كيف سيكون الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية؟
بينما طالبت أمريكا من حليفتها إسرائيل عدم الرد على الهجوم الإيراني الذي نفذ السبت الماضي بنحو ٣٠٠ مسيرة وصاروخ كروز و١٢ صاروخا بالستيا، واستهداف مناطق عسكرية إسرائيلية؛ بعدما اعتبرت أمريكا الهجوم فاشلا بعدما تم إسقاط تلك القذائف خارج الغلاف الجوي الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو يبدو أنه مصر على التصعيد لإطالة عمر حكومته المتطرفة.
مسؤولون قالوا لوكالة NBC إن الرد الإسرائيلي على إيران قد يكون محدودا وفي نهاية الأسبوع الجاري.
ومنذ الهجوم الإيراني المحدودة وتؤكد إسرائيل أن ردها سيكون واضحًا وحاسمًا، دون أن يشعل حربًا واسعة النطاق، فيما رجح بعض المحللين أماكن وتواريخ الضربة المرتقبة.
وفق موقع العربية فقد رجّحت المحللة الأميركية كارولين روز كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز الأميركي للدراسات الاستراتيجية أن يتأخّر الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية التي لم تؤد لأي خسائر بشرية رغم إطلاق إيران مئات الصواريخ والمسيّرات.
وقالت إن "الرد الإسرائيلي على تلك الضربات التي لم تكن مسبوقة قد يتأخّر نتيجة الضغوط الأميركية الرامية إلى عدم توسيع نطاق حرب غزة".
كما أضافت أن "هناك سببا آخر قد يتسبب في تأخير هذا الرد"، معتبرة أن تل أبيب قد تتأخر ربّما في ردها لأسابيع مقبلة مع نيتها التركيز على التقدم الميداني في رفح".
أما عن الأماكن التي قد تستهدف، فرأت أن من "المرجّح أن تضرب إسرائيل مرة أخرى بعثات إيرانية في الخارج، أو مستشارين إيرانيين عاملين في سوريا ولبنان ودول أخرى تنشط فيها ميليشيات بالوكالة تعمل لصالح طهران".
أما الباحث المختص بالشؤون الإيرانية،من جهته، وجدان عبدالرحمن، قال "للعربية" إن "الرد الإسرائيلي آت لا محالة لعدّة أسباب، منها أن غرفة الحرب الإسرائيلية وافقت عليه، فضلا عن أنه يصب في صالح حكومة بنيامين نتنياهو، كما يمنح تل أبيب فرصة لاستهداف الداخل الإيراني لاسيما أنها كانت تهدد باستمرار باستهداف المنشآت النووية الإيرانية".
آوضح أن طهران لأول مرة منذ الثورة الإيرانية استهدفت الأراضي الإسرائيلية، رغم أن تل أبيب لم تستهدف الداخل الإيراني، ولذلك احتمال قيام إسرائيل بشنّ هجمات مشابهة بشكل مباشر داخل إيران وارد جدا". وقال "الضربة الإسرائيلية المرتقبة قد تكون قريبة وباستخدام مقاتلات ومسيّرات".
تابع أن "نتنياهو من خلال تصريحاته لمّح إلى إمكانية الترويج لضربات بلاده المرتقبة ضد إيران قبل أن يبدأ بذلك فعليًا على غرار ما فعلته طهران، بمعنى ستكون الضربات بعد حرب نفسية، ولهذا قد يكون الردّ بعد أيام أو أسابيع".
كان عدد من المراقبين رجحوا أن تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية في الداخل الإيراني بشكل محدود، فضلا عن إمكانية شن هجمات سيبرانية، بالإضافة إلى ضرب الميليشيات المدعومة إيرانيًا في عدد من البلدان العربية، بينها العراق وسوريا ولبنان.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، أمس الاثنين، أن بلاده سترد على إيران لكن بحكمة، وأن طهران يجب أن تعيش التوتر كما عاشته تل أبيب.
ودعا المجتمع الدولي إلى "البقاء موحدا" في مواجهة "العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي"، وفق تعبيره.
فيما حثت الولايات المتحدة التي أكدت سابقا وقوفها إلى جانب حليفتها إسرائيل على التهدئة وضبط النفس، كذلك فعلت العديد من الدول الغربية والعربية.
كما أبلغت واشنطن تل أبيب أنها لن تشارك في ضرباتها ضد طهران أو وكلائها، علمًا أنها شاركت بقوة قبل أيام في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي أطلقت باتجاه الداخل الإسرائيلي.