"الهجرة": الجالية الأرمينية متميزة.. وقدمت إسهاماتها في المجتمع
أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي، أن الجالية الأرمينية في مصر جالية متميزة، وبرز منها على مدار سنوات العديد من الشخصيات التي قدمت إسهاماتها في المجتمع المصري.
افتتاح القسم الدولي بمدرسة راهبات الأرمن
أتى ذلك خلال مشاركة الوزيرة في حفل افتتاح القسم الدولي بمدرسة راهبات الأرمن الكاثوليك بالقاهرة؛ تلبية لدعوة رئاسة المدرسة وريتا إلياس الممثل القانوني لها في مصر، وذلك باعتبار الوزيرة إحدى خريجات المدرسة.
وتابعت الوزيرة - في كلمتها خلال الحفل، وفقًا لبيان الوزارة اليوم الثلاثاء - أن مصر احتضنت وفتحت أبوابها للأرمن الذين هربوا بحياتهم وسعوا إليها طلبًا للحماية، فاحتضنتهم كما تحتضن الآن الكثير من الجاليات التي تلجأ اليها، وهو ما يدفع هذه الجاليات إلى الانصهار في نسيجها ليصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المصري.
واستكملت أن مدرسة راهبات الأرمن الكاثوليك قد بدأت مدرسة للجالية الأرمينية في مصر، وتحولت مع الزمن لمدرسة مصرية خالصة بإدارة أرمينية كاثوليكية ومزيج من الطلبة من أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين يتعلمون دون تفرقة، ويواجهون الحياة معًا ويتعلمون أسس المحبة والمبادئ الحياتية.
ولفتت إلى أن المدارس الأجنبية في مصر تعكس في مبادئها ما يمنحه المجتمع المصري للجاليات الأجنبية من شعور بالأمان والألفة والاندماج والوحدة وعدم التفرقة، مشيرة إلى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة أرمينيا والتي تمثل أول زيارة لرئيس مصري منذ 30 عامًا وبداية حقيقية لشراكة متميزة بين الدولتين وتأكيدًا على أخوة وعلاقة تاريخيّة بين البلدين.
وأشارت إلى حرص وزارة الهجرة على إطلاق العديد من الفعاليات للاحتفاء بالجاليات التي عاشت في مصر ومن بينها المبادرة الرئاسية (إحياء الجذور- نوستوس)، والتي تحتفي بالجاليات الأجنبية التي عاشت واستوطنت مصر وما تزال تشعر بانتماء حقيقي لأرضها، ويحرصون على الحديث عن الصورة الحقيقية لمصر والتسامح والمحبة والتناغم المجتمعي دون أي تمييز أو تفرقة.
وألمحت إلى أن ذلك يقابله حرص مماثل من الوزارة على لقاء هذه الجاليات خلال زياراتها الخارجية، منوهة بأننا نسعى لمقابلة الجالية الأرمينية ومختلف الجاليات ذات الأصول المصرية في أي بلد وكان آخرها أثناء زيارة كاليفورنيا العام الماضي.
وأثنت وزيرة الهجرة بالطفرة التعليمية المتميزة التي تقدمها المدرسة الأرمينية لأبناء المصريين والأرمن على حدٍ سواء دون أي تفرقة، مضيفة أن التعليم قادر على إعادة تشكيل المجتمع نحو الأفضل.
وقالت: "تلقيت تعليمي منذ مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية بهذه المدرسة العريقة، وقد كان وما زال لي العديد من الأصدقاء، كما تقدم المدرسة عددًا من أوائل الجمهورية كل عام، لتميز طلابها وجودة التعليم فيها".
الفضل العلمي والتربوي
كما أعربت عن سعادتها البالغة بوجودها في مدرستها الأم صاحبة الفضل العلمي والتربوي عليها وعلى أجيال من الطلبة منذ عام 1937، والتي أسهمت في بناء شخصيتها وتدين لها بكل محبة وتقدير.
ولفتت الوزيرة، إلى فضل مدارس الراهبات والرهبان والتعليم الكاثوليكي على جودة التعليم في مصر منذ عهد الخديوي إسماعيل، حيث أسهم في بناء الكثير من الشخصيات المتميزة المعتدلة من أبناء مصر ذات التعليم والتحصيل العلمي المتميز والاتزان والاعتدال الفكري، وما شجعت عليه تربية الراهبات والرهبان للطلبة والطالبات في هذه المدارس من بناء شخصيات معتدلة، جادة وملتزمة علميا وأخلاقيا ولديها الكثير من المسئولية المجتمعية والروح الوطنية وعدم التمييز، وهو ما أدى إلى تولي كثير من خريجيها للمناصب في الدولة المصرية وتميزهم في مجالات عملهم.
وحرصت وزيرة الهجرة على توعية الطلاب بأهمية التمسك بأحلامهم والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف، مؤكدة أن هذه المدرسة وغيرها من المدارس المماثلة تخرج منها الكثير من الشخصيات البارزة التي أضافت للمجتمع المصري، مهنئة المدرسة بافتتاح القسم الدولي.
ورحب الحضور بمشاركة السفيرة سها جندي في الفعالية، مشددين على دور "مصر المحبة والسلام"، وأن أبواب المدرسة مفتوحة للجميع وتحرص على تقديم محتوى تعليمي متميز يسهم في بناء الشخصية القادرة على خدمة المجتمع وبناء نهضة حقيقية في مصر.
وكانت بدأت الفعاليات بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية وبعده السلام الوطني لدولة أرمينيا، ثم تحدث القائمون على المدرسة عن تاريخ تلك المؤسسة التعليمية وأبرز ما تقدمه من أنشطة لخدمة المجتمع في مصر منذ عشرينيات القرن الحالي، وجهودها في تطوير التعليم وأقسامها العلمية المعتمدة، بما في ذلك مدرسة اللغات وهي المكون الأساسي الذي بدأت به المدرسة، وما ألحق به من أقسام دولية ذات شهادات دراسية معتمدة: القسم الأمريكي والبريطاني وأخيرًا الدولي الذي افتتح ليسهم في تقديم خدمة تعليمية متميزة، وفقا لأحدث المعايير.
وقدم فريق كورال المدرسة عروضًا غنائية متميزة بمشاركة عدد من طالبات المدرسة، بجانب باقة من الأغاني المصرية الوطنية الأصيلة، كما قدم فريق البالية عرضًا متميزًا.