عاجل| "اتحاد القبائل العربية" والعرجاني.. مخاوف وشبهات تثير الجدل في مصر
مصطفى بكري: اتحاد القبائل العربية "جمعية أهلية" لا علاقة لها بالجيش.. ولا شبهات على العرجاني
حالة من الجدل انفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن ماهية "اتحاد القبائل العربية"، وأهدافه، ومدى تماهي الكيان الجديد مع المؤسسات الرسمية للدولة، لم يكن تدشين الاتحاد في حد ذاته مثار التساؤلات بقدر اللغط الذي أثاره ارتباط اتحاد القبائل باسم إبراهيم العرجاني أحد شيوخ قبيلة الترابين والذي تدور حوله الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تصل حد الشبهات.
الأمر أثار حفيظة العديد من النشطاء، محذرين من السيناريوهات الموجودة في البلدان المجاورة، مثل ميليشيا "الدعم السريع" في السودان التي تتمرد حاليا على السلطة الشرعية، ووحدات حماية الشعب "قسد" الكردية في شمال سوريا، فضلا عن التكتلات المسلحة على أساس طائفي وعرقي.
في الوقت ذاته، بادرت أحزاب المعارضة بإصدار بيانات تستهجن فيها تدشين الكيان الوليد، وقال حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في بيان له: "نرفض ما يسمى اتحاد القبائل العربية، انتهاك للدستور والقانون وتهديد للأمن القومي".
المتحدث باسم "اتحاد القبائل العربية"، البرلماني مصطفى بكري قال في تصريحات لـ"الرئيس نيوز"، إن "الاتحاد عبارة عن إطار شعبي وطني هدفه دمج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد، ويسعى للحصول على ترخيص رسمي، ارتكازا إلى قانون الجمعيات الأهلية رقم 149 لسنة 2019، بحيث يكون كيان أهلي مدني داخله العديد من الكيانات الأخرى والرموز والمشايخ والعواقل".
وأضاف بكري، "إن تأسيس هذا الاتحاد له عدة أهداف، من بينها وحدة الكيانات القبلية، ثم الدفاع عن ثوابت الدولة المصرية، وإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية في العديد من المناطق المهمة على أرض مصر، بالإضافة إلى الاهتمام بقضية الوعي ومواجهة الشائعات وحروب الجيل الرابع، وأضيف إلى ذلك العديد من النشاطات الشبابية والثقافية الأخرى".
وعن تشابه الاتحاد ودوره مع اتحاد قبائل شمال سيناء، أكد بكري أن لكل منهم دور مختلف، وكشف أن اتحاد قبائل شمال سيناء كان هدفه مواجهة الإرهاب، وكان يعمل تحت إشراف القوات المسلحة، وبعد أن انتهى من مهمته، قام بتسليم كافة الأسلحة إلى الدولة، وأصبح بالفعل كيان مدني.
وتابع بكري، أن اتحاد القبائل العربية، لا علاقة له بالقوات المسلحة، إلا فقط أنه يحترمها ويحترم مؤسسات الدولة المصري، وهو كيان مدني لا علاقة له بأي شكل من الأشكال بالقوات المسلحة، إلا أنه يساند القوات المسلحة والدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة.
وحول حديث البعض عن التخوفات التي تشير إلى إمكانية تحول الاتحاد إلى ميلشيات مسلحة، قال بكري: "ليس صحيحا أن يتحول الاتحاد إلى ميلشيات خارج سيطرة الدولة، والمادة 200 من الدستور تمنع تشكيل ميليشيات عسكرية أو غير عسكرية، وهذه المادة تؤكد أن الاتحاد سيكون احدى منظمات المجتمع المدني الخاضعة لقانون الجمعيات الأهلية"، موضحا أن هذا القانون يحدد العلاقة ويضع الإطار ويحدد مسار هذه الجمعيات.
كما كشف المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية، أنه تم حتى الآن الاتفاق على عدة أسماء، هم إبراهيم العرجاني، أحمد رسلان "رئيس لجنة الشئون العربية في مجلس النواب السابق" - نائبا، واللواء أحمد ضيف صقر "محافظ الغربية السابق" – نائبا.
وختم بكري بالقول، إن كل المخاوف التي يطرحها البعض غير دقيقة وغير مدروسة، ولا يوجد لها أي أساس، موضحًا أن هناك حملة "مسمومة" تستهدف إبراهيم العرجاني دون دليل، وذلك لموقفه القوي في مواجهة الإرهاب وهو يعرف تماما ماذا يقول وكيف يرد على هذه الأساليب، وكل من انضوى تحت راية هذا الاتحاد يعرف جيدا من هو العرجاني.
وعلى الرغم من نفي المتحدث باسم اتحاد القبائل العربية أي علاقة للكيان الجديد بالقوات المسلحة، وعدم حيازته أي أسلحة، وأنه لم ولن يكون ميلشيا مسلحة، إلا أن ظل الشق الثاني من التساؤلات عالقا بشأن التحفظات على شخص إبراهيم العرجاني.
