الخميس 31 أكتوبر 2024 الموافق 28 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

الدور الخفي لـ"مجرة درب التبانة" في الأساطير المصرية القديمة

الرئيس نيوز

سلط موقع يونيفيرس توداي الضوء على الدور الخفي لمجرة درب التبانة في الأساطير المصرية القديمة، وبصفة خاصة نقوش تظهر إلهة السماء نوت، المغطاة بالنجوم، التي ظهرت على جدران المعابد المصرية القديمة، إذ يحملها والدها شو، وهي مقوسة فوق جُب، شقيقها إله الأرض.

وكشفت النقوش على اليسار، الشمس المشرقة (الإله رع برأس الصقر) تُبحر فوق ساقي نوت على اليمين، وتبحر الشمس الغاربة من أسفل ذراعيها باتجاه ذراعي أوزوريس الممدودة، الذي سوف يجدد الشمس في العالم السفلي أثناء الليل.

وبمجرد النظر إلى أسماء الأبراج وأصولها يدرك العلماء أن العديد من الثقافات كان لها دور في تصورها، وعلى رأسهم المصريون الذين كانوا علماء فلك بالغي الروعة فقد لعبت حركة السماء دورًا حيويًا في مصر القديمة، بما في ذلك تطور السنة المكونة واهتداء البشرية إلى فكرة السنة المكونة من 365 يومًا وفكرة اليوم المكون من 24 ساعة. 

ومثل العديد من الثقافات الأخرى يقولون أن الشمس والقمر والكواكب آلهة، ولكن من المثير للدهشة أن مجرة درب التبانة اللامعة لا يبدو أنها لعبت دورًا ظاهرًا، ولكن تشير بعض الأبحاث الجديدة إلى أن دور المجرة في أثراء عقل الفنان والعالم المصري القديم كان دورًا خفيًا، والدليل هو تصور المصريين القدماء لإلهة السماء نوت.

وتقول الأبحاث إنها نظرية مقبولة إلى حد ما مفادها أن أهرامات مصر بنيت بطريقة ما كتمثيل للسماء المرتفعة بغير عمد، أو استلهام لعظمة السماء المرفوعة فوق الأرض وغالبًا ما كان يتم تصوير إله الشمس رع وهو يبحر عبر السماء في قارب، ولكن لم يكن يبدو أن درب التبانة تمثل جزءًا كبيرًا من الصورة الكبيرة، باستثناء ربما بعض الاعتبارات بأن نهر النيل يمكن أن يمثلها.

وفي عصر مصر القديمة، لم يكن التلوث الضوئي موجودًا على الإطلاق وكانت مجرة درب التبانة أكثر بروزًا بكثير مما يراه العديد من مراقبي النجوم اليوم وتشير دراسة حديثة أجراها علماء الفيزياء الفلكية في جامعة بورتسموث إلى أن إلهًا أقل شهرة يُدعى نوت كان له علاقة بالأمر.

وبالبحث عن الأعمال الفنية المصرية يرى المرء غالبًا امرأة مليئة بالنجوم تتقوس فوق شخص آخر وتلك المرأة هي نوت إلهة السماء والشخص الآخر يمثل شقيقها إله الأرض جُب؛ ولدى نوت وظيفة محددة للغاية، فهي تحمي الأرض من الفيضانات ومن المياه التي تنبجس من الفراغ، ومن المفترض أن يكون هذا هو فراغ الفضاء، ولكن بالطبع في ذلك الوقت لم يكن لدى المصريين القدماء مثل هذا الفهم الكبير للكون كما أن الإلهة نوت كانت تبتلع الشمس عند غروبها، وتلدها مرة أخرى في الصباح.

ولحسن الحظ أن المصريين كانوا رائعين في تسجيل مثل هذه الظواهر، ولكن في حدود المعارف المتاحة في أزمانهم، ولذلك كان هناك الكثير من النصوص المصرية التي يمكن الرجوع إليها ومن خلال إجراء عمليات محاكاة من الأدلة الموجودة في الوثائق، يشير فريق البحث، بقيادة الدكتور أور جراور، الأستاذ المساعد في الفيزياء الفلكية، إلى أن درب التبانة تمثل أذرع نوت الممدودة في الشتاء وعمودها الفقري في الصيف وتتوافق هذه الفرضية مع الأنماط الواسعة في درب التبانة.

ومضى الدكتور جراور ليشرح أن النتائج التي توصل إليها فريقه كشفت أن نوت كان لها دور وظيفي أكبر بكثير أيضًا فقد شاركت في انتقال النفوس المتوفاة إلى الحياة الآخرة وكانت لها صلة بهجرات الطيور السنوية وهذا يتماشى مع معتقدات العديد من الثقافات مثل تلك الموجودة في أمريكا الشمالية والوسطى التي تعتقد أن درب التبانة كان طريقًا تستخدمه الأرواح أو ثقافات فنلندا ودول البلطيق الذين اعتقدوا أنه طريق للطيور.