فتاة من رفح في رسالة إلى بايدن: أخشى أن تدخل الدبابة الخيمة وتدهسني
عندما دعا البيت الأبيض قيادات الجالية الإسلامية لتناول الإفطار هذا الأسبوع احتفالًا بشهر رمضان المبارك، بدأت الردود تأتي بسرعة إذ قال العديد من المدعوين، الذين يشعرون بالأسى بسبب دعم الرئيس بايدن لحرب إسرائيل في غزة، إنهم لن يحضروا وجبة الإفطار مع الرئيس الأمريكي مساء الثلاثاء بينما كان الكثير من الفلسطينيين تحت الحصار.
وتساءلوا: "كيف يمكننا أن نحدثك عن المجاعة والجوع ونحن نجتمع معك لتناول الخبز وشرائح اللحم؟" على حد تعبير الدكتور ثائر أحمد، وهو طبيب أمريكي من أصل فلسطيني كان في غزة في شهر يناير.
لقد لخصت تلك اللحظة مدى الإشكالية التي أصبحت عليها الحرب في غزة بالنسبة لإدارة بايدن، الذي ينتقد إسرائيل بشكل متزايد ولكنه لا يزال يقاوم الدعوات من داخل حزبه لوضع شروط على مبيعات الأسلحة إلى سلطات الاحتلال، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
لقد تغير البيت الأبيض بسرعة عندما أصبح من الواضح أن الحدث الرمضاني سيكون مثيرًا للجدل، حيث عقد وجبة إفطار مصغرة للموظفين فقط واجتماعًا منفصلًا لقادة الجاليات الإسلامية، وحضر اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة جو بايدن؛ ونائبة الرئيس كامالا هاريس؛ وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي؛ وغيرهم من كبار المسؤولين وكان من بين الذين تحدثوا إلى الرئيس ثلاثة أطباء عالجوا مرضى في غزة مؤخرًا.
ونشرت التايمز صورًا لتجمعات من الفلسطينيون لتسلم الطعام في بلدة جبيلة شمال قطاع غزة الشهر الماضي، ويحملون في أيديهم أوانٍ فارغة، وقال الدكتور أحمد إنه أخبر بايدن أن الغزو البري الإسرائيلي الوشيك لرفح سيكون بمثابة “حمام دم ومذبحة”. كما تسلم الرئيس رسالة من فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات في غزة فقدت عائلتها بأكملها في الحرب.
وكتبت الفتاة في الرسالة التي حصلت صحيفة نيويورك تايمز عليها وترجمتها: "نحن في رفح نعاني كثيرا لأننا نعيش في خيمة صغيرة جدا ويمكن أن تدخل الدبابة الخيمة وتدهسني" وتابعت الرسالة: “لا نريد مجازر ومعاناة. نريد الأمان، وأن نعيش مثل بقية أطفال العالم.. من فضلك، بايدن، أوقف هذه الحرب، كفى، أوقف هذه الحرب من فضلك”.
وبعد أن تحدث لمدة ست دقائق تقريبًا، أخبر الدكتور أحمد الرئيس بأنه سيغادر الاجتماع، وأضاف "قلت: احتراما لمجتمعي، واحتراما للعديد من الأشخاص الذين يعانون من الحزن، والذين يعانون من الكثير من الألم، لا بد لي من الانسحاب من هذا الاجتماع".