واشنطن والرياض تقتربان من اتفاق دفاعي يهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط
تتشكل في كوليس السياسة الخارجية صفقة دفاعية سعودية أمريكية جديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط – لكن إسرائيل لا تستطيع الانضمام وهي لا تزال في حالة حرب، وتقول صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن الرياض وواشنطن عازمتان على التوصل إلى النسخة النهائية لذلك الاتفاق سواء بإسرائيل أو بدونها، وذكرت تقارير أن اتفاقا أمنيا سعوديا أمريكيا جديدا يجري التفاوض بشأنه، وفقًا لصحيفة بيزنس إنسايدر.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق المزمع توقيعه بين واشنطن والرياض يشبه الاتفاق الذي تمت صياغته قبل أن يخرج عن مساره في 7 أكتوبر بسبب عملية طوفان الأقصى أما الصفقة التي يطلق عليها "الخطة ب" والتي تتضمن إسرائيل، فهي مستبعدة حتى الآن بسبب حربها الانتقامية الجارية على غزة.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تقتربان من التوصل إلى اتفاق تاريخي يمكن أن يعيد تشكيل الشرق الأوسط - من خلال تجنب القضية الشائكة المتمثلة في الحرب الإسرائيلية في غزة.
ووفقًا لبلومبرج، ستتضمن الصفقة تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية للمملكة العربية السعودية ومشاركة التكنولوجيا الرئيسية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية والحوسبة الكمومية، الفيزيائية، ومن شأن الصفقة أن تسمح للولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة وتزويد السعوديين بحصن ضد إيران والجزء المفاجئ من الصفقة هو أنها ستستبعد إسرائيل في الوقت الحالي.
تشبه الصفقة الجديدة المقترحة إلى حد كبير صفقة سابقة، وافقت بموجبها المملكة العربية السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل ضمانات أمنية وتكنولوجية ولكن تطورات الأوضاع منذ أكتوبر الماضي والحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل على غزة، كانت سببًا في إخراج هذه العملية عن مسارها.
ويعتقد بعض المحللين أن هذه كانت الخطة بالضبط: أن حماس أرادت تدمير أي فرص للتطبيع الإسرائيلي العربي وقالت المملكة العربية السعودية بعد ذلك إنها لن توافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا إذا أوقفت هجماتها على غزة ووافقت على إنشاء دولة فلسطينية.
ويبدو أن ذلك يمثل عقبة كبيرة على الطريق. ومن المرجح أن ترفض إسرائيل الطلب السعودي بإقامة دولة فلسطينية، ولا تظهر حملتها في غزة أي علامات على التراجع، لذا، في الوقت الحالي، ذكرت صحيفة الغارديان أن السعوديين يقترحون "خطة بديلة" تحتوي على العديد من فوائد الصفقة الأصلية مع استبعاد إسرائيل.
ووفقا للتقرير، ستتم دعوة إسرائيل للانضمام إلى الاتفاقية، ولكن إذا رفضت، فمن الممكن الاتفاق عليها على أي حال.
وبموجب الاتفاق، سيوافق السعوديون على استبعاد الصين من التكنولوجيا الرئيسية، حسبما ذكرت بلومبرج. في العام الماضي، أفاد موقع إنسايدر عن صفقات بين المملكة والصين بشأن تكنولوجيا المراقبة، حيث تسعى بكين لتحل محل الولايات المتحدة كوسيط اقتصادي وسياسي إقليمي.
وتفوقت الصين على الولايات المتحدة في عام 2023 من خلال التفاوض على اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهما خصمان إقليميان منذ فترة طويلة.
وكانت الولايات المتحدة، في الأسابيع الأخيرة، تضغط على إسرائيل للتفاوض على وقف إطلاق النار في حملتها على غزة وسط تزايد المعارضة المحلية والدولية للحرب. ووفقًا للسلطات الصحية في غزة، فقد أودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من المدنيين هناك وقد طرحت الولايات المتحدة احتمال التطبيع مع المملكة العربية السعودية كحافز لإسرائيل.
لكن المتشككين يقولون إن الاتفاق الأمريكي السعودي الذي يستثني إسرائيل من غير المرجح أن يحظى بموافقة الكونجرس، الذي يعتبر إسرائيل منذ فترة طويلة أهم حليف إقليمي له.