الضرورة.