ماذا وراء تعثر وعود الغاز في شرق المتوسط وأسباب الأزمة؟
يبدو أن طموحات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط تتعثر وسط الصراع الدائر في غزة، وتم تعليق صفقة تاريخية لشركة بي بي وشركة بترول أبوظبي الوطنية بشأن الاستحواذ على حصة 50% في شركة نيوميد الإسرائيلية، مما يعرقل أو على الأقل يؤخر الوصول إلى حقول الغاز القبرصية والإسرائيلية.
ولم تحدد قبرص بعد الموعد المتوقع لرؤية أول غاز من أي من اكتشافاتها البحرية للغاز، في حين تضررت قدرة مصر على البقاء كمركز للغاز الطبيعي المسال في الوقت الذي تعاني فيه من صعوبات اقتصادية وأزمة في توفير الغاز للاستهلاك المحلي وتوليد الطاقة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع إنيرجي إنتلجنس، فإن بعض هذه التأخيرات ترجع إلى عوامل جيوسياسية، ولكنها تنطوي أيضًا على نزاعات تجارية وتمثل هذه العوامل مجتمعةً عائقًا أمام ظهور منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط كمركز عالمي للغاز يزود أوروبا وأسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية وهي آمال تردد صداها طوال السنوات الأخيرة.
ولا يزال غاز شرق البحر المتوسط شأنا إقليميا، حيث تركز الكميات المتزايدة من الغاز الإسرائيلي على إمداد مصر المتعطشة للغاز على الرغم من تأخيرات ناجمة عن الحرب في غزة. وأكدت نيوميد في منتصف مارس الماضي أنه بسبب "حالة عدم اليقين التي خلقتها البيئة الخارجية... ستظل العمليات معلقة حتى يحين وقت استئناف المناقشات".
وفي الوقت نفسه، تتفاقم أزمة الغاز في مصر، وتواجه مصر احتمال أن تصبح مستوردًا للغاز الطبيعي المسال مرة أخرى.
وفي الأثناء: ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى تعطيل الإمدادات من المنطقة الغنية بالنفط وعلى الرغم من هذا الارتفاع، فإن النفط يستعد لانخفاض أسبوعي متأثرًا بانخفاض احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام.
وتصاعد الوضع في أعقاب غارة جوية إسرائيلية مشتبه بها على السفارة الإيرانية في دمشق، حيث تعهدت إيران بالانتقام وقد أثرت هذه المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب تخفيضات إمدادات تحالف أوبك+ وتحسن الظروف الاقتصادية العالمية، بشكل كبير على توقعات أسعار النفط ومع ذلك، فإن المخاوف المستمرة بشأن التضخم في الولايات المتحدة تخفف من هذه المكاسب، مما يشير إلى توقعات حذرة لسوق النفط.
ويعكس تحليل الغاز الطبيعي اليوم انخفاضًا، حيث انخفض السعر إلى 1.90 دولارًا، بانخفاض قدره 0.52٪. وتقف النقطة المحورية عند مستوى 1.89 دولارًا أمريكيًا، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الموقف الصعودي وتم تحديد مستويات المقاومة عند 1.95 دولارًا و2.00 دولارًا و2.04 دولارًا، مما يشير إلى أسقف محتملة للحركة الصعودية.
