حماس تؤكد: الدور التركي ليس بديلًا لوساطة مصر وقطر
سلطت صحيفة تورنتو ستار الكندية الضوء على تصريحات المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، الأحد، التي أكد فيها أن زيارة إسماعيل هنية إلى تركيا تأتي في وقت حرج للغاية وأشار إلى أن محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه كانت من بين المواضيع التي تمت مناقشتها مع القيادة التركية.
وأضاف المسؤول في حماس: “لا نسعى لاستبدال الوساطة القطرية المصرية القيمة بالوساطة التركية، والزيارة لا علاقة لها بهذا الأمر”.
كما أوضح النونو إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يرفض وقف إطلاق النار الشامل وعودة النازحين، الأمر الذي لن يؤدي إلى أي اتفاق.
وتابع أن “الشخصيات المؤثرة في الحكومة الإسرائيلية غير جادة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة”.
وأكمل: “إنجاز إسرائيل الوحيد هو استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية، ولم تحقق أيًا من أهدافها”.
وفي وقت سابق السبت، التقى هنية ووفد من قيادة الحركة، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وبحث الجانبان خلال اللقاء ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية المستمرة لأهالي قطاع غزة، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية التركية لدعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع.
وكانت وكالة تاس الروسية قد نقلت عن هنية، في وقت سابق قوله إن حماس تتطلع لأن ترى روسيا ومصر وتركيا كدول ضامنة لغزة.
وفي حديثه عن الوضع الراهن في غزة، أشار إسماعيل هنية إلى أن "المقاومة لا تزال قوية".
وأكد هنية أنه يود أن يرى مصر وقطر والأمم المتحدة وروسيا وتركيا وفي المستقبل الولايات المتحدة بين الدول الضامنة للأمن في قطاع غزة، لكن إسرائيل تعارض ذلك.
وأضاف: "مطالبنا في هذا الشأن لا تزال سارية ونريد أن تكون مصر وقطر وتركيا وروسيا والأمم المتحدة دولا وهيئات ضامنة. وبطبيعة الحال، سوف تكون الولايات المتحدة أيضا قادرة على الانضمام في المستقبل.
ومع ذلك، فإن إسرائيل تعارض باستمرار هذا الأمر"، وجاءت تصريحات هنية عبر مقابلة أجرتها معه قناة خبر التلفزيونية.
وفي حديثه عن الوضع الراهن في غزة، أشار هنية إلى أن "المقاومة لا تزال قوية، وهي واقفة على قدميها بثبات، والشعب يقاوم ويبذل جهوده للدفاع عن نفسه".
وقال "في كل منطقة في غزة يقاوم أهلنا وقد ترك الجيش الإسرائيلي العديد من المناطق وهذا يمنحنا القوة".
وأشار هنية إلى أن "المساعدة اللبنانية قيمة للغاية بالنسبة لغزة، وبدونها سيقاتل الفلسطينيون بمفردهم".
وأضاف أن إيران "تقدم المساعدة منذ سنوات عديدة، وهذا ليس سرًا".
وفي معرض حديثه عن أسباب فشل المفاوضات بشأن تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، قال زعيم حماس إن "إسرائيل تريد الحصول على جميع الرهائن ومن ثم مواصلة العمليات العسكرية مرة أخرى".
وأوضح: "إنهم يريدون إضفاء الشرعية على احتلال الجيش الإسرائيلي ولهذا السبب، على سبيل المثال، لا نرفع الراية البيضاء في رفح، بل إن مقاومتنا ستكون أقوى، وسوف يرون ذلك، والاحتلال الإسرائيلي هو القوة الوحيدة التي تعرقل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وللأسف، فإن الولايات المتحدة تقبل دون قيد أو شرط كل ما تقوله إسرائيل".
وأشار إلى أن المناطق الشمالية من قطاع غزة "لم تتلق مساعدات إنسانية منذ 5 أشهر".
وفي هذا الصدد، تطالب حماس "أولا وقبل كل شيء الضغط على إسرائيل حتى يتمكن القطاع من الحصول على المساعدة".
وأشاد هنية بالخطوات التي اتخذتها تركيا لفرض حظر تجاري على إسرائيل، وأعرب عن أمله في أن تحذو الدول الأخرى حذوها.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنية في اسطنبول يوم السبت.
وناقشا الوضع في غزة وآفاق حل الصراع ودعا هنية المجتمع الدولي إلى منع إسرائيل من تنفيذ عملية عسكرية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة.
وحذر هنية من أن الغزو الإسرائيلي لرفح يمكن أن يؤدي إلى مذبحة للشعب الفلسطيني ودعا جميع الدول الشقيقة، في مصر وتركيا وقطر كوسطاء، وكذلك الدول الأوروبية إلى اتخاذ إجراءات لوقف العدوان ومنعه.
وأوضح هنية: "يجب إنهاء فكرة اجتياح رفح وتنفيذ الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".
وقال بعد اجتماع في اسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب "إذا ذهب العدو الصهيوني إلى رفح فإن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومون في رفح مستعدون أيضا للدفاع عن أنفسهم ومقاومة الهجمات".