من هو إبراهيم العرجاني؟
إبراهيم جمعة العرجانى مواليد الشيخ العام 1971، يبلغ من العمر 53 عاما، في الوقت الحالي هو أحد رجال الأعمال في مصر، ولد في منطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، وهو أبرز أفراد قبيلة الترابين.
تولى منصب رئيس مجلس إدارة قائمة شركات أبناء سيناء، وشركة مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار، وهو رئيس مجلس إدارة شركة جلوبال أوتو للسيارات.
يرجع ظهور اسم إبراهيم العرجاني إلى ديسمبر 2008 وذلك إثر صدامات مع جهاز الداخلية بشمال سيناء على خلفية مقتل ثلاث من أبناء قبيلة الترابين على يد أفراد من الداخلية بزعم عدم امتثالهم للوقوف بالقرب من أحد النقاط الحدودية فأردوهم قتلى، وقد تم اكتشاف الجثث بالقرب من مكب نفايات، أثناء تكثيف القبيلة البحث عن ذويهم، الأمر الذي أثار غضبهم، وتطور الصدام إلى حد محاصرة قسم الشرطة واحتجاز بعض العناصر الشرطية، وقد كان في صدارة تلك المواجهات إبراهيم العرجاني وسالم أبو لافي، الأمر الذى انتهى بإلقاء القبض عليه.
يذكر أن إبراهيم العرجاني هو شقيق أحمد العرجاني أحد القتلى برفقة اثنين آخرين، وقد قضى العرجاني عامًا خلف القضبان، تعرض فيها إلى "معاملة خشنة" -بحسب تصريحات له في حوارات صحفية عقب الإفراج عنه مع مجموعة من بدو سيناء في 13 يوليو 2010، لتخفيف الاحتقان بينهم وبين القبائل في سيناء.
مع انهيار نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في 25 يناير 2011، تحولت سيناء إلى بؤرة للجماعات الإرهابية ومأوى لقيادات التنظيمات الإرهابية القادمة من ليبيا وسوريا والعائدين من أفغانستان، مستغلين حالة السيولة الأمنية التي أصابت مصر عقب تفكك مؤسسات الأمنية للنظام، الأمر الذي بات يمثل خطرا على الأمن القومي.
عقب وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، أعلنت القوات المسلحة حربا على الإرهاب لتطهير سيناء، وبحسب النائب مصطفى بكري، فإن إبراهيم العرجاني كان وراء بيان قبيلته الترابين في 2017/11/29 والذي دعا كل قبائل وعائلات سيناء إلى تشكيل اتحاد للقبائل لمعاونة الجيش والشرطة ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن العرجاني كان هو مهندس اجتماع عدة قبائل وعائلات وأصدروا البيان الأول للاتحاد في 2017/11/30، والذي أعلنوا فيه بدء المواجهة مع الإرهابيين جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة.
اتحاد قبائل شمال سيناء
الاتحاد الأول الذي دشنه العرجاني كان يحمل اسم "اتحاد قبائل شمال سيناء"، يضيف بكري قائلا: "لأنه (العرجاني) ارتبط بعلاقه نضالية هو وصديقه الأعز سالم لافي الذي استشهد في منطقة البرث معقل الترابين، وكانا صديقين للشهيد أحمد المنسي.. لأنه ما زال يرعى ويدعم ويشرف على اتحاد قبائل سيناء الذي كان له دوره في تطهير سيناء من الإرهاب جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة، ولأنه له دور اجتماعي وتنموي مع أهله في سيناء".
وقد تعرض العرجاني إلى عدد من محاولات الاغتيال على يد تابعين لما يعرف بتنظيم داعش وتفجير منزله، وقد قتل صديقه سالم أبو لافي 10 مايو 2017.
ما سبق استعراضه من معلومات قد تفسر طبيعة علاقة العرجاني بالمؤسسات الرسمية للدولة، بوصفه أحد شيوخ قبائل سيناء الذي ساند الدولة في معركتها ضد الأرهاب، ولكن ما يثير حفيظة البعض هو التساؤلات عن مصدر أموال العرجاني والتي قدمته إلى الشأن العام بوصفه أحد كبار رجال الأعمال وصاحب مؤسسة "العرجاني جروب"، وهي كلها تساؤلات لا أحد يمتلك إجابتها سوى العرجاني نفسه.
"لا يوجد عليه شائبة، ولم يتم توجيه أي اتهامات له"، يستكمل النائب مصطفى بكري: "من يريد أن يضع علامات استفهام فليضعها، ولكن الحقيقة والواقع أنه لا يوجد أي اتهام للشيخ إبراهيم العرجاني، وهو رجل ناضل كثيرا ودفع ثمنا كبيرا نتيجة موقفه الواضح الداعم للدولة المصرية في مواجهة تيار التطرف، وقال: "اخترناه رئيسا للاتحاد لأنه قادر على تقديم دعم ومساعدة في الكثير من الأمور، وكان اختياره بالإجماع، لأنه يسعى لخلق فرص اقتصادية تنموية في العديد من المحافظات".