باحث: الهجوم على رفح سيقضي على ملف الأسرى الإسرائيليين إلى الأبد
أكد عادل شديد، الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، أن الحرب على غزة لا تقترب من نهايتها مشيرا إلى وجود اقتناع لدى كثيرين بالمجتمع الإسرائيلي وخاصة النخب العسكرية أن إمكانية الحسم العسكري والنصر الحاسم لم تعد موضوعية وأن مرحلة النصر انتهت.
وقال شديد في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "في نفس الوقت لازالت احتمالية التوصل إلى صفقة بعيدة واعتقد أن السبب قناعة الجميع رغم عدم قدرتهم على تحقيق شيء أن الذهاب إلى صفقة يعني هزيمة وانهيار ما تبقى من منظومة الامن القومي الإسرائيلي".
وأضاف: "السبب لآخر هو الحالة المعقدة داخل مركبات المنظومة السياسية والأمنية سواء داخل مجلس الحرب أو في الشارع الإسرائيلي نفسه وكل ذلك تؤدي إلى تعقيد المشهد الإسرائيلي ويفتح المجال إلى مزيد من التنافس السلبي حول من الذي سيظهر بالمظهر العدواني والمتطرف والبطش أكثر تجاه الفلسطينيين".
وتابع: "لا شك أن هنالك تناقض ومفارقة؛ أكثر ما يزعج النخبة العسكرية هو أن تتحمل المسؤولية في حال انتهاء ملف الأسرى، وخاصة أن هناك تقديرات وقرارات في إسرائيل أن الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما لا نهاية وقد ينهيه إلى الأبد بالإضافة إلى إخفاق النخبة العسكرية بالسابع من أكتوبر وما تلى ذلك وكل هذا الموضوع سوف يؤثر سلبيا ليس فقط على النخبة العسكرية كأشخاص ولكن كمنظومة وسوف تتعرض إلى هزة شديدة أمام جمهورها".
وأوضح: "فقدان الجمهور الإسرائيلي لثقته في المنظومة العسكرية والأمنية يشكل بداية خطر وجودي على إسرائيل وأن يشعر المواطن أن جيشه رغم ما يملكه من قدرات فهو غير قادر على تحقيق الامن؛ بعض النظر عن موقف النخبة العسكرية، يبقي القرار في يد نتنياهو وشركائه بنغفير وسموتريتش وحتى هذه اللحظة لا أرى أن هناك تغيير جذريا جدا يمكن البناء عليه".
واختتم: "كل ما يشاع ويقال عن انفراجه وفرصة إنما يراد منه مسألتين الأولى مزيد من الضغط على الوسطاء العرب وحركة حماس لتخويفها من مسألة الهجوم على رفح ثم إظهار نتنياهو أمام الإسرائيليين أن هناك صفقة تحقق الشروط الإسرائيلية وتعيد الأسرى".