الشرطة الألمانية تلجأ للعنف لفض اعتصام متضامن مع غزة

في العاصمة الألمانية برلين، قامت الشرطة، أمس السبت، بتفريق اعتصام نظمته مجموعة من المتضامنين مع فلسطين في حديقة جامعة هومبولت وقبل تدخل الشرطة، طلبت رئيسة الجامعة جوليا فون بلوميتهال من المعتصمين فض احتجاجهم، لكنهم رفضوا ذلك الطلب، ثم تدخلت الشرطة وأخرجت المعتصمين من الحديقة وخلال الاعتصام، ردد المتظاهرون هتافات مثل “غزة حرة” و"أوقفي ألمانيا شحنات الأسلحة لإسرائيل" و"أوقفوا الإبادة الجماعية" و"تحيا فلسطين".

يأتي هذا الحدث في سياق امتداد الاحتجاجات التي انطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات بالاعتصام ضد الحرب الإسرائيلية على غزة في 18 أبريل وشهد اعتصام جامعة كولومبيا في نيويورك مطالبة إدارة الجامعة بوقف أوجه التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها من شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

وتوسعت حالة الغضب لتشمل عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا. ومن ثم، انتقلت الحركة الطلابية غير المسبوقة لدعم فلسطين إلى جامعات في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند.

وأشار موقع دويتش فيله الإخباري الألماني إلى أن الاحتجاجات في حرم الجامعات الأمريكية ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة قد انخفضت بعد حملة قمع واسعة النطاق من قبل الشرطة.

تم اعتقال أكثر من 2000 شخص في الأسبوعين الماضيين في جميع أنحاء البلاد، واتهمت الشرطة في بعض الأحيان باستخدام القوة غير المتناسبة لتفريق المتظاهرين.

وفي العديد من الحالات، عقد مديرو الجامعات صفقات مع المتظاهرين حتى يمكن إجراء امتحانات نهاية العام وحفلات التخرج دون انقطاع كما شهدت بعض المسيرات، ولا سيما في جامعة شيكاغو وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، اشتباكات عنيفة عندما تعرضت مخيمات المتظاهرين لهجوم من قبل متظاهرين مناوئين.

وقال الرئيس جو بايدن إنه بينما تسمح الولايات المتحدة بالمعارضة، إلا أنه يجب التعبير عن ذلك ضمن حدود معينة مضيفًا: "نحن مجتمع مدني، ويجب أن يسود النظام"، وظهرت معسكرات الاحتجاج في دول عديدة حول العالم، بما في ذلك أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا والمكسيك.

اعتقال العشرات أثناء قيام الشرطة بإخلاء مخيم مؤيد للفلسطينيين في معهد شيكاغو للفنون

 ومساء أمس السبت الماضي، قامت الشرطة الأمريكية بالقبض على حوالي 50 شخصًا، من بينهم بعض الطلاب، في معهد “شيكاغو للفنون”. وذكر المتحدث باسم المعهد أن مجموعة من الأفراد بدأت احتجاجًا في حديقة “نورث جاردن” التابعة للمعهد، ومع تقدم المظاهرة، حاصر المتظاهرون أحد أفراد شرطة الأمن ودفعوه وسرقوا مفاتيح المعهد وأغلقوا مخارج الطوارئ وسدوا البوابات. تم عرض مكان بديل على المتظاهرين لمواصلة الاحتجاج في الحرم الجامعي، لكنهم رفضوا هذا العرض.

وأكد المتحدث أن إدارة شرطة شيكاغو ساعدت في إنهاء الاحتجاجات واعتقال الأفراد، تستمر الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، حيث يطالب المتظاهرون بسحب أموال الجامعات من العمليات العسكرية والحكومية الإسرائيلية في غزة، ومن الشركات التي يزعمون أنها تستفيد منها.

ورغم رفض بعض الجامعات سحب استثماراتها، فإن جامعات أخرى تجري محادثات مع الطلاب المتظاهرين لمعالجة مخاوف الاستثمار، يجب أن يتم التعامل مع هذه الاحتجاجات بحذر، حيث يمكن أن تنجرف إلى اتجاهات قاتمة وتؤدي إلى تصاعد التوترات والتحريض ضد السامية، وقد شهدت الشرطة عمليات كبرى لإخلاء مخيمات احتجاج مؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك مبنى يشغله طلاب في جامعة كولومبيا.