عاجل| تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط مخاوف من نشوب حرب مفتوحة
يحبس العالم أنفاسه، بينما ينتظر كيف سيرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو على أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل، في وقت تتزايد فيه مطالبات وضغوط دولية من أجل ضبط النفس وسط مخاوف من تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مصدر حكومي إسرائيلي، لوكالة رويترز للأنباء، إن نتنياهو قد استدعى الاثنين، مجلس حربه للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة لتقييم الرد على الهجوم الإيراني الصاروخي، الذي نُفذ في عطلة نهاية الأسبوع.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، إنّ إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني، بيد أنه لم يعطِ أي تفاصيل.
وصرح هاليفي أثناء تواجده الاثنين، في قاعدة نيفاتيم الجوية جنوبي إسرائيل والتي لحق بها بعض الأضرار جراء الهجوم الإيراني، قائلًا: "إن هذا الإطلاق للعديد من الصواريخ وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي دخلت الأراضي الإسرائيلية سيتم الرد عليه".
توقع أربعة مسؤولين أمريكيين لشبكة NBC NEWS، الثلاثاء، نطاقًا محدودًا لرد إسرائيل على الهجوم الإيراني الذي استهدفها، مشيرين إلى أنه "قد يحدث في أي وقت"، مرجحين أن يشمل ضربات ضد القوات الإيرانية ووكلائها، خارج البلاد.
وأشاروا إلى أن التقييم يستند إلى "حوارات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين جرت قبل أن تطلق إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل ليل السبت".
وذكر المسؤولون أنه "بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل، أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأمريكيين بخيارات الرد الواردة"، موضحين أن "السيناريوهات الإسرائيلية تراوحت حينها بين توقع هجوم إيراني متواضع، أو آخر واسع النطاق يسفر عن سقوط ضحايا إسرائيليين وتدمير منشآت إسرائيلية".
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الهجوم الإيراني لم يسفر عن سقوط إسرائيليين أو دمار واسع النطاق، ويمكن لإسرائيل الرد بأحد خياراتها الأقل عدوانية، والذي يتمثل في ضربات خارج إيران.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أبلغ أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن طهران سترد على أي عمل عسكري إسرائيلي ضد بلاده.
وشنت إيران هجومًا عسكريا ًعلى إسرائيل، السبت، عندما أطلقت طهران طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل بعدما توعدت بالانتقام للهجوم الدموي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق.
وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتسبب في وقوع وفيات وأحدث أضرارًا محدودة، إلى أنه أجج المخاوف من نشوب حرب مفتوحة بين البلدين ومن تنامي وتيرة العنف في حرب غزة، التي يخشى كثيرون من اتساع رقعتها.
وأخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو، نهاية الأسبوع، بأن الولايات المتحدة، التي ساعدت إسرائيل على صد الهجوم الإيراني، لن تشارك في أي ضربة إسرائيلية مضادة.
وحذر جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في حديث مع راديو أوندا سيرو الإسباني، من انزلاق المنطقة في حرب، قائلًا "نحن على حافة الهاوية وعلينا أن نبتعد عنها".
كما أطلق كذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون تحذيرات مماثلة.
بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى ضبط النفس.
أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي عن قلقه، من احتمال استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية ردًّا على هجوم طهران على تل أبيب، مؤكدًا أن إيران أبلغت الوكالة أن هذه المنشآت أغلقت الأحد.
وأتت تصريحات جروسي الاثنين، في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصص لبحث الوضع في محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا.
وردًا على سؤال بشأن شنّ إسرائيل ضربة انتقامية تطال المنشآت النووية الإيرانية، قال جروسي "نحن قلقون من هذا الاحتمال".
وأضاف "ما يمكنني أن أقوله لكم هو أن الحكومة الإيرانية أبلغت مفتشينا في إيران أمس (الأحد) بأن كل المنشآت النووية التي نقوم بتفتيشها يوميًا، ستبقى مغلقة لاعتبارات أمنية".
وفي حين أشار إلى أن الإغلاق هو ليوم واحد، أكد أن المفتشين لن يعودوا إلى المنشآت قبل اليوم التالي. وأوضح "قررت عدم السماح للمفتشين بالعودة إلى أن نرى أن الوضع هادئ تمامًا".
وشدد المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة على ضرورة أن يمارس الأطراف "أقصى درجات ضبط النفس".