الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

جيش الاحتلال يطلب من الفلسطينيين عدم العودة إلى شمال غزة

الرئيس نيوز

جدد جيش الاحتلال، أمس الاثنين، تحذيراته للفلسطينيين بعدم العودة إلى شمال غزة، بعد يوم من قول شهود ومسؤولين طبيين إن قوات الاحتلال فتحت النار وقتلت خمسة أشخاص بين حشود السكان النازحين الذين حاولوا العودة إلى منازلهم في المنطقة المدمرة.

وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من الشمال بعد أن شنت قوات الاحتلال أول هجوم لها هناك بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر. 

وفي أشهر القتال التي تلت ذلك، سويت أجزاء واسعة من الشمال بالأرض، بما في ذلك جزء كبير من مدينة غزة. 

وبعد أشهر من القيود الإسرائيلية على المساعدات إلى الشمال، أصبح نحو 300 ألف شخص بقوا هناك على حافة المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

وذكر تقرير لشبكة آي ويتنس نيوز أن العديد من الفلسطينيين يرغبون في العودة، قائلين إنهم سئموا من ظروف حياتهم في مخيمات النزوح ولعدة أشهر، ظلت العائلات مكدسة في مخيمات ومدارس تحولت إلى ملاجئ ومنازل أقاربها في جميع أنحاء الجنوب ويخشى البعض أيضًا البقاء في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث تقول قوات الاحتلال إنها تخطط لمهاجمتها في نهاية المطاف للقضاء على حماس.

ونشر شبكة آي ويتنس صورًا لرجال فلسطينيون يحملون جثمان الصبي يزن اشتية (17 عاما) الذي استشهد في غارة عسكرية إسرائيلية، خلال جنازته في قرية سالم بالضفة الغربية، بالقرب من بلدة نابلس الفلسطينية، أمس الاثنين، الموافق 15 أبريل، 2024. 

ورفضت سلطات الاحتلال، التي خفضت عدد قواتها في أنحاء غزة، مرارا وتكرارا الدعوات للسماح للفلسطينيين بالعودة إلى الشمال، زاعمةً أن نشطاء حماس يواصلون العمل هناك.

يزعم جيش الاحتلال إنه خفف سيطرة المتشددين على الشمال، لكنه ما زال يشن غارات جوية ومداهمات ضد ما يقول إنهم يعيدون تنظيم المسلحين وفي الشهر الماضي، داهمت قوات الاحتلال مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة، خلال أسبوعين من القتال الذي أدى إلى تدمير المستشفى.

وكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع X، تويتر سابقا، أنه يجب على الفلسطينيين البقاء في جنوب غزة لأن الشمال "منطقة قتال خطيرة" ويبدو أن السكان يستجيبون للتحذير الجديد، خاصة بعد إطلاق النار يوم الأحد.

وحاول آلاف الفلسطينيين يوم الأحد صعود الطريق الساحلي في غزة عائدين إلى الشمال، معظمهم سيرا على الأقدام وبعضهم على ظهور عربات تجرها الحمير. 

وقال البعض إنهم سمعوا شائعات بأن قوات الاحتلال تسمح للناس بدخول الشمال ونقلت الشبكة الإخبارية عن السيدة الفلسطينية أم نضال خطاب، التي كانت من بين من حاولوا العودة إلى ديارهم: "نريد العودة، سواء بهدنة أو بدون هدنة، نحن نريد بيوتنا ونريد استرداد حياتنا".

وقال عدة شهود إن قوات الاحتلال فتحت النار مع اقتراب الحشود من نقاط التفتيش في وادي غزة، وهو الخط الذي رسمه جيش الاحتلال ليفصل شمال غزة عن بقية القطاع واستشهد خمسة أشخاص وأصيب 54 آخرون، بحسب مسؤولين في مستشفى العودة القريب في وسط غزة، حيث تم نقل الضحايا ولم يكن لدى جيش الاحتلال تعليق فوري. ولم يتضح السبب وراء إطلاق النار.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن فريدة الغول (27 عامًا) قولها إنها عندما اقتربت هي وعائلتها من نقطة التفتيش، رأت امرأة تعود مسرعة والدماء تلطخ ملابسها تطلب منهم عدم التقدم، فلما تجاهلوها، واستمروا في المضي قدمًا، سرعان ما سمعوا إطلاق نار كثيف وقصفًا حولهم وقالت إنها شاهدت جنود الاحتلال الإسرائيلي يطلقون النار.

وقالت هي وشاهد آخر إن القوات سمحت لبعض النساء والأطفال بالمرور شمالًا، لكنها فتحت النار عندما حاول بعض الشباب المرور.

وأضافت: "كان الناس على الجانب يسقطون على الأرض عندما رأينا هذه المشاهد، قررنا العودة وعدم المحاولة مرة أخرى."

وقال كرم أبو جاسر إنه وزوجته وأطفاله الأربعة كانوا من بين الحشد وسمعوا طلقات نارية وقصفًا من الأعلى عند نقطة التفتيش. 

وقال أبو جاسر متحدثا من ملجأ في وسط غزة “أصيب الحشد بالذعر خاصة النساء والأطفال وكان هناك الكثير من النساء والأطفال.. وبسرعة هربنا”.

وأضاف أن عائلته تريد العودة إلى منزلها في مخيم جباليا للاجئين في الشمال، على الرغم من أنهم يعرفون أن منزلهم تعرض للقصف والأضرار.

وأردف: "سيتعين علينا أن نعيش في خيمة، لكنها ستكون في منزلنا هناك إذا تمكنا من العودة، هناك قصف في كل مكان في غزة... وإذا كنا سنموت، فمن الأفضل أن نموت في منزلنا."

وكانت عودة السكان إلى شمال غزة نقطة خلاف رئيسية بين سلطات الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس في المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. 

وتريد إسرائيل محاولة تأخير العودة لمنع المسلحين من إعادة تجميع صفوفهم في الشمال، بينما تقول حماس إنها تريد التدفق الحر للعائدين.

وخلفت الحرب خسائر فادحة في صفوف المدنيين في غزة، حيث شرد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب القتال ويعيشون في ظروف مزرية، وليس لديهم سوى القليل من الطعام وغالبًا ما يعيشون في الخيام، ولا تلوح في الأفق نهاية لبؤسهم وتضررت أو دمرت مساحات كبيرة من المشهد الحضري، مما ترك العديد من الفلسطينيين النازحين بلا مكان يعودون إليه.

وأدت ستة أشهر من القتال في غزة إلى دفع الأراضي الفلسطينية الصغيرة إلى أزمة إنسانية، مما ترك أكثر من مليون شخص على شفا المجاعة ويقال إن المجاعة أصبحت وشيكة في الشمال الذي تضرر بشدة، حيث تواجه المساعدات صعوبة في الوصول إليها بسبب القتال. 

افتتحت إسرائيل معبرًا جديدًا لشاحنات المساعدات المتجهة إلى الشمال في الوقت الذي تكثف فيه إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر ولكن الأمم المتحدة تقول إن زيادة المساعدات غير محسوسة في غزة بسبب الصعوبات المستمرة في التوزيع.

وأعلنت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، إنها تمكنت من توصيل الوقود ودقيق القمح إلى مخبز في مدينة غزة المعزولة في الشمال للمرة الأولى منذ بدء الحرب.