مع اقتراب الرد الإيراني.. ثلاث سيناريوهات انتقامية ضد إسرائيل
في تطور جديد بشأن احتمالات الرد الإيراني الانتقامي على العدوان الإسرائيلي غير المسؤول على القنصلية الإيرانية في سوريا، توقع مسؤولان أميركيان هجوما إيرانيا على إسرائيل اليوم الجمعة بصواريخ وأكثر من 100 مسيّرة.
أوضح المسؤولان أنه من المتوقع أن تشن إيران هجوما كبيرا على إسرائيل، اليوم، قد تستخدم فيه أكثر من 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ ضد أهداف عسكرية في الداخل الإسرائيلي، حسب ما نقلت شبكة "سي بي أس".
وقال المسؤولان، اللذان لم تسمهما الشبكة الإخبارية، إنه سيكون من الصعب على الإسرائيليين التصدي لهجوم بهذا الحجم، لكنهما أشارا في الوقت عينه إلى أن طهران قد تشن هجوما أصغر نطاقا لتجنب حدوث تصعيد كبير.
في حين أفاد مسؤولون مطلعون على تقييمات المخابرات الغربية بأن الضربة قد تحصل خلال 48 ساعة وتطال مواقع حكومية بصواريخ، وأضافوا أن القصف قد يحدث بطائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة تقوم بإعداد الدفاعات وقامت بنقل أصول عسكرية إضافية إلى المنطقة، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لكبح الأعمال العدائية.
كذلك أشاروا إلى أن هذه الخطوة لم تحصل بعد على موافقة كبار المسؤولين في طهران، بحسب وكالة "بلومبيرغ".
أتى هذا بعدما رجحت مصارد أخرى أن يتم "الانتقام الإيراني" خلال 3 أيام أو 48 ساعة.
كما جاء وسط استنفار إسرائيلي وأميركي على السواء، ولقاءات عسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
ومنذ الضربة المؤلمة التي تلقتها طهران باستهداف قنصليتها مطلع أبريل الحالي، ما أدى إلى مقتل العميد محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي وخمسة من الضباط المرافقين لهما، تصاعدت تصريحات وتهديدات المسؤولين الإيرانيين بالانتقام، والرد.
فيما نشطت أميركا حليفة إسرائيل من أجل إيصال الرسائل للمسؤولين الإيرانيين بعدم التصعيد.
بدورها وجهت إيران رسائل إلى الولايات المتحدة، بأن ضربتها قد تكون محدودة ومدروسة بحيث لا تستوجب تصعيدًا للحرب.
سيناريوهات الرد
وخلال وقت سابق، قال المرشد الإيراني علي خامنئي مرارًا وتكرارًا إن إسرائيل "ستُعاقب" على الهجوم الذي دمّر مبنى القنصلية، وأودى بحياة 13 شخصًا على الأقل، بينهم ضابط كبير بالحرس الثوري، ولكن الخطر يكمن في أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بشكل كبير وتضع إيران في مرمى النيران بشكل أكبر.
وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن هجومًا انتقاميًا كبيرًا وشيك، إما من قبل إيران أو وكلائها المختلفين في المنطقة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية، بحسب موقع العربية.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وذلك تماشيًا مع ردها المعتاد على الاتهامات باستهداف إيران، على الرغم من أنها حاولت قطع إمدادات الأسلحة عن الجماعات المسلحة عبر سوريا لسنوات، وفق "بلومبرغ".
هجوم بالصواريخ
خامنئي قال إن هجوم دمشق يعادل هجومًا على الأراضي الإيرانية، وأن الرد المناسب سيكون شن هجوم في إسرائيل. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إشعال حرب شاملة من المرجح أن تجذب الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين، وفق "بلومبرغ".
لكن مسؤولًا أميركيًا استبعد في تصريحات لـ"رويترز" أن يكون الرد الإيراني كبيرًا بما يكفي لجر الولايات المتحدة إلى حرب في المنطقة.
ومن بين سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل، إطلاق طهران لوابل من الصواريخ من سوريا على مواقع في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، حسب "بلومبرغ".
وسبق لإيران أن هاجمت الأراضي التي تحتلها إسرائيل في عام 2018، عندما أطلقت طهران صواريخ من سوريا على مواقع في مرتفعات الجولان.
وأكد مستشار بالحرس الثوري الإيراني قلق طهران من مسألة اعتراض الدفاعات الإسرائيلية للضربة التي توجهها، إذ قال إن الحرس الثوري تواصل مع خامنئي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطرح عليه عدة خيارات لضرب مصالح إسرائيلية، مضيفًا أن السيناريوهات قيد النظر تشمل "هجومًا مباشرًا على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى"، وفق "وول ستريت جورنال".
وذكر أن خامنئي "لم يتخذ قرارًا بعد بشأن هذه الخطط، إذ يشعر بالقلق من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية من خلال اعتراض الصواريخ ورد إسرائيل بانتقام واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران".
أما الخيار الآخر أمام إيران، هو استهداف السفارات الإسرائيلية، وهي خطوة عالية المخاطر بالنظر إلى أولويات إيران في الشرق الأوسط.
ويمكن أن يكون الهجوم غير العسكري - عبر عملاء أو مجموعة وكيلة - أكثر السيناريوهات المرجحة، على الرغم من أن سجل نجاح إيران في محاولات مماثلة في الماضي ضعيف.
ويمكن لإيران أن ترد بمهاجمة قواعد عسكرية إسرائيلية أو أميركية، كما فعلت خلال التصعيدات السابقة. وفي الآونة الأخيرة، قالت الولايات المتحدة إن مسلحين مدعومين من إيران قتلوا 3 من أفراد الخدمة الأميركية وأصابوا 25 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من موقع البرج 22، القريب من الحدود السورية الأردنية في 28 يناير الماضي.