شاهد| المفتي: الإكراه على المعتقد لا يترتب عليه الإيمان الحقيقي بل النفاق
أكد الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الإسلام في بداياته أقر مبدأ المواطنة والتعايش، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع وثيقة المدينة فور هجرته إلى المدينة المنورة.
الإكراه ليس إيمانا
وقال علام، خلال برنامج "أسأل المفتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "لا يمكن أن تجعل الناس قالب واحد في الاعتقاد والقرآن الكريم تحدث عن هذا، وقال الله تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) وقال (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
وأضاف: "لا يمكن ولا يتصور أبدًا أن الجبر والإكراه على المعتقد يرتب إيمانًا حقيقيًا بل يرتب نفاقًا ولو أننا تصورنا أنه يمكن أن أجبر طائفة من الناس بالعصا والسيف وأنهم قالوا نعم، هل بالفعل سيكون ما في داخلهم عمق إيماني موافقًا للظاهر أم سيكون ينافق؟، النفاق سيكون الأساس في هذه الحالة، وبالتالي لا يمكن أن يجبر الإنسان على الايمان بالله".
وتابع المفتي: "وجدنا المنافقين في المدينة المنورة تصدر منهم مخالفات تدل بين الحين والآخر على أن ما كان في القلب لم يكن سليمًا ولا مساويًا لما لدى صحابة رسول الله، رسول الله لم يجبر أحد لا في مكة ولا المدينة بل أنه أرسل أصحابه إلى المسيحيين في الحبشة، وقال لهم اذهبوا إلى الحبشة فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد، وأقره على ما هو عليه، ووصفه بأنه رجل عادل".
على قلب رجل واحد
وواصل: "الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل صحابته إلى النجاشي ملك الحبشة وأقره على مسيحيته، الرسول يقول لنا إنكم لن تعيشوا وحدكم ولكن سوف تعيشوا مع آخرين في كل مكان وزمان، وبناء على ذلك لابد من إيجاد أحكام تؤدي إلى تحقيق التشارك والتعاون".
وأوضح المفتي: "كان أول ما فعله الرسول حين ذهب إلى المدينة المنورة أن أطلق وثيقة المدينة، وهي التي تؤدي للتكافل والتعاون وحماية المجتمع من الاعتداءات الخارجية ومحاولة النهوض بالمجتمع باعتبارنا جميعا أبناء هذا المجتمع، مجتمع المدينة وأن كل واحد منها يمثل أمة لها من الحقوق وعليها من الواجبات".
واختتم علام: "صيغة وثيقة المدينة تقرر مبدأ المواطنة، والذي سبق إليه الإسلام في أوائل الإسلام، وكان مبدأ عظيمًا طبقناه هنا في مصر على خير مثال، وعشنا معًا متعددين، ولكن على قلب رجل واحد في خدمة بلدنا".