الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

اعتراف نادر.. جندي إسرائيلي: ما شاهدته على الأرض جعلني ضد الاعتداءات الإسرائيلية

الرئيس نيوز

كانت حرب إسرائيل في غزة واحدة من أكثر الحروب دموية وتدميرًا في العصر الحديث ويزعم جيش الاحتلال أنه يستهدف حماس والمقاومة الفلسطينية فقط، ولكنه متهم بفرض عقاب جماعي وحشي على جميع سكان قطاع غزة، وكافة المزاعم التي تتبنى خلاف ذلك هي مزاعم كاذبة جملة وتفصيلا.


وفي شهادة نادرة، وثقها حساب القناة الرابعة البريطانية على يوتيوب، تشانيل فور نيوز، اعترف جندي إسرائيلي شارك في الحرب الإسرائيلية الانتقامية الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي بأنه يعتقد أنه شاهد بأم رأسه وقوع جرائم حرب، وقال إن ذلك محتمل للغاية، فالافتراض الأساسي أن من قتلهم جيش الاحتلال ينتمون إلى حماس، ومن ثم فإن جميع الإسرائيليين الذين سلكوا طريق القتال، لابد أنهم تورطوا في قتل أشخاصٍ ليسوا ضمن صفوف حماس.


وحفاظًا على حياة الجندي وخوفًا من انتقام جيش الاحتلال منه، استعانت القناة الإخبارية البريطانية باسم مستعار هو "جيك" واستعانت كذلك بممثل يروي بصوته الإفادات التي أدلى بها الجندي الإسرائيلي الحقيقي، ويعد الفيديو، ومدته تزيد على 11 دقيقة وثيقة جديدة تشهد على وقوع الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة المنكوب.
 

أخبر أحد الجنود مراسل القناة البريطانية عن الواقع ويقول أنه شاهد ما لا يمكن نسيانه لبقية حياته، وكان جيك، وهو ليس اسمه الحقيقي، قد خدم بالفعل في الخدمة العسكرية الإلزامية، معارضًا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعلى الرغم من أنه يدين رعب هجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، أسوأ هجوم منفرد تعرض له الإسرائيليون في تاريخهم، إلا أنه يدين كذلك الانتقام الذي لطخ أيدي جنود جيش الاحتلال بالدماء، وأدان المستوطنين الذين يتجولون ويقتلون المدنيين الأبرياء في كل مكان بالضفة الغربية وغزة، وقال إن هذه الممارسات يجب أن يتوقف، وأضاف: " في الأسبوعين الأولين، بدا الأمر على ما يرام، لذا نعم، كان الأمر منطقيًا وجاء رد جيش الاحتلال في غزة سريعا. أولًا، حملة قصف جوي واسعة النطاق ومميتة".

ولكن في مرحلة ما بدأ جيك يشعر بالقلق بشأن كيفية خوض الحرب، وكان يخدم في وحدة قائدة لكتيبة كانت تقاتل في غزة وبشكل أساسي استعان جيش الاحتلال بالطائرات بدون طيار التي ظلت تحلق فوق غزة، كان الأمر يشبه بعض ألعاب الفيديو، فالجنود يجدقون في الشاشات ويشاهدون مباني تنهار وأشجار تتساقط، كما لو كان الأمر مجرد فيلم على نتفيلكس، ولكن السبب الذي يجعل المرء يدرك حجم مسؤوليته عما يحدث هو من العوامل المهمة، فلحظة الوعي تقول للجندي إنها منازل حقيقية تم تدميرها ودكها بالكامل، ولا أحد يعرف، ربما كان هناك بعض الأشخاص بتلك المنازل، ولا أحد يمكنه أن يجزم إنهم من عناصر حماس أم مجرد سكان، وأيًا كانوا، لا توجد طريقة للتحقق من هوية من سقطت المنازل فوق رؤوسهم.


