الذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة على رأس أولويات تعزيز العلاقات الإيطالية المصرية
التقى وزير المشاريع الإيطالي بمسؤولين من الحكومة المصرية حول الموضوعات الأكثر استراتيجية بالنسبة لأفريقيا، من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة، مرورًا بالقضايا الحاسمة، كل ذلك ضمن الإطار الاستراتيجي لخطة ماتي التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإيطالية المصرية، وفقًا لمجلة ديكود 39 المتخصصة في شؤون التكنولوجيا الرقمية.
وفي الأثناء، يقوم وزير الأعمال والصناعة في إيطاليا، أدولفو أورسو، بمهمة عمل تستغرق يومين إلى القاهرة للمشاركة في سلسلة من الاجتماعات الثنائية واجتماعات الأعمال في سياق مبادرات خطة ماتي الإيطالية لأفريقيا ويرافقه مجموعة من ممثلي الشركات الرائدة في إيطاليا، شرع في دفع جهود الحكومة الإيطالية لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع مصر.
والتقى الوزير أورسو بوزير التجارة والصناعة أحمد سمير لبحث التعاون الصناعي والدعم الإيطالي للشركات الصغيرة والمتوسطة المصرية، وركزوا على أربع مناطق صناعية تم تحديدها خلال زيارة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني في 17 مارس الماضي.
كما التقى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر ووزير البترول والثروة المعدنية طارق الملين لبحث تطوير وربط شبكتي الطاقة الإيطالية والمصرية.
ولم تكن الزيارة تتعلق فقط بالقضايا الأساسية للتعاون الإيطالي المصري، وشملت الموضوعات التي تم طرحها مثل الذكاء الاصطناعي والتعاون في مجال الفضاء، حيث تتطلع روما والقاهرة إلى تعزيز التعاون المتبادل. ولتحقيق هذه الغاية، اتفق الوزير أورسو مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي بالقاهرة، بهدف إشراك أفريقيا في السباق العالمي لتطوير التكنولوجيا.
ويهدف المشروع إلى تعزيز تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء أفريقيا، وتوفير التدريب والدعم للدول الأفريقية في هذا المجال سريع التطور كما أنه سيسهل الشراكات بين المؤسسات البحثية والشركات في كل من مصر وإيطاليا.
ووقعت وكالة الفضاء الإيطالية ووكالة الفضاء المصرية التي تم إنشاؤها مؤخرًا مذكرة تفاهم لتهيئة الظروف للتعاون الرئيسي في علوم وتكنولوجيا الفضاء بين الجامعات ومعاهد البحوث والشركات في البلدين وستشمل مجالات التعاون الأخرى مراقبة الأرض والاستشعار عن بعد والتطبيقات الفضائية ومشاريع بناء القدرات، وستكون مراقبة كوكب الأرض، وخاصة فيما يتعلق برصد تأثير تغير المناخ على الاقتصاد المصري، مجالًا مهمًا للتعاون المحتمل.
ما هي خطة ماتي؟
يشمل مشروع السياسة الخارجية المميز للحكومة الإيطالية سلسلة من المشاريع الطموحة. وتسعى إيطاليا إلى تعزيز دورها كمركز للطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز الربط بين الكهرباء والغاز، بما في ذلك مع مصر. علاوة على ذلك، هناك تركيز قوي على التعاون في مجالات الاتصال وكابلات البيانات البحرية.
وتستضيف مصر 90% من كابلات البيانات بين الشرق والغرب، والتي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وهي تستثمر بكثافة في توسيع الشبكة، مما يجعلها شريكا استراتيجيا لإيطاليا في الاقتصاد الرقمي.
وتقع إيطاليا ومصر في قلب البحر الأبيض المتوسط وعلى مفترق طرق ثلاث قارات: أوروبا وإفريقيا وآسيا وأشار الوزير أورسو إلى أن إيطاليا، بموانئها وبنيتها التحتية للطاقة وخطوط الكابلات، ترى في مصر شريكًا رئيسيًا في تنمية المنطقة بأكملها.