الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أنا وأنت أهم من طه حسين".. المفكر السوري فراس السواح ويوسف زيدان يثيران الجدل

الرئيس نيوز

"أنا وأنت أهم من طه حسين".. تصريحات أدلى بها المفكر السوري فراس السواح ردًا على سؤال للكاتب يوسف زيدان، أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، ما القصة؟.

القصة بدأت خلال المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة تكوين الفكر العربي، الذي أقيم بالمتحف المصري الكبير تحت عنوان "خمسون عامًا على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟" عندما سأل يوسف زيدان، المفكر السوري فراس سواح: "أنت أهم أم طه حسين؟، ليرد الأخير "أنا أهم وأنت أهم".

"مجرد دعابة"

رد  فراس السواح على سؤال يوسف زيدان بشأن عميد الأدب العربي طه حسين أثار موجة من الانتقادات دفعت المفكر السوري إلى تبرير موقفه بأنه "مجرد دعابة" يمازح بها زيدان.

يوسف زيدان يرد

وعلق الكاتب يوسف زيدان، عبر حسابه على "فيسبوك"، على الانتقادات التي طالته هو فراس السواح، معتبرًا أن الحديث الذي جمعه بالمفكر السوري حول أهمية إسهامات عميد الأدب العربي طه حسين "محادثة مازحة".

وكتب زيدان: "شيء عجيب فعلًا.. بالأمس في افتتاح مؤتمر مؤسسة تكوين للثقافة العربية وفي غمرة نقاشنا حول أهمية طه حسين وأهمية التواصل مع أفكاره المستنيرة، جرى بيني وبين الباحث الكبير فراس السواح محادثة مازحة، سألته خلالها: هل أنت أهم أم طه حسين؟ فأجابني ممازحًا: أنا وأنت أهم منه.. واستكملنا الحوار بعد ذلك بشكل جاد".

"هجوم سطحي"

وتابع: "فجأة بعد ساعتين فقط، انتشر مقطع مجتزئ من جلسة المؤتمر.. وانهالت علينا لعناتُ الغاضبين وهجومهم السطحي دون أي جهد للتأكُّد من المزاح المقتطع من سياقه، وانفجر غضب لا سبب له، ولا داعي".  

وعلى خط الأزمة، انتقد الكاتب مدحت العدل، الكاتب يوسف زيدان، والباحث السوري فراس السراج، بسبب ما ذكراه عن عميد الأدب العربي طه حسين.

"لعن الله الغرور"

كتب الكاتب مدحت العدل، عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "في معرض سؤال سأله يوسف زيدان للباحث السوري فراس السواح: من أفضل أنت أم طه حسين؟!، فكان رد السواح أنا وأنت أفضل من طه حسين".

وقال العدل: "السواح له أبحاثه وكتبه التي تحرك العقل العربي من ركوده سواء اتفقت معها أم اختلفت، وهو شيء محمود. وكذلك يوسف زيدان له بعض الأبحاث والروايات -التي أقصي ما يقال عنها إنها جيدة- هذا هو إسهام الاثنين في عالم الأدب والثقافة العربية، أما طه حسين ذلك العملاق الذي زلزل المفاهيم التقليدية للفكر المسجون، ودخل معارك فكرية فتح بها آفاق رحبة ومحلقة للعقل العربي ومستقبل ثقافته في كتابه الخالد (مستقبل الثقافة)، وغيره من الكتب التي أرشدتنا -بل وأرشدت السواح وزيدان- كيف نفكر ونقاوم ونتطور".

وتابع: "عظمة عميد الأدب العربي، أن إسهاماته لم تقف على رأي يقوله، أو كتاب يكتبه بل دخل الحياة العملية، بكل عنفوانها فأنشأ كثيرًا من الجامعات، ودخل معركة تعليم البنات في مصر وكسبها وإنجازات عديدة، تؤكد أن قيمة طه حسين، ليست في تأسيسه لمنهج تفكير عقلي عربي مستنير أحدث ثورة، بل وإسهاماته العملية في تطور مجتمعه، بما لم يستطعه أي أديب أو مفكر عربي.. هذه بعض كلمات لا تفي الأستاذ حقه أبدا، وهناك آلاف الكتب والدراسات عنه لمن يريد المزيد".

وختم العدل: "السيدان فراس وزيدان، لعن الله الغرور، والذات المنتفخة التي تجعل من صاحبيهما لا يريان الحقيقة.. كما قال نزار قباني هو ليس بأعمي بل نحنُ جوقة العميانِ".

يشار إلى أن الكاتب والروائي يوسف زيدان دأب على إثارة الجدل خلال الفترة الماضية، مثل تصريحات بشأن موقع المسجد الأقصى، ورأيه في الشخصية التاريخية البارزة صلاح الدين الأيوبي.

من هو فراس السواح؟

فراس السواح من أبرز المفكرين العرب، ونشر أبحاثه الأولى في الآداب اللبنانية عام 1960، وفي عام 1976 أصدر كتابه التأسيسي والرصين "مغامرة العقل الأولى"، وأصدر عام 1985 كتابه الشهير "لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة". 

ومنذ عام 1986 تفرغ لدراسة التاريخ والأركيولوجيا والميثولوجيا وتاريخ الأديان بشكلٍ مستقل، فصدرت له الكثير من الكتب، مثل: "كنوز الأعماق: قراءة في مَلْحمة جلجامش"، و"تاريخ أورشليم"، و"مدخل إلى نصوص الشرق القديم"، و"موسوعة تاريخ الأديان"، و"الوجه الآخَر للمسيح"، و"الإنجيل برواية القرآن"، و"طريق إخوان الصفاء"، و"ألغاز الإنجيل"، و"القصص القرآني ومتوازياته التوراتية". 

وأصدَر في بكين بالتعاون مع الدكتور "تشاو تشنج كو" كتابًا باللغتَين الصينية والعربية عن الحكيم الصيني "لاو تسو". كما ساهَمَ بكتابَين باللغة الإنجليزية صدرا في بريطانيا، هما: "أورشليم بين التوراة والتاريخ"، و"جدليات إسرائيل القديمة وبناء الدولة في فلسطين".