هل تنجح الضغوط الأمريكية في منع الجنائية الدولية من اتخاذ قرار ضد إسرائيل؟
أكد الدكتور منير نسيبة، أستاذ القانون الدولي بجامعة القدس، أن التهديد الذي يقوم به الإسرائيليون للمحكمة الجنائية الدولية مخالف للقانون الدولي.
المحكمة الجنائية الدولية تحاسب الأفراد
وقال نسيبة، في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "المحكمة الجنائية الدولية تحاسب الأفراد ولا تحاسب الدول، وسوف تركز على مجموعة من الأفراد المتهمين بجرائم الحرب وجريمة الإبادة الجماعية، في الماضي قام دونالد ترامب حين كان رئيسًا للولايات المتحدة بمعاقبة المحكمة وأفرادها وفي نهاية الأمر لم يستطع أن يغير وجهة المحكمة".
وأضاف: "المحكمة موجودة تحت ضغط كبير، وكريم خان المدعي العام للمحكمة قصر في تقديم مذكرات اعتقال بحق المسؤولين عن جرائم الحرب ولكن الضغط الذي يشكله القانون ومجموعة كبيرة من دول العالم لدفع المحكمة للقيام بواجبها أكبر من أن يهمل".
وتابع: "القانون الدولي لم يستقل عن السياسية وبالتالي القوة التي يحاول الأمريكيون وحلفائهم إظهارها أمام المحكمة والتخويف والرد الذين يحاولون إظهاره من المحتمل أن يؤثر على راي المدعي العام، وفي نهاية المطاف المدعي العام هو الشخص المخول بلوائح الاتهام ومذكرات الاعتقال وإذا دفع إلى غير الوجهة الصحيحة ربما يغير رأيه".
الضغط في الاتجاه المقابل
وأكمل: "من الواجب علينا الآن كدول عربية أن نضغط في الاتجاه المقابل وألا نترك الساحة للأمريكيين وحلفائهم بأن يضغطوا ويهددوا المحكمة، ويجب أن تسعى جامعة الدول العربية والجنوب العالمي ومنظمة التعاون الإسلامي وكل هذه المنظمات التي تنظر للقانون الدولي بشكل يختلف تمامًا عن وجهة نظر الأمبريالية".
وأوضح: "لا يوجد للولايات المتحدة قوة فيتو أمام المحكمة تشبه ما هو لديها أمام مجلس الأمن، الفيتو موجود في مجلس الأمن فقط أما في محكمة الجنايات الدولية فإن الولايات المتحدة ليست حتى طرف في المحكمة ولا يوجد لها قوة مباشرة في هذه المحكمة، ولكن الولايات المتحدة دولة مسيطرة في العالم وتضغط بكل الاتجاهات ويمكن أن تخيف المحكمة أو تخيف دول في العالم".
واختتم: "من وجهة نظري لن يكون بمقدور الولايات المتحدة في نهاية المطاف إذا عمل كريم خان بإصدار المذكرات، لن يكون بإمكان الولايات المتحدة أن تفعل أي شيء، العالم ليس عجينة تشكلها الولايات المتحدة كما تريد".