ومن ثم بدأ الجندي بسؤال نفسه، هل كل هذه الضربات الجوية ضرورية؟ أم أن الأمر هو وضع اليد اليمنى على الزناد وبدأ إطلاق النار، تلك النار التي لم ولن تتوقف، وقال الجندي الإسرائيلي إن أكثر ما أزعجه كان مشاهد احتفال بعض زملائه بالهجمات أو المشاركة فيها، فهذه المشاهد الاحتفالية غذت المرارة والكراهية الموجودة أصلا، وعندما تشاهد هذه الشاشات، ما هو مزاج الأشخاص الآخرين من حولك؟ يسعد الكثير من الناس برؤية مثل هذا الانتقام.


وفزع الجندي من وجهة النظر التي يتبناها إسرائيليون حول سكان غزة، وهي بالتأكيد خاطئة، فلا يمكن أن يكون كل سكان غزة متواطئون، وكثير من الناس في غزة لا علاقة لهم بحماس، يعيشون حياتهم البسيطة ويأملون في تربية أطفالهم في هدوء.


ويزعم جيش الاحتلال أنه يفعل كل ما في وسعه لتجنب وقوع إصابات، ويلقي باللوم على حماس في الاختباء بين السكان ولكن لقطات مثل تلك التي يتداولها النشطاء توثق كيف تم في بعض الأحيان مطاردة الفلسطينيين العزل عمدًا، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يحقق في هذا الحادث، لكنه وقع في منطقة قتال نشطة، ولن تعلن نتائج أي تحقيقات، وفي عدة مناسبات، تم تصوير مدنيين فلسطينيين فارين وهم يتعرضون لإطلاق النار، على أيدي جنود إسرائيليين على ما يبدو واستشهدت جدة طاعنة في السن بالرصاص بجوار طفل يلوح بالعلم الأبيض ويزعم جيش الاحتلال أنه يحقق في الحادث.


وقام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوثيق الحرب في غزة بأنفسهم على تيك توك وإنستجرام. وتظهر بعض مقاطع الفيديو جنودًا يقومون بتخريب منازل الفلسطينيين ويحتفل آخرون أو يسخرون من مستوى الدمار الهائل، وقال القادة إنه سيعاقب من ينتهك قواعد السلوك، ولن يتم توقيع أي عقوبات وقد أمر جيش الاحتلال بهدم المباني الرسمية والمنازل الفردية في جميع أنحاء غزة من أجل تفكيك حماس، لقد تورط الجنود في الثأر وإثارة الرعب لأن بعض القادة يعتقدون أنه كلما كان الرد قاسيًا كلما ردع ذلك المقاومة الفلسطينية لكي لا تفكر مرة أخرى في هجمات مماثلة لما حدث في 7 أكتوبر.


المثير للدهشة، وفقًا للجندي، هو انتشار أمر سخيف الآن عندما يأتي أشخاص لكي يبدأوا نوعًا من السياحة التي لا يقبلها أي عقل سوي، فهناك من يفكرون في الذهاب لرؤية الدمار لالتقاط صور له والتقاط صور سيلفي مع أنقاض منازل الفلسطينيين في غزة، وهناك من يذهبون لتصوير أنفسهم مع الدبابات، لذا يعتقد جيك أن بعض القرارات لم تكن متناسبة وأدت بالتالي إلى خلق هذا الإلهاء الإضافي عن حجم الكارثة.


وثمة أحزاب متطرفة صغيرة ولكن مؤثرة في حكومة نتنياهو وكانوا وراء الخطاب الأكثر تطرفا، بما في ذلك الدعوات لإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية داخل غزة، ويقول جيك: "المخيف هو عندما تسمع الإسرائيليين يتحدثون، يكون الأمر مخيفًا عندما يتحدثون عن الفلسطينيين، عندما يتحدثون عن الحل الذي يرونه لهذا الصراع.. هذه الأشياء مخيفة حقًا"، لا أحد يتخيل القضاء على شعب للاستيلاء على الأرض، وأضاف: "ولكن سمعت ذلك من عدد قليل من الأشخاص، وأصبح الأمر شائعًا في دوائر معينة لأن حرب إسرائيل في غزة كانت واحدة من أكثر الحروب دموية".