الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عام من الحرب في السودان.. رحلة غادرة واجهتها النساء والأطفال

الرئيس نيوز

ذكر تقرير لموقع درج الإخباري أن رحلة الفرار من السودان عبر الصحراء إلى دول الجوار دائمًا ما تكون صعبة وخطيرة، ومع مرور الوقت أصبح الوضع أكثر مأساوية، إذ تتعرض النساء والأطفال لظروف الجوع الشديد والبرد والنوم في العراء.

 ويعاني معظم الأطفال من الأمراض والالتهابات الرئوية بسبب رمال الصحراء، إضافة إلى الرعب والذعر والتوتر والخوف من حواجز الطرق والجماعات المسلحة.

ولا يزال السودانيون يعانون بصمت وألم بعد مرور عام على اندلاع الحرب، دون أن يهتم العالم لآلامهم أو يتحرك بشأن مقتلهم وتهجيرهم واغتصاب النساء من قبل المليشيات المسلحة، والإجماع الأكبر في تاريخ السودان قد تولد خلال الأشهر الأخيرة وهو الإجماع على الرغبة في عودة الأمن والسلام، وفقًا لصوت أمريكا.

وأضاف التقرير أن ما يشهده السودان والسودانيون قد تم وصفه في تقارير حقوق الإنسان بطرق مختلفة.

وعلى سبيل المثال، وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الوضع بأنه "عام من الفظائع"، وتكررت عبارات مثل "القتل العرقي الجماعي"، وأقسى هذه العبارات هي "أكبر نزوح داخلي في العالم".

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن 10.7 مليون شخص نزحوا من ديارهم في السودان، من بينهم 9 ملايين نازح داخليا، نزح ثلثاهم منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

 وأضافت المنظمة الدولية للهجرة أن “السودان لديه الآن أعلى معدل للنزوح الداخلي في العالم، متجاوزا عدد النازحين في سوريا البالغ 7.2 مليون”.

ويضطر السودانيون إلى عبور الطريق الصحراوي الخطير في رحلة عبور غير القانوني، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على تأشيرات الدخول بعد إغلاق معظم السفارات في الخرطوم، مما لم يترك لهم أي خيار سوى التوجه إلى مصر ولا توجد سوى قنصلية مصرية واحدة في منطقة وادي حلفا الحدودية المكتظة بالآلاف وعلى هذا النحو، يتعين على السودانيين انتظار الحصول على تأشيرات الدخول لعدة أشهر، والاحتماء في المدارس والساحات العامة والطرق والمساجد والفنادق.

وكثيرون لا ينجحون في الحصول على التأشيرة في النهاية، وليس أمامهم سوى سلوك الطريق الصحراوي والمخاطرة بحياتهم وحياة أبنائهم على أمل الوصول إلى مصر.

وقالت سيدة سودانية تدعى أنغام، عبرت الصحراء إلى مصر، لموقع درج: "للأسف، كان علينا الاختيار بين الموت من الجوع والقصف في السودان، أو الموت في الصحراء في طريقنا إلى الأمان”.

وأضافت: “رغم عدم وجود سفارة مصرية بالخرطوم للحصول على التأشيرة، ونقص المستشفيات والخدمات الطبية، وانقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، إلا أن الحياة في السودان أصبحت شبه مستحيلة، ونعلم أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر”، متابعة: "المخاطر والصعوبات، لكن الحلول استنفدت".

وتستغرق الرحلة ما بين ثلاثة إلى عشرة أيام، "تشعر فيها في كل لحظة أنك ستموت، ولا تعرف إن كنت ستصل فعلًا"، على حد تعبير إحدى السودانيات.

وخلال مؤتمر حول الأطفال السودانيين عقد في 15 أبريل، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: “ما نشهده في السودان هو أسوأ أزمة نزوح للأطفال في العالم”، و”رغم دخولها عامها الثاني إلا أنها غائبة عمليا من أخبارنا اليومية”، مشددًا أيضًا على أن “كل حياة لها نفس القدر من الأهمية، سواء في أوكرانيا أو غزة أو السودان”.

التكاليف الصحية والنفسية لعبور الصحراء

تصل أغلبية النساء إلى مصر حاملات الآثار النفسية لنوبات الهلع والخوف والتوتر والأرق والكوابيس المتكررة، بالإضافة إلى عدم قدرتهن على نسيان ما مررن به أثناء الرحلة مثل وفاة أحد الركاب أو تعرضهن للتهديد أو سوء المعاملة من قبل سائقي السيارات، وخوفهم من الموت في الصحراء مع أطفالهن.